"ولا في الأفلام".. عالم يجري تجربة غريبة على ثلاثة أشقاء "توأم"

"ولا في الأفلام".. عالم يجري تجربة غريبة على ثلاثة أشقاء "توأم"
غالبا ما تكون مشاهد التوائم المتطابقة كوميدية في السينما والمسرح، كما في أفلام إسماعيل ياسين مثلا عندما يقول الشاويش عطية جملته المشهورة "هو بعينه بلماضته بغباوته.. مش ممكن يكون فيه 4 منه أبدا.. أنا ما اديش عقلي لغيري أبدا"، أو في مسرحية محمد عوض "نمرة اتنين يكسب"، عندما يصيح نجم الكوميديا فرحا لرؤية شقيقه التوأم "أخويا.. أسلم عليه".
لكن قصة توأم أمريكا المتطابق لم تكن تحمل أي كوميديا بالمرة، بل كانت أشبه بفيلم "ترومان شو" لنجم الأمركي "جيم كاري" على اختلاف الأحداث والأبطال، فلم يكن لترومان أية توائم، لكنه اكتشف أنه كان يخضع لتجربة من نوع خاص طيلة حياته، وهو ما حدث مع ثلاثة توائم متطابقة من الولايات المتحدة الأمريكية، هم "روبرت شافران"، "إدي غالان" و"ديفيد كيلمان"، الذين أصبحوا مؤخرا أبطال فيلم وثائقي يحكي قصتهم عنوانه "ثلاثة غرباء متطابقين" يحكي قصة حياتهم، وفاز الفيلم بجائزة لجنة التحكيم في مهرجان "ساندانس" السينمائي.
التوائم الثلاث اكتشفوا وهم في عمر 19 عامًا، أنهم 3 توائم متطابقة فصلوا عند الولادة، وتبنتهم عائلات مختلفة العام 1961، وكل هذا في سبيل "تجربة علمية" لعالم النفس الأمريكي "بيتر نويبارو"، الذي كان يرصد حياتهم، بهدف إجراء دراسة حول مدى تأثير الطبيعة البيولوجية على الأشخاص، ومدى تأثير التنشئة، لمعرفة كيف سيؤثر وضع الأشقاء في بيئات مختلفة على شخصياتهم مستقبلاً، وفقا لصحيفة الـ"إندبندنت".
عاش كل من الثلاث توائم حياته المختلفة، ومع ذلك اجتمعا بالصدفة عندما تفاجأ أحدهم وهو "روبرت شافران" بترحيب حار في يومه الأول بكلية "سوليفان" في نيويورك، من شاب يدعى "مايكل دومنيتز"، الذي بعد أن رأى ردة فعل "شافران"، أدرك أن من يرحب به ويبادله التحية ليس صديقه المقرب "إدي غالان"، إنما شخص آخر يشبهه إلى حدٍ كبير.
ويصف "دومنيتز" خلال الفيلم، أنه صُدم حين أدرك أن من أمامه ليس "غالان"، حيث سأل "شافران" عن تاريخ مولده فوجدا أنهما ولدا في نفس التاريخ تاريخ 12 يوليو 1961، وضجت قصتهما وسائل الإعلام، ليتلقا بعدها الإثنان اتصالًا من شقيقهم الثالث "كيلمان"، الذي أخبرهما باعتقاده أنه توأمهما الثالث، وبعد بحث ثلاثتهم عن الحقيقة، اكتشفوا أن والدتهم الحقيقية حملت بهم خلال دراستها الجامعية، وعندما علمت بحملها قررت أنجابهم وعرضهم للتبني، وتفرقت بهم السُبل بين عائلات مختلفة.
واكتشف الأشقاء أنهم ليسوا الوحيدين الذين كانوا ضحية هذه الدراسة التي أجراها "نويبارو"، وأن هناك العديد غيرهم من التوائم الذين تم فصلهم عن عائلاتهم الحقيقية، وعُرضوا للتبني على عائلات أخرى، دون إخبار العائلات الجديدة بهذه الدراسة، حيث كان فريق من العلماء يتابع تطورات حياة هؤلاء، ثم جرى بعد ذلك تقييم لمراحل نموهم من قبل الباحثين المسؤولين عن التجربة.
لم يتحمل "غالان" صدمة ما اكتشفه، وأقدم على الانتحار وهو بعمر الـ33 عامًاً، لكن شقيقاه "كيلمان وشافران"، يطالبان حتى يومنا هذا من المجلس اليهودي، الكشف عن الوثائق الرسمية الخاصة بهذه الدراسة العلمية، وباعتذار رسمي لهم، بالإضافة إلى تعويض مالي عمّا حدث.