سفير إثيوبيا بالقاهرة: تشغيل «سد النهضة» سيتم بإدارة مشتركة بين مصر والسودان وإثيوبيا واستقالة «ديسالين» لن تؤثر على المفاوضات

سفير إثيوبيا بالقاهرة: تشغيل «سد النهضة» سيتم بإدارة مشتركة بين مصر والسودان وإثيوبيا واستقالة «ديسالين» لن تؤثر على المفاوضات
- أديس أبابا
- أعمال اللجنة
- إثيوبيا والسودان
- إدارة الموارد المائية
- إدارة المياه
- سد النهضة
- سفير إثيوبيا بالقاهرة
- أديس أبابا
- أعمال اللجنة
- إثيوبيا والسودان
- إدارة الموارد المائية
- إدارة المياه
- سد النهضة
- سفير إثيوبيا بالقاهرة
قال سفير إثيوبيا فى القاهرة تاييى أثقلاسيلاسى، إن استقالة رئيس وزراء بلاده من منصبه مؤخراً لن تؤثر على مسار مفاوضات سد النهضة، وأكد أن أديس أبابا دولة مسئولة وملتزمة باتفاقياتها مع الدول الأخرى، مشدداً على أن إثيوبيا لم تشكل أى تحالف مع السودان ضد مصر مثلما يكتب فى وسائل الإعلام الغربية التى وصفها بأن «لديها أجندات خاصة».
{long_qoute_1}
وأوضح فى أول حوار له عقب استقالة رئيس وزراء بلاده، هيالى ماريام ديسالين، لـ«الوطن»، أن المصريين لن يتضرروا من بناء سد النهضة تحت أى ظرف ولا نتخيل مصر بدون النيل، وأضاف: «لا نحمل للمصريين أى نوايا سيئة وسنضمن تدفقاً مستمراً للمياه»، وتابع: «تشغيل السد سيتم بإدارة مشتركة بين مصر والسودان وإثيوبيا»، مشيراً إلى أن أديس أبابا لم ترفض مشاركة البنك الدولى فى دراسات السد ولكن البنك ليس أكثر دراية من الدول الثلاث.
وإلى نص الحوار
كيف ترى مستوى العلاقات بين البلدين خاصة بعد زيارة رئيس وزراء إثيوبيا مؤخراً للقاهرة؟
- زيارة رئيس الوزراء لمصر فى يناير الماضى كانت مهمة للغاية، وعملت على تعزيز التعاون الثنائى بين مصر وإثيوبيا، وجرت مقابلات إضافية على مستوى الوزراء وأسهمت فى توجيه رسالة مهمة تؤكد ضرورة تعزيز التعاون بين البلدين وتم بها تعزيز الثقة بين الطرفين على المستوى الشعبى والرسمى، لأن علاقتنا مع مصر لم تتوقف عند نهر النيل فقط بل هناك الكثير من المجالات التى يمكن أن نتعاون فيها، فالعلاقات مع مصر تمتد للتعاون فى مجالات الصحة وهو أمر مهم للغاية، والزيارة عززت فكرة تحقيق التنمية المشتركة، كما أكدت أن الروايات السلبية فى مسار العلاقات بين الجانبين، التى تروجها الصحف الغربية، لم تنجح فى الوقيعة بين الجانبين لأننا أمة واحدة ولا توجد أسباب لمنع التعاون المشترك.
التقى رئيس الوزراء الإثيوبى مع عدد من رجال الأعمال المصريين.. ماذا عن نتائج هذه الاجتماعات؟ وما أهمية الاتفاقيات التى تم التوقيع عليها؟
- مصر لديها خبرة كبيرة فى علاج فيروس سى، ومن أهم الدول فى المنطقة التى قامت بذلك، وناقش رئيس الوزراء الإثيوبى ديسالين التعاون فى هذا المجال مع مصر، بالإضافة إلى التعاون فى مجالات أخرى فى ملف الصحة والدواء، وأبرز دليل على هذا التعاون هو قيام الجراح المصرى البروفيسور مجدى يعقوب بإجراء العديد من العمليات الجراحية فى إثيوبيا، كما نتعاون فى مجال آخر هو الزراعة، وكان هناك تأكيد مصرى على ضرورة التعاون فى مجال الزراعة لتعزيز إنتاج المحاصيل، وأيضاً مجال التعليم، وهناك الكثير من المشروعات التى سيتم تفعيلها، فضلاً عن برامج لتدريب العناصر الإثيوبية فى كثير من المجالات، فالتعاون التجارى مع مصر وصل إلى 500 مليون دولار فى 2016 ونأمل زيادته إلى 3 مليارات دولار. {left_qoute_1}
ماذا عن حجم الاستثمارات المصرية فى إثيوبيا؟
- نتيجة السرد السلبى لمسار العلاقات بين مصر وإثيوبيا لا يعلم الكثير أن الاستثمارات المصرية فى إثيوبيا اقتربت من مليار دولار، وهو أمر إيجابى للغاية ونأمل زيادته، وهناك العديد من الشركات المصرية بينها «السويدى للكابلات» موجودة فى إثيوبيا وشركات لوسائل النقل وشركات لصناعة الألومنيوم وغيرها، فضلاً عن أكثر من 30 شركة مصرية تستثمر فى إثيوبيا بينها شركات للسياحة.
