بريد الوطن| حكم استثنائى لقاضية مستنيرة
جوسلين متى قاضية لبنانية
جوسلين متى قاضية لبنانية قدمت نموذجاً حضارياً رائعاً فى ترسيخ التسامح والتعايش بين الأديان ومكونات الشعب الواحد، قضت هذه القاضية بإلزام ثلاثة شباب مسلمين لبنانيين أساءوا إلى السيدة مريم العذراء والدة السيد المسيح بحفظ سورة آل عمران، التى تمثل لدى المسلمين تكريماً إلهياً لأم المسيح عليه السلام، إن هذا الحكم يمثل رؤية مستنيرة للعقوبات وأهدافها ومراميها، ولكن فى المقابل كان هناك انتقاد للحكم لأنه تجاهل العقاب على الإساءة لرمز دينى عظيم واكتفى بعقوبة يراها البعض تربوية، ولكن القاضية اختارت درباً حضارياً وآثرت مصلحة وطنها، وأن حكمها سيكون أكثر فاعلية فى معاقبة المتهمين المسيئين بأحكام قضائية تقليدية، وتعطى درساً بليغاً للجميع بوحدة باعث الرسل والأنبياء، وأن الفهم الحقيقى للأديان هو الأساس فى بناء المشتركات وترسيخ التعايش فى المجتمعات، أن تلزم قاضية متهمين بحفظ سورة قرآنية هو بالتأكيد حكم مفاجأة، ولكنه حكم خاص بحالة ولا ينبغى المزايدة عليه ولا الانطلاق منه للنيل من الأديان ورموزها، وكما يقول فقهاء القانون إن النص الجزائى البحت يأمر بعقاب من يرتكب جريمة لخير المجتمع ومصلحة الإنسان العليا، ولكن القاضية هنا طبقت روح القانون للحفاظ على التعايش بين مكونات المجتمع، ولكن هذا كله لا يقلل من تطبيق القانون تطبيقاً حازماً جازماً بحق من يسىء إلى الأديان، ولكن هذا الحكم حالة استثنائية فريدة تستحق التوقف عندها.
سامح لطفى هابيل - محام بالنقض - أسيوط
يتشرف باب "نبض الشارع" باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي
bareed.elwatan@elwatannews.com