من حفيد إليزابيث لزوجة "ترامب الابن".. الجمرة الخبيثة تهدد قصور الكبار

كتب: نسيبة حسين

من حفيد إليزابيث لزوجة "ترامب الابن".. الجمرة الخبيثة تهدد قصور الكبار

من حفيد إليزابيث لزوجة "ترامب الابن".. الجمرة الخبيثة تهدد قصور الكبار

حالة من الذعر سادت قصر كنسينجتون، بعد تلقي طرد "مسحوق أبيض" موجها إلى الأمير هاري، حفيد ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية، وخطيبته الممثلة الأمريكية ميغان ماركل، قبل شهور قليلة من زفافهما.

السلطات البريطانية فتحت تحقيقا في الأمر في ظل الاشتباه بأن يكون المسحوق هو "الجمرة الخبيثة"، إذ تم إحضار بعض المتخصصين لفحص هذا المسحوق وتحديد ماهيته، لكن تأكد بعد ذلك أنه غير ضار.

وكانت الشرطة البريطانية قد فتحت تحقيقا، مماثلا في 13 فبراير، بعد تسليم طرد مثير للشكوك، يحتوي على مسحوق أبيض، إلى مكتب داخل قصر وستمنستر، تم إرساله إلى مكتب وزيرة الداخلية البريطانية، ما دفع المحققون إلى الاعتقاد بوجود صلة بين الحادثين، مشيرين إلى أنهم يجرون تحقيقا في الوقت الحالي لتعقب مرسلي هذه الطرود.

وفي 12 فبراير نقلت فانيسا ترامب، زوجة دونالد ترامب الابن، النجل الأكبر للرئيس الأمريكي، إلى المستشفى بعد أن فتحت مغلفا كان يحتوي على مسحوق أبيض.

وذكرت شرطة نيويورك، أن فانيسا فتحت طردا كان موجها لزوجها في الأساس، اشتبه احتوائه على الجمرة الخبيثة، وجاء نقلها إلى المستشفى برفقة الذين تواجدوا في محيط الحادث، كخطوة احترازية، خاصة بعد شعورها بالغثيان.

وحول ماهية الجمرة الخبيثة، قال الدكتور فتحي ياسين أستاذ الكيمياء، إن هذا المرض ينتج عن الإصابة بنوع من البكتريا يطلق عليها "باسلس انثراكس" ويصيب حيوانات المزارع، ومن الممكن أن تدخل إلى جسم الإنسان عن طريق المرئ (الابتلاع)، الرئتين (الاستنشاق)، أو الجلد (اللمس)، وتسبب أعراض سريرية مختلفة تعتمد على مكان دخولها.

وعن خطورته أوضح ياسين لـ"الوطن"، أنه قد يتسبب في وفاة المصاب خلال أيام قليلة، إذا لم يتم تشخيصه مبكرا وعلاجه في الوقت المناسب، والمرض قد يصيب الجهاز الهضمي بنسبة أقل والجهاز التنفسي بنسبة أقل كثيرا.

وأضاف، أنه من السهل إنتاج هذا النوع من الفيروسات داخل المعامل الكيميائية، حيث يتم إكثارها بشكل سريع جدا في بيئة غذائية مناسبة، للوصول إلى ملايين الخلايا في أشهر قليلة، وبمعدات رخيصة الثمن يتعامل بها الباحثون بشكل شبه يومي، ويتم تركيزها بعد ذلك في جزيئات صغيرة جدا في شكل مسحوق لكي تنتقل الإصابة عن طريق الاستنشاق.

وأشار ياسين، إلى أن أشهر عمليات الإرهاب البيولوجي كانت هجمات عام 2001 في الولايات المتحدة، عن طريق إرسال رسائل بريدية تحتوي على الجراثيم إلى عدة مكاتب إعلامية واثنين من أعضاء مجلس الشيوخ، ونتيجة لذلك أصيب 22 شخصا، ما دفع أمريكا إلى استخدام أنظمة الكشف عن الغازات البيولوجية في مراكز التوزيع الرئيسية في مكاتب البريد، واستخدام أشعة جاما للكشف عنها، وتم تصنيع البكتيريا في المختبرات لتستخدم فيما يعرف بالحرب البيولوجية المعتمدة على نقل الأمراض المميتة إلى مناطق الصراع، منذ بدايات القرن العشرين.

واستخدمته بريطانيا في الحرب العالمية الثانية على جزيرة جرونارد الأسكتلندية، التي لم تتعافَ من آثار المرض إلا في عام 1987، والوحدات اليابانية في "منشوريا"، وفي عام 1979 وقعت أكبر حادثة استنشاق لجراثيم الجمرة الخبيثة، ذلك عندما أطلقت خطأ في مركز بيولوجي عسكري في روسيا، ما أدى إلى إصابة 79 شخصًا، مات منهم 68 فردا.


مواضيع متعلقة