وهل هناك شركات مصرية تعمل فى مجال المياه؟
- لا توجد شركات حالياً تعمل فى قطاع المياه، ولكن هناك فكرة من جانب القطاع الخاص لجلب شركات متخصصة فى زراعة الأشجار، التى تعمل على معالجة نقص المياه وزيادتها من خلال استصلاح الأراضى، حيث تزيد النباتات البخار المائى ما يسهم فى زيادة الأمطار، والشركات المصرية تستطيع أن تزيد استثماراتها فى إثيوبيا، وتمت مناقشة ذلك خلال زيارة رئيس وزراء إثيوبيا لمصر، والقرار الآن لدى الشركات المصرية الراغبة فى ذلك، وهناك عدد من شركات الأدوية التى استثمرت مؤخراً أيضاً فى إثيوبيا، وكذلك اللقاء مع الشركات المصرية كانت إيجابية للغاية.
منطقة شرق أفريقيا تشهد تهديدات أمنية عدة.. ماذا عن التعاون فى المجال الأمنى لمواجهة ذلك؟
- هناك تعاون قوى بين مصر وإثيوبيا لمواجهة هذه التهديدات، ونتابع باهتمام التحركات فى منطقة شرق أفريقيا، وهناك بعض العناصر التى تسعى لفرض القوة، والحكومات يجب أن تتعاون لمواجهتها، ويجب مواجهة ذلك عن طريق القانون، الذى يطبق على الجميع ونتناقش مع مصر باستمرار لتنسيق التعاون الأمنى بين البلدين.
هل الوضع فى جنوب السودان يستلزم تعاون مصر وإثيوبيا؟
- نحن منخرطون فى مساعدة جنوب السودان لحل الأزمة السياسية التى تعانى منها ومنع انتشار الفوضى التى تؤثر على الجميع، والأزمة أنه لن يستفيد أحد من انتشار تلك الفوضى والأزمات، ولسنا منعزلين عن تلك الأزمات.
وهل ترى أن العلاقات الإثيوبية - السودانية تؤثر على مسار العلاقات مع مصر؟
- قلنا كثيراً إن مسئولية الحكومات فى مصر وإثيوبيا والسودان أن تعمل على تعزيز العلاقات الثلاثية فيما بينها، حيث إن الدول الثلاث لديها حضارات قديمة تمتد لقرون، ويجب حل أى خلاف عن طريق التفاوض، هناك الكثير من التقارير السلبية التى تكتب من لندن وغيرها من الدول الأخرى تسعى لخلق خلافات بين الأطراف الثلاثة، ولكن يجب حل تلك النقاط الخلافية عن طريق الحوار المشترك.
{long_qoute_2}
البعض يرى أن هناك تحالفاً إثيوبياً سودانياً ضد مصر؟
- إطلاقاً ليس هناك أى تحالف مع السودان ضد مصر، هذا أمر خاطئ تماماً، ومن يروج ذلك أشخاص لهم أجنداتهم وأغراضهم الخاصة ويسعون لخلق أزمة وخلافات بين الدول الثلاث، ويجب أن يكون هناك تعاون وحديث مستمر لمحاصرة تلك الأقاويل.
هل ستؤثر استقالة رئيس الوزراء على مسار مفاوضات سد النهضة؟
- بعد استقالة رئيس وزراء إثيوبيا من منصبه فإن المناقشات حول سد النهضة مستمرة كما هى سواء على المستوى الرئاسى أو الوزارى أو الخبراء الفنيين، لأننا دولة لديها ثقة ولديها التزام بما تقوله ولن نتراجع عما نقوله، ونحن حالياً نعانى من المظاهرات فى بعض المدن الإثيوبية، التى عملت على تأجيل اجتماع اللجنة الثلاثية عدة أيام، لأننا لدينا التزام مع مصر ونضع أنفسنا محل مصر، واستقالة رئيس الوزراء من الحزب الحاكم لن تؤثر على تشكيل الحكومة ولكن سيكون هناك رئيس وزراء جديد خلال الأيام المقبلة من خلال اختيار رئيس جديد للحزب الحاكم يتم التوافق عليه من خلال البرلمان، ولن يؤثر ذلك بأى حال من الأحوال على مسار المفاوضات. {left_qoute_2}
وكيف تقيّم مسار مفاوضات سد النهضة حالياً؟
- السودان توقعت عقد اللجنة الثلاثية فى الخرطوم خلال الشهر الحالى ولكن بعد استقالة رئيس الوزراء الإثيوبى طلبنا تأجيل عقد أعمال اللجنة لعدة أيام، وكان من المتوقع أن تكون اللقاءات على مستوى عال، والخبراء يلتقون فى أى وقت، ولكن فى الوقت الراهن المسئولون الإثيوبيون منشغلون بالأوضاع الداخلية الحالية فى إثيوبيا وكيفية نقل السلطة.
