بروفايل| قطان.. "مهندس العلاقات"

كتب: بهاء الدين عياد وأكرم سامي

بروفايل| قطان.. "مهندس العلاقات"

بروفايل| قطان.. "مهندس العلاقات"

"لا أقول وداعا لمصر وإنما للتلاقي دائما" بهذه الجملة لخص السفير السعودي في القاهرة أحمد عبدالعزيز قطان مسيرة 7 سنوات من العمل في مصر، وهي من أطول الفترات التي يقضيها الدبلوماسيون عادة في مناصبهم خارج بلادهم.

السفير أحمد قطان الذي كان أول دبلوماسي سعودي يجمع بين منصب سفير بلاده ومندوب المملكة الدائم لدى الجامعة العربية، حرص باستمرار على تعزيز العلاقات بين مصر وبلاده، واحتواء أي توترات نشبت بين البلدين خلال فترة عمله، والتنسيق المشترك على تقوية هذه العلاقات، وكان بمثابة "مهندس العلاقات" بين القاهرة والرياض، فهو من سار على نهج لعميد الدبلوماسية العربية الأمير سعود الفيصل وارتبط بالعمل معه وتحت قيادته لسنوات.

دائماً ما يعتبر السفير "قطان" ذو الـ65 عاما، الذي التحق بالسلك الدبلوماسي عام 1978، مصر بلده الثاني، وأنها في قلبه أينما ذهب، ودائما ما يدافع عن مصر والمنطقة العربية في أي موقف تتعرض له، ولعل أبرز تلك المواقف حينما اشتبك مع الوزير القطري في اجتماع وزراء الخارجية العرب في أكتوبر الماضي، وبعد فترة، عقب قرار المقاطعة للدوحة، ووصف إيران ساخرا بـ"الشريفة" التي تدبّر المكائد وتؤثر على الأمن القومي العربي.

بعد عام تقريبا من عمله في القاهرة، الذي تولاه في نهاية فبراير عام 2011، ثارت قضية "أحمد الجيزاوي"، المحامي المصري الذي أُلقي القبض عليه في  السعودية بتهمة حيازة مخدرات، واشتعلت المظاهرات في القاهرة مطالبة بالإفراج عنه، وهو الحدث الذي كاد يتسبب في أزمة دبلوماسية بين البلدين، غير أن "قطان" نجح في التغلب عليها واحتواء الخلاف حفاظاً على مسار العلاقات بين الدولتين الأكبر في العالم العربي.

"قطان" الذي شارك منذ عام 1984 وحتى عام 2005 في جميع دورات الأمم المتحدة في نيويورك، عمل على تعزيز العلاقات من خلال الجوانب السياسية والثقافية باستضافة منزله لفعاليات ملتقى "رياض النيل" شهريا من أجل مناقشة كل مناحي العلاقات وكيفية تطويرها بين الجانبين، وعلى الصعيد الإقليمي لدى "قطان" دور بارز في الدعوة لإصلاح منظومة العمل العربي المشترك، وتطوير الجامعة العربية، وتعديل الميثاق وغيرها من الخطوات الإيجابية.

وعمل "قطان" في سفارة السعودية في لندن من عام 1982 إلى عام 1983، كما عمل في سفارة بلاده في واشنطن من عام 1984 إلى عام 2005، وكان أيضا نائبا للأمير بندر بن سلطان بن عبدالعزيز من عام 2002 حتى عام 2005، فضلا عن عمله في العديد من المناصب الدبلوماسية الأخرى البارزة.


مواضيع متعلقة