المطر مرادف الاستغلال.. من التاكسي للتوكتوك "المشوار اللي بـ5 بقى بـ8"

كتب: عبدالله عويس

المطر مرادف الاستغلال.. من التاكسي للتوكتوك "المشوار اللي بـ5 بقى بـ8"

المطر مرادف الاستغلال.. من التاكسي للتوكتوك "المشوار اللي بـ5 بقى بـ8"

في الصباح، كان محمود سلام، في طريقه لعمله ببهتيم، حيث يبيع الملابس بأحد المحلات، سالكا الطريق الذي اعتاده كل يوم، لكن قيمة ما دفعه ذلك الصباح أجرة للتوكتوك كان مختلفا، عن بقية الأيام، والسبب الذي اعتبره غير منطقي، وكان سببا في خلافه مع صاحب التوكتوك «المطر»، فبدلا من دفع 5 جنيهات صار الشاب مطالبا بدفع 8 جنيهات.

كانت الليلة ممطرة، والأرض ممتلئة بالطين بعد ساعات من المطر المستمر، ولأن المسافة بين منزل محمود وموقف العربات التي تنقله إلى عمله طويلة، فقد اعتاد ركوب التوكتوك، ومع المطر كان اللجوء إليه أكثر، ليقي ملابسه من الاتساخ، ولينجز كثيرا من الوقت الذي قد يضيع لبطء حركته بسبب الطين: «يوميا بركب توكتوك وبديله 5 جنيه مثلا، وساعات أقل من كده كمان، النهاردة لقيته بيقولي 8 جنيه فاتخانقت معاه» يحكي الشاب ذو الـ33 عاما، والذي كره أن يتم استغلاله من قبل سائق التوكتوك: «بيقولي المشي في المطر ممكن يعملي مشاكل، وأنا بتحمل نضافة التوكتوك وكلام ملوش لازمة، فطبعا اختلفنا وفي الآخر اضطريت أدفعله بزيادة للأسف».

بالقرب من مخارج أحد محطات المترو كان شادي أحمد، يجلس داخل التوكتوك الخاص به، منتظرا زبونا يقله حيث أراد، لكن لحظات انتظاره لم تطل: «إحنا بنبقى عارفين إن ساعة المطر، ناس كتير بتحتاج توكتوك عشان تتحرك بسرعة ومن غير ما توسخ نفسها» يحكي الشاب الذي اعتبر زيادة القيمة التي يحصل عليها لتنظيف التوكتوك مساء اليوم الذي يلي العمل: «دي حاجة كده بتبقى يومين تلاتة بسبب المطرة وخلاص» لكن المنطق الذي قدمه السائق، لم يعجب رمضان عبدالله صاحب الـ65 عاما، والذي استقل التوكتوك للذهاب إلى مسجد قريب من منزل العائلة: «لولا إني مضطر مكنتش ركبت، من 3 جنيه لـ5 حرام يعني».

المنطق ذاته كان موجودا لدى سائقي التاكسى، الذين يتعمدون عدم تشغيل العداد في الأوقات التي تعقب المطر: «العربية بتتوسخ جدا، ونضافتها بتكلف، فإيه المشكلة لما أرفع الأجرة شوية» بهذه الكلمات يعتبر صلاح محمود نفسه مدفوعا لزيادة الأجرة: «وهيا زيادة اتنين تلاتة جنيه مش أكتر، الـ10 مثلا بـ13 أو 15 لو الدنيا وحشة».


مواضيع متعلقة