طلبت مصر انضمام البنك الدولى كطرف محايد للمشاركة فى مفاوضات سد النهضة، لماذا لم ترد إثيوبيا رسمياً على ذلك؟
- الزعماء الثلاثة فى مصر وإثيوبيا والسودان قرروا خلال القمة التى عقدت فى أديس أبابا الشهر الماضى أن يكون هناك تعاون مشترك فيما بينهم وأن يكون الحل من خلال الدول الثلاث أنفسها.
وهل يعنى ذلك أن إثيوبيا رفضت هذا الطلب المصرى؟
- نحن لم نرفض الطلب المصرى بإشراك البنك الدولى فى إعداد الدراسات الخاصة بتأثير سد النهضة، ولكننا قلنا إن هناك بديلاً لإشراك طرف رابع، جلسنا وقلنا وتساءلنا: هل البنك الدولى سيقدم شيئاً ليس فى مقدورنا وحكمتنا وفهمنا؟ ووجدنا أن الإجابة لا، ولذلك من الآن يجب علينا أن نجلس معاً ونحل الأمر، فبدلاً من ذلك نحن نثق فى قدرات وزير المياه المصرى ونظيريه الإثيوبى والسودانى، وكذلك نثق فى وزراء خارجية الدول الثلاث، كما أن آلية الملء السنوى ستعتمد على مدى توافر المياه المقبلة للنهر التى يمنحها الله لنا، إذا كان سقوط المياه السنوى غزيراً كما كان خلال السنة الماضية سيكون أمراً جيداً، وهنا يبدو التحدى الأساسى، فالقضية ليست فى نقص المياه ولكنها تعتمد أكثر على إدارة المياه، فإذا كانت لدينا الإمكانيات والقدرات والتحرك من وزراء المياه لإدارة المياه ليس فقط للجيل الحالى ولكن للجيلين المقبلين، فالمياه فى حد ذاتها أكثر من كافية، العديد من الناس يتحدثون عن أن العديد من الموارد المائية تهدر فى المستنقعات، ولكننا يمكننا إدارة ذلك، ولكن إذا أنهينا تلك المستنقعات بالردم والتجفيف، ربما نؤثر على السكان المحليين فى تلك المناطق، ولكن يمكننا إدارة وتنظيم هذا الأمر، فعندما كنا نرى الصور القديمة للنيل ربما فى الأربعينات كنا نرى النيل يمر قريباً جداً من الأهرامات، وهذا يعنى أنه حدث تغير بيئى، ولكننا ما زلنا قادرين على إدارة الأمر.
هناك أصوات إثيوبية تقول إنه لا يتم إدارة النيل جيداً فى مصر؟
- صحيح كنا نقول ذلك، ولكن الأمر الجيد أننا الآن لدينا خبراء ممتازون فى إدارة الموارد المائية، وهذا هو الوقت لإدارة الموارد المائية التى تستخدمها مصر بشكل كفء، وكذلك البحث عن موارد مائية بديلة، والمجال الأكثر استخداماً للمياه هو الزراعة، ويمكن استخدام أنظمة زراعية ورى حديثة بدلاً من أسلوب الغمر للأفدنة الزراعية كما يفعل الفلاح المصرى، فالفلاح يغمر الأرض بالمياه وينتظر أن يأتى له محصول، ونحن نحاول من جانبنا أن نقوم بكل ما نستطيع لتحسين إدارة الموارد المائية، ولكن هناك فقداً كبيراً للمياه نتيجة المضخات القديمة وضعف القدرات التقنية فى المجال الزراعى، وإذا وفرنا ذلك سيعنى الكثير لمصر ولنا، ومن جانبنا نحاول أن نعيد إحياء الصحارى التى ظهرت لدينا خلال المائة عام الماضية والغابات التى فقدناها، من خلال استصلاح الأراضى وإنشاء الغابات الشجرية، وسنستمر فى هذا الاتجاه ونحميها وسوف يكون هناك بسببها درجة عالية جداً من الأمطار، كما أن هناك بعض الأنهار الصغيرة التى فقدناها خلال الثلاثين عاماً الماضية، وقمنا خلال السنوات الخمس الماضية ببدء عملية إعادة إحيائها، ومن جانبنا نقوم بإدارة مواردنا المائية لنا جميعاً، سواء لإثيوبيا أو مصر، وأرى أنه فى مصر حالياً هناك تقدم كبير لمشروعات المياه وبرامج الحفاظ على الموارد المائية وتجديدها.
