دانى جلوفر: «السيسى» يسير على خُطى «ناصر» فى الاهتمام بالفنون والتوفيق بين الأفارقة وأتمنى العمل مع فنانين مصريين لو أتيحت الفرصة.. وأعشق سينما يوسف شاهين

كتب: ضحى محمد

دانى جلوفر: «السيسى» يسير على خُطى «ناصر» فى الاهتمام بالفنون والتوفيق بين الأفارقة وأتمنى العمل مع فنانين مصريين لو أتيحت الفرصة.. وأعشق سينما يوسف شاهين

دانى جلوفر: «السيسى» يسير على خُطى «ناصر» فى الاهتمام بالفنون والتوفيق بين الأفارقة وأتمنى العمل مع فنانين مصريين لو أتيحت الفرصة.. وأعشق سينما يوسف شاهين

كرّمت إدارة مهرجان أسوان لسينما المرأة الفنان العالمى ذا الأصول الأفريقية دانى جلوفر، الذى يشارك فى فعاليات دورتها الثانية، خلال زيارته السابعة إلى مصر، التى يحرص دائماً على زيارة آثارها.

«جلوفر» فى حواره لـ«الوطن» يكشف عن شعوره أثناء استقبال أهل أسوان له، بالإضافة إلى كواليس مقابلته للمناضلة الجزائرية جميلة بوحيرد، فضلاً عن جهوده فى دعم المرأة من خلال أفلامه، ومحاولة إبراز صورتها كما تعكسها قناعاته.

ما سبب موافقتك على تكريمك بمهرجان أسوان على الرغم من أنه لم يمر على تأسيسه سوى عامين؟

- موافقتى جاءت لعدة أسباب، أهمها أن أسوان من البلاد الساحرة ذات الطبيعة الخلابة التى تستهوينى وتدفعنى لزيارتها، حيث أستمتع بمشاهدة معالمها وزيارة المعابد والمبانى الأثرية بها، إلى جانب التعامل مع أهلها، فهم يتمتعون بالبساطة الشديدة وطيبة القلب، فضلاً عن أن المهرجان مهتم بشئون المرأة، لا سيما أننى أهتم بها وبأدوارها فى المجتمع من خلال أفلامى، لذلك يعد تكريمى من هذا المهرجان الذى يهتم بالمرأة، فخراً كبيراً ووساماً على صدرى أفتخر به.

{long_qoute_1}

كيف استقبلك أهل أسوان أثناء جولاتك السياحية؟

- سعدت باستقبال أهل أسوان وترحيبهم بى، بخاصة عندما ذهبت للقرية النوبية والتفّ حولى الأطفال، وظل الجميع يغنّون ويرددون الأغنيات النوبية العتيقة، وتفاجأت بأن هناك عدداً من الشباب يعرفنى ويتابع أعمالى، فشعرت وكأننى فى بيتى ورقصت معهم، وأصررت فى كل جولة سياحية على أن أتذوق جمال وحلاوة جميع الأماكن التى أمر بها، كما لم أتفاجأ بما شاهدته من آثار، فكل مرة أزور فيها مصر أكتشف فيها المزيد من حضارتها التاريخية، فقيمة مصر لا تقل أبداً، فهى صاحبة تاريخ وآثار عريقة، والإنسانية بأسرها استفادت من عراقتها.

لماذا تحرص على اصطحاب زوجتك معك أثناء زيارتك إلى مصر؟

- لأننى لا أحب السفر إلى أى مكان بدونها، فأظن أن الله -سبحانه وتعالى- كرَّمنى بوجود النساء فى حياتى بداية من والدتى وجدتى وبالأخص زوجتى، فلقد تزوجنا منذ أكثر من 7 سنوات، وتجمعنا قصة حب طويلة، فهى شخصية رقيقة وتحمل مشاعر طيبة لكل من حولها، كما أنها تحب مصر على وجه الخصوص، وتفضل اصطحابى فى كل مرة أسافر فيها إليها.

ماذا عن زيارتك إلى مستشفى مجدى يعقوب؟

- حرصت على زيارة مستشفى مجدى يعقوب لاحتواء الأطفال المرضى، فقد تأثرت كثيراً عندما شاهدت الأطفال الصغار يعانون من المرض، وحاولت التخفيف عنهم باللعب والضحك معهم، وأحاول دائماً ترجمة هذه المشاهد الإنسانية التى أحتفظ بها فى ذاكرتى، من خلال أعمال سينمائية أبحث فيها عن هذا المضمون، بخاصة أننى لست ممثلاً فقط، ولكننى منتج ومخرج، وأستطيع نقل الواقع إلى الشاشات فى جميع دول العالم. فخور بأننى شاهدت مكاناً بهذه الإمكانيات، وفى الوقت نفسه يساعد الأطفال والكبار، وتأثرت كثيراً بالجزء الخاص بمرضى الأطفال الصغار، ولكن تفاءلت بجهود الدكتور مجدى يعقوب، وفضلاً عن كونى ممثلاً وكاتباً ومخرجاً، فأنا بشر ودائماً أركز على الجانب الإنسانى.

