سوهاج: معبد «رمسيس الثانى» فى أخميم كشف ينتظر استكمال التنقيب منذ 37 عاماً

سوهاج: معبد «رمسيس الثانى» فى أخميم كشف ينتظر استكمال التنقيب منذ 37 عاماً
- أرض الواقع
- أعمال نهب
- أمن سوهاج
- الأعلى للآثار
- الأماكن الأثرية
- التنقيب عن الآثار
- الخريطة السياحية
- العثور على
- العصر اليونانى
- اللغة المصرية القديمة
- أرض الواقع
- أعمال نهب
- أمن سوهاج
- الأعلى للآثار
- الأماكن الأثرية
- التنقيب عن الآثار
- الخريطة السياحية
- العثور على
- العصر اليونانى
- اللغة المصرية القديمة
الصدفة وحدها قادت للكشف عن أكبر معبد للملك رمسيس الثانى بمدينة أخميم شرق محافظة سوهاج، وكان ذلك عام 1981، عندما خصصت الدولة قطعة أرض لبناء معهد تابع للأزهر الشريف، وبعد تسلم المقاول الأرض وحفر الأساسات، اكتشف وجود جزء من تمثال أثرى، وتم إبلاغ هيئة الآثار التى انتقلت للموقع وأوقفت الحفر، وتبين أن التمثال لـ«ميريت آمون» ابنة الملك رمسيس الثانى، وتم استخراج التمثال وتبين أنه أكبر تمثال لسيدة فى العالم، طوله 11 متراً ونصف ووزنه 30 طناً، واستمرت أعمال الحفائر فى قطعة الأرض ليتم استخراج العديد من التماثيل الهامة، بعضها يرجع للعصر اليونانى الرومانى، لكن باقى الاكتشافات ظلت حبيسة الأرض المدفونة بها على مدار 37 عاماً، منذ الكشف عن أول تمثال أثرى للجميلة «ميريت».
{long_qoute_1}
منذ ذلك التاريخ وضعت الدولة خططاً للكشف عن المعبد الذى يرجع للملك رمسيس الثانى، وتبين أن باقى أجزائه تقع أسفل مقابر المسلمين ومنازل الأهالى، لكن تلك الخطط لم تغادر الورق الذى كُتبت عليه، ولم يتم اتخاذ أى إجراءات فعلية على أرض الواقع لاستخراج الكنوز الدفينة فى باطن الأرض، التى تقع على 10 أفدنة تقريباً، هى مساحة المقابر، و10 أخرى تحت منازل الأهالى، ولم يتم سوى إنشاء مقابر بديلة للمقابر الحالية لنقل رفات الموتى إليها وتكملة الاكتشافات، وبالفعل تم إصدار قرار بوقف الدفن بالمقابر القديمة، عقب بناء جديدة تكلفت نحو 150 مليون جنيه إلا أن الأهالى وفى أعقاب ثورة 25 يناير عادوا لدفن موتاهم بالمقابر القديمة ليتبخر بذلك حلم الكشف عن أكبر معبد أثرى، ولا يقتصر الإهمال فى المنطقة على توقف الاكتشافات، فهناك عصابات منظمة تعمل ليل نهار فى نهب الآثار ورغم الحملات التى يشنها رجال السياحة والآثار وضبط العديد من القضايا لحفائر داخل المنازل، إلا أن العصابات فرضت سطوتها وهيمنتها على المنطقة وتعمل بشكل مكثف، وشهدت عمليات التنقيب رواجاً كبيراً فى أعقاب «25 يناير»، نظراً للغياب الأمنى وتم نهب ثروات يصعب حصرها من باطن الأرض ونقل بعضها خارج البلاد، ويؤكد المسئولون بالمحافظة وهيئة الآثار أن معبد رمسيس الثانى ثروة قومية ستضع سوهاج على الخريطة السياحية، لأن المعبد لا يقل أهمية عن «الكرنك» فى الأقصر وما يحويه من أسرار وتماثيل لا مثيل لها فى حضارة مصر الفرعونية، مؤكدين أن مدينة أخميم بالكامل بنيت فوق معابد فرعونية.
وتعتبر «أخميم» من الأماكن الأثرية الهامة فى الصعيد، وكانت عاصمة الإقليم التاسع من أقاليم الصعيد، وكانت تسمى قديماً «خنت مين» بمعنى مقر الإله مين «إله الخصب والنماء والتكاثر»، وكان كل إقليم من أقاليم مصر يخصه إله محلى، وكانت أخميم فى العصر اليونانى الرومانى تسمى «بانو بوليس» وفى العصر القبطى كانت تسمى «شيمين» وتم تحريفها بعد ذلك لتصبح «أخميم»، وهى حالياً خاضعة لقانون الآثار رقم 117 لعام 1983، الذى يحظر إقامة حفائر أو منشآت بدون ترخيص وبدون إشراف من المجلس الأعلى للآثار.
