بالصور| "جنا".. قصة طفلة دخلت المستشفى تعاني من السكر فخرجت جثة هامدة

01:58 م | الجمعة 23 فبراير 2018

"بنتي ماتت بسبب إهمال الأطباء حسبي الله ونعم الوكيل البنت دخلت المستشفى على رجلها خرجت جثة عايز حق بنتي"، بتلك الكلمات لخص إبراهيم قفص 54 عاما، المأساة التي تعرضت لها الطفلة جنا 13 عام طالبة في الصف الثاني الإعدادي منذ دخولها مستشفى عزبة البرج المركزي تعاني من ارتفاع نسبة السكر في الدم بما يخطي الـ300 درجة لتدخل في غيبوبة تامة وتصاب بمياه على المخ ونزيف وميكروب في الدم لتتوفى بعد رحلة علاج قضتها الطفلة بين مستشفيات عزبة البرج المركزي والعام لتموت في نهاية الرحلة ضحية جديدة تضاف لضحايا الإهمال الطبي في المستشفيات الحكومية.

يروي إبراهيم عبده والد الطفلة، مأساة نجلته قائلا لـ"الوطن": "بنتي كانت تعاني من مرض السكري وكنت أعالجها لدى 4 أطباء أصيبت في إحدى المرات وتحديدا يوم 19 يناير بارتفاع نسبة السكر وترجيع توجهت لاستقبال مستشفى عزبة البرج المركزي فلم أجد طبيب ثم جاء لي مدير المستشفى بعد فترة فأجروا لها تحليل دم وجدوه أعلى من 300 وقرر المدير وضع نجلتي في العناية المركزة رغم عدم وجود طبيب عناية وإذا بصرف 3000 سم محلول ملحي أخدتهم جنا في أقل من 3 ساعات وهو مايعد كمية كبيرة جدا خلال فترة قصيرة ثم حضر طبيب العناية متأخرا في مساء اليوم.

وتابع: "وقبلها جاء الطبيب محمد للدسوقي نائب مدير المستشفي والذي كنت أتابع حالة جنا خارجيا لمتابعة الحالة والاطمئنان عليها كانت بنتي لسه فايقة ولكن في المساء بدء لسانها يثقل ودخلت في غيبوبة في اليوم التالي فطلبت الأطباء وقرروا نقلها مستشفي دمياط العام لتنقل لعناية الأطفال بها وتوفت بعدما ظلت 18 يوم في عناية المستشفي العام وتحديدا في السابع من فبراير بعدما أظهرت الأشعة المقطعية وجود مياه على المخ والرئة نتيجة المحاليل التي أخدتها على حد قوله".

ويستطرد إبراهيم قائلا: "نجلتي دخلت المستشفى مصابة بارتفاع سكر في الدم وكانت ماشية على رجلها لم تصاب بغيبوبة إلا بعد إهمال حالتها وكتابة أدوية غلط لها كما أصيبت بميكروب في الدم خلال تواجدها بمستشفى دمياط العام وهو ما أدي لنزيف وتم نقل 20 كيس بلازما و6 أكياس صفائح دم مضيفا بنتي الوردة المفتحة راحت مني ودمها في رقبة كل من أهمل في حالتها مش عايز غير حق بنتي ومحاسبة المخطئ فبعد وفاتها ظللت لأيام مش حاسين بحاجة أنا ووالدتها وأشقائها من هول الفاجعة فهي ثاني طفلة تموت عندي فسبقها نجلها الذي مات في ريعان شبابه قبل سنوات".

وأضاف والد جنا: "فوجئت بمدير مستشفى العزبة وأنا أتحدث معه فيما حدث يقول لي كلها 3 أيام جزاء، هي حياة بنتي باتت تساوي خصم 3 أيام من المسؤول عما حدث لها، فوجئت خلال تواجد بنتي في المستشفى العام بتركيب الممرض الكانولا في مكان حساس بفخذها بدلا من تركيبه في المكان المخصص له".

وتقدم والد الطفلة ببلاغ رقم 1308 إداري مركز دمياط لسنة 2018 قيد برقم ضد كل من وكيل وزارة الصحة بدمياط بصفته بتهمة إهماله مستشفيات المحافظة ومسؤولي العناية المركزة بمستشفى عزبة البرج المركزي نظرا لحصولها على كمية كبيرة من المحلول المحلي ومدير مستشفي العزبة والمسؤول عن عناية الأطفال بمستشفى دمياط العام كما تقدم بمذكرة تفصيلية برقم 501 بما حدث لنجلته مطالبا بالتحقيق ومحاسبة المسؤول.

وأكد مصدر طبي رفض ذكر اسمه، لـ"الوطن" أن حصول البنت على 3000 سم محلول محلي خلال ساعتين ونصف فقط وهو ما يعد كمية كبيرة جدا على الطفلة في مدة قصيرة وممكن تؤدي هذه الكمية لمشاكل صحية كمياه علي المخ وخلافه ولكن لابد من لجنة فنية مشكلة بصورة رسمية للبنت في ذلك وما حدث خطأ فادح.

وأردف: "الحالة دخلت مستشفى عزبة البرج بصحبة والدها في ظل عدم وجود نبطشين وتوجه مدير المستشفي بعد وصول الطفلة بـ10 دقائق تقريبا وتم إجراء التحاليل اللازمة بواسطة التمريض قبل وصول المدير وتبين ارتفاع السكر في الدم تشخيصيا غيبوبة سكر، ولكنها كانت في كامل وعيها وتم نقلها للعناية المركزة بأمر المدير في ظل عدم وجود أطباء عناية حسب أقوال والد الحالة واختلفت الأقوال بين مدير المستشفى والتمريض ونبطشي العناية حول مسؤولية كتابة الكمية التي حصلت عليها الطفلة من محلول الملح".

واستطرد المصدر: "حيث نفى النبطشي مسؤوليته قائلا مفيش حد كلمني وأنا وصلت ظهر يوم دخولها الحالة وأنا مش مسؤول عن العلاج اللي حصلت عليه قبل وصولي، والممرض ادعى تواصله مع نبطشي العناية الذي أمره بأن تاخد الطفلة الكمية دي وحالة الطفلة كانت مستقرة ولكن نسبة السكر عالي جدا يوم الجمعة الموافق 19 يناير"، مضيفا: "البنت تعرضت لميكروب في الدم خلال تواجدها بالمستشفى العام وقبل نقلها للعام حالتها كانت ساءت للغاية ودخلت في غيبوبة تامة وتورم".

بدوره نفى الدكتور محمد فتحي مدير مستشفى عزبة البرج المركزي لـ"الوطن" صلته بالحادث قائلا: "الطفلة دخلت العناية والسكر كان نسبته عالية جدا وقمت باستدعاء طبيب نبطشي الاستقبال الذي أوصى بكتابة كمية المحاليل المذكورة والتي لا يمكن أن تؤدي لوفاتها ووالدها يردد كلام دون وعي وليس له أساس من الصحة، كما طالبت الدكتور محمد الدسوقي نائب المدير بمتابعة الحالة يوم دخولها"، مضيفا: "لا صحة لما قاله والد الطفلة من اتهامي بالقول كلها جزاء 3 أيام".