كيف يواجه المجتمع الدولي الإرهاب بعيدا عن الإجراءات الأمنية والعسكرية؟

كتب: مصطفى نجيب

كيف يواجه المجتمع الدولي الإرهاب بعيدا عن الإجراءات الأمنية والعسكرية؟

كيف يواجه المجتمع الدولي الإرهاب بعيدا عن الإجراءات الأمنية والعسكرية؟

"لا بد أن تشمل معركة مواجهة الإرهاب الأبعاد السياسية والأيدولوجية والتنموية"، كلمات قالها الرئيس عبدالفتاح السيسي، خلال مقابلته مع مسؤولي شركة الأبحاث والاستشارات العالمية "أكسفورد بيزنس جروب"، عن طرق مكافحة الإرهاب، وضرورة مواجهة المجتمع الدولي له بعيدا عن الإجراءات الأمنية والعسكرية.

"الوطن" تواصلت مع عدد الباحثين في العلوم السياسية وشؤون الحركات الإرهابية لمعرفة الإجراءات التي من المفترض أن يتبعها المجتمع الدولي للقضاء على الإرهاب بعيدا عن التدابير العسكرية والأمنية، حيث قال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن مواجهة الإرهاب ليستً عسكرية أو أمنية فقط بل يوجد مناهج مختلفة للتعامل معه سواء على المستوى الأيديولوجي أو الفكري، أو حتى على مستوى دراسات الحالة التي ترتكب مثل تلك الجرائم الإرهابية.

وأضاف فهمي لـ"الوطن"، أن مواجهة الإرهاب تتم بإجراءات واستراتيجيات متعددة، جزء منها ثقافي، وجزء أيديولوجي، وجزء استراتيجي وأمني، لافتا إلى أنه إذا اجتمعت هذه العوامل الثلاثة في التناول سيتم القضاء على الإرهاب، موضحًا أن بيوت الخبرة ومراكز الأبحاث تبرز هذه الإجراءات، وتضعها في سياقاتها الثقافية والأيدولوجية والاستراتيجية ولا تتوقف على تناول الظاهرة من بعد واحد.

وأوضح أستاذ العلوم السياسية، أن الأمم المتحدة باعتبارها منوط بها عملية التنظيم الدولي تركز على القوانين والتشريعات والقواعد، وتصدر التشريعات التي تحدد طرق مواجهة الإرهاب وتسهل على الأجهزة الاستخباراتية والمعلوماتية عمليات التنسيق فيما بينها، مشيرًا إلى أن الدول والمنظمات الدولية عليها دور تثقيفي وتوعوي وتحذيري، ومصر تقوم بهذا الدور من خلال وزارة التربية والتعليم ووزارة الخارجية ومؤسسة الأزهر.

بدوره اتفق أحمد بان، الخبير في شؤون الحركات الإسلامية، مع سابقه في كيفية مواجهة الإرهاب بعيدا عن الإجراءات العسكرية، مؤكدا أن الإرهاب ظاهرة عالمية معقدة ونتاج تراجع دور مؤسسات الدولة وتحديدًا مؤسسات التنشئة مثل المؤسسات التعليمية والتثقيفية والإعلامية والدينية، مشددًا على أهمية تضافر جهود المؤسسات والمنظمات الدولية لمواجهة هذه الظاهرة من خلال إشاعة ثقافة التسامح والمساواة والمواطنة، ووضع آلية تسمح بدعم الدول التي تعاني من هذه الظاهرة.

بينما أكد أحمد كامل البحيري، الباحث بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن مكافحة الإرهاب ليست عسكرية فقط، موضحًا أن هناك ظروفا سياسية في منطقة الشرق الأوسط لا بد من حلها مثل الأزمة في ليبيا والعراق وسوريا واليمن، لأنه سيعمل على الحد من نشاط الجماعات والعناصر المتطرفة والإرهابية، بالإضافة إلى عمليات تنمية اقتصادية بتلك الدول.

وأضاف البحيري أن المنظمات الدولية ومؤسسات المجتمع المدني لا بد من أن تضع آليات عمل ومشروعات لتنظيم عملية مكافحة الإرهاب أيدولوجيا، موضحًا أن دور المجتمع المدني ربما يكون له نفس تأثير الدول التي يتركز دورها على البعد الديني والتربوي والإعلامي.


مواضيع متعلقة