العديد من المسئولين يقولون إن هناك منافع مشتركة من بناء سد النهضة، كيف تقنع المصريين بهذه الفكرة؟
- أقول للمصريين إننا نقوم ببناء السد لأن هناك 65 مليون إثيوبى ليس لديهم كهرباء، وأشقاؤنا المصريون لديهم الكهرباء، وإذا ظللنا بدون كهرباء سنقطع الأشجار وهو ما يعنى أننا إذا استنفدنا غاباتنا لن يكون هناك أمطار، فهناك منفعة مشتركة لنا، كما أن السد لن يستخدم للرى، فلا توجد أراض لريها فى هذه المنطقة، ولا يمكننا أن نخزنها فنحن نحتاج من المياه أن تصطدم بالتوربينات وتمر إلى دول المصب، ولذلك لا يمكن أن يكون هناك أى نقص فى المعدل الطبيعى لجريان المياه، باستثناء الفترة التى سيتم فيها ملء بحيرة السد، وفى هذه المنطقة لن يتم الفقد عن طريق تسرب المياه فى الصحارى كما يحدث فى خزان أسوان، وعليه فإنه سيكون لدينا «بنك مياه»، وامتلاكنا لخزان المياه سيسهم فى تصريف المياه إلى مصر خلال المواسم غير المطيرة وسيكون دائماً هناك مياه بدون نقص، وخبراء المياه يقولون إنه سيكون هناك مياه أكثر بسبب إنشاء السد الإثيوبى، أما مسألة ملء الخزان ونقص المياه فستعتمد على عدد السنوات التى سيتم خلالها ملء خزان السد، فإذا أمطرت كثيراً لن يشعر أحد بمشكلة، ولدينا 16 توربيناً، اثنان منها لهما مهام تشغيلية، وهنا نحتاج مياهاً قليلة لتشغيل أول توربينين، ولا أعلم كم سنحتاج من الوقت لإنشاء بقية الـ16، ولذلك السبب نقول إن لدينا المرونة الكافية، ولهذا السبب يثق القادة فى ذلك، وهذه رسالتى للشعب المصرى، لن يكون هناك ضرر، وندعو الله ونصلى ليظل هطول الأمطار جيداً، وندرك أن حصة مصر الـ55.5 مليار متر مكعب من المياه غير كافية.
اتفاق المبادئ يحدد مدة معينة لإتمام الدراسات تنتهى خلال الشهور الثلاثة المقبلة، ولكن لم يتم إعداد الدراسات، فكيف نقول إن عنصر الوقت غير حاسم؟
- لا يوجد توقيت محدد، هناك نص على 15 أو 16 شهراً تقريباً، ولكن هذا الأمر لم يسر جيداً، فالدراسات الفنية فى حد ذاتها ليست سهلة، فلكى تتم بشكل جيد لا بد أن تتناول 90 قضية تقريباً، وهذا يحتاج وقتاً، ولذلك قال القادة دعونا نركز على الأمور القابلة للقياس، وهى مدة الملء وتشغيل وإدارة السد، وبناء على إعلان المبادئ الموقع فى الخرطوم، فإن الأمر واضح، ليس فقط بالنسبة للملء ولكن أيضاً بالنسبة للتشغيل، والدول الثلاث ستعمل معاً فى مسألة التشغيل، ولا بد أن نتعاون، لأنه لا بد أن يكون هناك إدارة مستمرة للموارد المائية، نحتاج أن يكون لدينا إدارة مستمرة مشتركة للموارد المائية، وهذا النوع من التشغيل سيضمن تدفقاً مستمراً ومستقراً للمياه، ولا نستغل الظروف السياسية مثل غيرنا من التنظيمات غير المسئولة.
وما رسائلكم للمصريين لطمأنتهم من القلق على أمنهم المائى؟
- تحدثت كثيراً للمصريين وأكدت أنه لا يوجد أى نوع من النوايا السيئة من جهتنا لكم، وهناك علاقات قوية بين شعبى البلدين، ولا يوجد توتر أو رغبة فى ذلك مع الشعب المصرى، وثانياً تحت أى ظرف لن يتضرر أحد من بناء سد النهضة، وسنضمن تدفقاً مستمراً للمياه، ولا أحد من المصريين سوف يتضرر من ذلك.
وماذا لو تضررنا؟
- لن يحدث، لأننا سنعمل جيداً على ضمان ذلك، ولا يمكننا تخيل مصر بدون النيل، ولا يمكننا أن نتخيل إثيوبيا أيضاً بدون النهر.