"الفلنكات والإشارات والتراك".. خبراء يضعون روشتة إصلاح السكة الحديد

كتب: دينا عبدالخالق

"الفلنكات والإشارات والتراك".. خبراء يضعون روشتة إصلاح السكة الحديد

"الفلنكات والإشارات والتراك".. خبراء يضعون روشتة إصلاح السكة الحديد

السكة الحديد، وجهة الملايين للتنقل بين محافظات مصر المختلفة، فقطارات مصر تعتمد على عنصري السرعة والقيمة البسيطة للتذاكر مقارنة بوسائل المواصلات البديلة.

ورغم التاريخ العريق للسكة الحديد بمصر، التي تعدّ الأقدم في إفريقيا والوطن العربي، كونها بدأت العمل في 1856، إلا أنها تشهد العديد من المشاكل، بين الزحام والتصادم والتأخر والحوادث الضخمة التي راح ضحيتها المئات، والتي ارتفعت وتيرتها الفترة الأخيرة بشكل ملفت، وكان آخر تلك الحوادث، اليوم، حيث اصطدم قطار الركاب رقم 678، المتجه من إيتاي البارود إلى القاهرة بخط "المناشي"، اليوم، بقطار بضائع في أثناء مروره بمحطة أبو الخاوي بمركز كوم حمادة، بمحافظة البحيرة.

وأسفر الحادث عن وقوع 17 قتيلًا و40 مصابًا، حسب الإحصاءات الأولية لهيئة السكة الحديد، فيما دفعت هيئة الإسعاف، بنحو 30 سيارة إسعاف مجهزة لموقع الحادث.

وأكد المهندس سيد سالم، رئيس هيئة السكة الحديد، أن احتكاك عربتان من قطار الركاب رقم 678 بعد سقوطهما من على شريط السكة الحديد بقطار بضائع وراء حادث قطار ركاب البحيرة، مضيفًا أن قطار الركاب كان متوقفًا بمحطة أبوالخاوي بمركز كوم حمادة وتصادم قطار البضائع بالعربتين اللتان خرجتا عن القضبان.

وطرح عدد من خبراء النقل والطرق لـ"الوطن"، مقترحات لعلاج تلك المشاكل، التي تواجهها هيئة السكة الحديد وروشته لتطويرها بشكل حقيقي ومختلف للمواطنين.

يرى الدكتور مصطفى صبري، أستاذ هندسة المرور والطرق بكلية الهندسة جامعة عين شمس، أن هيئة السكة الحديد تعاني من عدة مشاكل متراكمة، ما يجعلها بحاجة لـ"ثورة شاملة" بكافة قطاعاتها، على حد وصفه.

وتابع صبري، في تصريح لـ"الوطن"، الخطة التطويرية التي تحتاجها الهيئة، تتضمن عدة نقاط، يجب تنفيذها بحزم وقوة، أبرزها إصلاح البنية التحتيتة للسكك الحديد من القضبان والفلنكات والإشارات والتراك، مؤكدا أن ذلك الأمر يحتاج لسرعة تطوير، حتى تتمكن الجكومة من الاستفادة من القطارات الحديثة التي تم جلبها من الخارج.

وأضاف، منظومة الإشارات يجب تغييرها لتكون كهربية وليست ميكانيكية، فضلا عن تدريب السائقين والعمال وغيرهم من العاملين بالهيئة عمليا ونظريا على يد خبراء دوليين، بالإضافة إلى ضرورة احترام الجميع لقواعد وقوانين هيئة النقل العام.

ضعف التمويل.. هي الأزمة التي تنزف بسببها الهيئة، في رأي صبري، مؤكدا أهمية رفع قيمة تذاكر القطار بما يتناسب مع احتياجات السكك الحديد لتقليل الخسائر، بحساب تكاليف التشغيل، على أن تتحمل الدولة الفارق لتخفيف العبئ على المواطنين.

وأيدّه في الرأي الدكتور عماد نبيل، استشاري النقل والمرور الدولي، وأستاذ الطرق بكلية الهندسة جامعة القاهرة، قائلا إن ضعف التمويل وعدم كفاية المشاريع التنموية، هي أكبر المشاكل التي تواجهها السكك الحديدية، لذلك عليها البحث عن وسائل غير تقليدية لسرعة الاستفادة منها ورفع إيرادتها.

ويجد نبيل، أنه يمكن للهيئة الاستعانة بشركة إدارة دولية لها باع طويل ومعروف في مجال تطوير السكك الحديد لوضع خطط لتطويرها، على أن يكون تحت قبعة الحكومة المصرية، بالإضافة إلى دخول القطاع الخاص بها كشريك رئيسي في التطوير، خاصة لما هو ثابت كالمحطات، واستغلالها للانتفاع بها، على أن يتم ذلك في فترة محددة ثم إعادتها للهيئة.

وأكد، أنه على السكة الحديد بحاجة إلى تحسن الخدمات المقدمة بها وطرح الجديد منها على الأرصفة، بالإضافة إلى أهمية تطوير البنية التحتية كالات الجر والقضبان والوحدات المتحركة وغيرها، فضلا عن صيانة العربات والوحدات والقطارات بشكل مستمر ومكثف لتجنب الحوادث، وتدريب قائدي القطارات.

وأوضح، نبيل، أن حوادث تصادم قطارات السكة الحديد يرجع لعدة أسباب بشكل عام، على رأسها عدم ميكنة غرف التحكم بالمحطات، إضافة إلى أن المزلقانات غير الشرعية البالغة 3000 مزلقان، قام الأهالي بفتحها من أجل المرور، أمر غير موجود سوى بمصر، فضلا عن غياب وسائل الأمان الكافية، وانفصال العربات عن الجرار نتيجة سوء الآلات الرابطة بين الوحدات، أو احتراق الجرار لعدم صيانته أو لارتفاع درجة الحرارة، أو لوجود مشاكل بالقضبان نتيجة عمل تخريبي.


مواضيع متعلقة