{long_qoute_2}

لاحظنا خلال جولاتك الأخيرة محاولتك توصيل رسالة واضحة إلى الشباب، فما هى؟

- عندما أذهب إلى أى مكان أريد دائماً أن أوصل رسالة معينة، وهى ضرورة الاهتمام بالحضارات وثقافات العالم، فهى أساس نجاحنا فى كل المجتمعات، وفى الوقت نفسه أتذكر عندما كنت صغيراً وحصلت غانا على استقلالها، فاستمرار الحضارة يعد من أهم الأشياء التى يحافظ عليها الفنان، كما أننى ممثل وأحب أن أوظف مهنتى بإرسال رسالة مهمة تغيّر من تفكير الناس.

ماذا عن كواليس مقابلتك بالمناضلة الجزائرية جميلة بوحيرد؟

- كنت سعيداً بلقاء الجزائرية جميلة بوحيرد، فهذا يعد اللقاء الأول بيننا، وشعرت بأن هناك أشياء كثيرة متشابهة بيننا، فأنا ضد الاستعمار، وهى عاشت التجربة بنفسها، وعلى الرغم من أننى لم أقرأ عن جميلة من قبل، ولكننى قبل الذهاب إلى أى مكان، أحب أن أطلع عليه، ولذلك قرأت عنها ووجدتها سيدة مناضلة حاربت الاستعمار، وعندما تحدثت معها، ذكرتنى بأشخاص أثروا فى حياتى منهم الدكتور ألبرت سعيد بجامعة نيويورك، وفى النهاية هى سيدة جميلة عاشت معاناة الاستعمار، وبصفتى سيناريست من المفترض أن أكتب عنها.

قمت بزيارة مصر أكثر من مرة، هل وجدت تغييراً بخصوص الاهتمام بالمرأة بعد مرور تلك السنوات؟

- بالفعل، قمت بزيارة مصر 7 مرات، وكانت أول مرة منذ عام 1988، وحرصت على حضور مهرجان القاهرة وزرتُ الإسكندرية وإثيوبيا وأفريقيا، وعلمت عن مصر الكثير من خلال قراءتى عنها وزيارة أماكنها التاريخية، ووجدت بالتأكيد تطوراً من ناحية الاهتمام بشئون المرأة، ففى الماضى لم يكن هناك مشاركات نسائية فى الوزارات الحكومية، كما أن فئة النساء لم تكن موجودة فى بعض الأعمال الحرة، ولكنّ هناك تغيّراً فى الفترة الحالية، والمرأة أصبحت تحصل على حقوقها وتكتسبها كل يوم، ولكن الذى لم يتغير أن المصريين عظماء، وستظل مصر دولة عظيمة وقوية تحاول أن تتغلب على أشياء كثيرة منها الفقر والجوع، وأحاول دائماً نقل الثقافات المختلفة بين البلدان.

هل تأثرت بأحد من أبطال السينما المصرية؟ وهل حان الوقت لمشاركتك فى أفلامها؟

- أنا عاشق لسينما المخرج الكبير يوسف شاهين، ودائماً أحب توجهاته فى إخراج الأعمال السينمائية، وبالطبع أتمنى العمل والمشاركة فى عمل مصرى، ولكن لم تأتِ لى الفرصة حتى الآن أن أعمل مع أحد من الفنانين المصريين، ولكن إذا سنحت لى الفرصة، فسوف أرحب بذلك.

هل تتابع تطورات الحياة السياسية بمصر؟

- بكل تأكيد.. وقد شاهدنا من الرئيس السيسى فى الفترة الماضية، محاولاته التوفيق بين الأفارقة خلال المؤتمرات الأخيرة، ومناصرته لحقوق المرأة والاهتمام بالفنون بجميع أشكالها وأنواعها، مثلما كان يفعل الرئيس الراحل جمال عبدالناصر الذى أحبه، لأنه كان يتمتع بأفكار تخدم الإنسان المصرى والعربى، وكان يحاول نشر السلام، بجانب انحيازه الشديد للشعب والفقراء، والاهتمام بصورة المرأة، فأنا متابع جيد للحالة السياسية فى مصر منذ عهد عبدالناصر، والقوة الأساسية تعتمد على الشباب، وفئة الشباب تمثل 50% من إجمالى سكان مصر، ونصفها الآخر من السيدات، فهم يمتلكون المستقبل بأيديهم ويستطيعون ترجمة ما يحدث.

هل تهتم خلال أعمالك بصورة المرأة وقضاياها؟

- أحرص دائماً على الاهتمام بالمرأة وإبراز صورتها الحقيقية من خلال أعمالى، وخلال الفترة الراهنة أحضر لإنتاج عمل سينمائى جديد تحت عنوان this change every thing من خلال شركتى، والفيلم يركز على دور المرأة، وذلك من خلال خبرتى التى شاهدتها ورصدتها، فعندما ذهبت إلى مصر أول مرة، توجهت إلى مدرسة بنات، لكى أشاهد من خلالها كيفية تعليم السيدات أصول كل شىء.

مَن أكثر الأشخاص التى أثرت فى حياتك؟

- أظن أن الله -سبحانه وتعالى- أنعم علىّ بالحظ الجيد ورزقنى بسيدات عظيمات فى حياتى، أثرن فى تربيتى وتكوين ثقافتى، فوالدتى كانت أول شخص فى عائلتى تتخرج فى الجامعة وكانت من العبيد، وحصلت على حريتها ولها دور فى المجلس القومى للمرأة بأمريكا، ودائماً كانت تحفزنى على دعم المرأة ومناصرتها، وبالطبع كل ذلك أثّر فى حياتى بشدة.


مواضيع متعلقة