وقال مصدر بـ«آثار أخميم» إن موقع معبد رمسيس الثانى كان عبارة عن مقلب للقمامة وصدر قرار بإنشاء معهد أزهرى وأثناء حفر أساسات المعهد ظهر جزء من تمثال، بعدها تم استخراج التمثال الذى تبين أنه لـ«ميريت آمون»، ابنة رمسيس الثانى، ويعتبر أكبر تمثال لسيدة فى العالم وكان وقت إخراجه بالألوان الطبيعية وبفعل عوامل التعرية والمطر اختفت جميع الألوان من على جسم التمثال نظراً لوجود التمثال فى مكان مكشوف، وأضاف أن المعبد بناه رمسيس الثانى ويعتبر مقر إقامة للملك رمسيس وتقرباً للإله «مين»، كما تم الكشف عن عدة تماثيل بالمنطقة للملك رمسيس، ومن بينها تمثال إله الجمال عند الإغريق «فينوس»، وهو تمثال مصنوع من «الالبستر» مقطوع الرأس، كما أن هناك أجزاء من كنيسة قديمة فى الجزء الجنوبى للمعبد لم يتم الكشف عنها، وأوضح أن الجزء الأكبر من المعبد يقع أسفل مقابر القرية التى تجاوزت مساحتها أكثر من 10 أفدنة، وباقى المعبد يقع أسفل منازل المواطنين، وأكد المصدر أن تكملة اكتشاف المعبد تحتاج إلى قرار جرىء من الحكومة لنقل رفات الموتى من المقابر القديمة ورصد ميزانية كبيرة لتكملة اكتشاف المعبد، الذى سيغير تاريخ المنطقة بشكل كامل، موضحاً أن هناك تماثيل كبيرة بأحجام ضخمة للملك رمسيس الثانى، كما يوجد عدة تماثيل لابنته ميريت آمون، ويتوقع أن يكون هناك غرف كاملة بها تماثيل من الذهب، مؤكداً أن هناك أعمال نهب تتم للمنطقة، خاصة داخل منازل الأهالى، ولفت المصدر إلى أن آخر ما تم الكشف عنه فى المنطقة عندما تمت الموافقة على بناء موقف للسيارات فى الجهة الغربية المجاورة للمعبد، وعندما تسلم المقاول العمل وأثناء حفر الأساسات تبين له وجود قاعدة تمثال أثرى وحضرت الشرطة للمكان، وتقدم محمود عبداللاه حسين، 45 عاماً، المقاول المنفذ للموقف، ببلاغ يؤكد عثوره على حجر عليه بعض النقوش الفرعونية، وتبين من المعاينة العثور على قاعدة تمثال من الجرانيت الأسود بارتفاع 66 سم وعرض 24 سم عليه آثار قدم يسرى «غير كاملة» وكذا جزء من قدم يمنى «غير كاملة» على نصف قاعدة بسمك 15 سم عليها بعض الرسومات باللغة المصرية القديمة، تم إخطار تفتيش آثار أخميم وإيقاف الأعمال.
{long_qoute_2}
وقال اللواء عمر عبدالعال، مدير أمن سوهاج، إن رجال المباحث الجنائية ومباحث شرطة السياحة والآثار يبذلون جهوداً كبيرة لضبط عصابات التنقيب عن الآثار بمدينة أخميم وبمختلف مدن المحافظة، موضحاً أنه تم ضبط العديد من الأشخاص ينقبون عن الآثار داخل منازلهم وتقديمهم للنيابة العامة، وطالب مدير الأمن بأن تضع الحكومة خطة لنقل رفات الموتى من المقابر، وكذلك تهجير سكان المنطقة حتى يرى معبد رمسيس الثانى النور بعد كل هذا المدة التى قضاها فى باطن الأرض.
وقال محمود إمام، رئيس الوحدة المحلية لمركز ومدينة أخميم، إن موقف السيارات الذى تم إنشاؤه عبارة عن «تندات» وأعمدة يمكن فكها وتركيبها فى أى وقت، موضحاً أن إنشاء الموقف توقف تماماً بناء على قرار من محافظ الإقليم، وأكد أن الوحدة المحلية لا تسمح بدفن الموتى فى المقابر القديمة، كما يتم تجهيز سيارات تابعة للوحدة المحلية لنقل أقارب الموتى إلى المقابر الجديدة فى حى الكوثر، موضحاً أن محافظ الإقليم شكّل لجنة من كبار أعيان المنطقة لإقناع الأهالى بعدم الدفن فى المقابر القديمة.