ما بين الفيتو الروسي والصمت العالمي.. الغوطة تستجدي هدنة إنسانية عاجلة

كتب: نسيبة حسين

ما بين الفيتو الروسي والصمت العالمي.. الغوطة تستجدي هدنة إنسانية عاجلة

ما بين الفيتو الروسي والصمت العالمي.. الغوطة تستجدي هدنة إنسانية عاجلة

تطورات متسارعة تشهدها الغوطة الشرقية في سوريا، مع استمررا تعرضها للقصف الشديد، حيث أعلن الجيش الروسي، أن المحادثات لحل الأزمة سلميا انهارت، متهما المعارضة بتجاهل الدعوات لوقف المقاومة وإلقاء السلاح.

ومن جانبه قال المركز الروسي لمراقبة وقف إطلاق النار في سوريا، الذي يديره الجيش الروسي، في بيان له إن عناصر المعارضة يمنعون المدنيين من مغادرة منطقة الصراع- على حد وصفه.

كما دعت روسيا إلى عقد جلسة علنية لمجلس الأمن، اليوم، لبحث الموقف في الغوطة، مشيرة إلى أن ذلك ضروري للتأكد من قدرة جميع الأطراف على عرض وجهم نظرهم، على لسان سفيرها بالأمم المتحدة.

وسبق ذلك عدة مبادرات، كان منها دعوة الرئيس لفرنسي، إيمانويل ماكرون، أمس، إلى هدنة إنسانية عاجلة، في ظل تأزم الأوضاع هناك، قائلا إن محاربة الإرهاب في سوريا لاتعني قتل المدنيين.

كما أكدت وزارة الخارجية المصرية استمرار مساعيها لإيجاد مخرج من أجل إيجاد مخرج للوضع الإنساني المتأزم هناك، معربة عن إدانتها لأي قصف للمناطق المدنية في الغوطة ودمشق وكافة أنحاء سوريا.

وقالت الخارجية في بيان لها أن هناك حاجة ماسة وفورية إلى هدنة إنسانية لإدخال المساعدات الإنسانية وإجلاء الجرحى والمصابين لتجنب كارثة إنسانية حقيقية.

في الوقت ذاته طالب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بإعلان "هدنة" بهدف التأكد من إجلاء المدنيين وإقامة ممرات للخروج في أسرع وقت ممكن، قائلا إن الحرب على الإرهابيين في سوريا لا تعني قتل المدنيين.

 وتعليقا على مطالبات الهدنة، قال بسام الملاك، عضو الائتلاف السوري المعارض، إن الوضع في الغوطة الآن أصبح مأساويا إلى حد كبير، حيث يتم قصف المنازل والمستشفيات، وسقوط أعداد كبيرة من القتلى معظمهم من الأطفال والنساء، في ظل تجاهل المجتمع الدولي.

وأضاف الملاك لـ"الوطن" أن كلا من إيران وروسيا لا ينويان التوصل إلى حل قريبا، خاصة مع الصمت العالمي، مشيرا إلى أن أي مبادرة عن الهدنة، سوف تواجه الفيتو الروسي الثاني عشر منذ بدء الحرب السورية.

واستشهد عضو الائتلاف بوقائع سابقة منها المشروع الكويتي المطالب بوقف إطلاق النار لمدة شهر، والذي تعطل بسبب المطالب الروسية باستثناء الغوطة وإدلب الخاضعتين لسيطرة المعارضة، فضلا عن اتفاق القاهرة الذي لم تلتزم به الأطراف المعنية.

وفي السياق ذاته شكك تيسير النجار، المحلل السياسي، في المحاولات الرامية إلى تهدئة الأوضاع، قائلا إن المدينة محاصرة بالفعل منذ 5 سنوات، لافتا إلى هدم ما يقرب من 80% من مبانيها، وإقامة معظم السكان في الأقبية، دون أن يحرك أحد ساكنا.

وأضاف النجار لـ"الوطن" أن أي تحرك روسي إيراني باتجاه المفاوضات هو محاولة لكسب مزيد من الوقت لإخضاع المزيد من المدن السورية، مستدعيا نتائج المؤتمرات الدولية منذ بدايتها وحتى مؤتمر الأستانة 8، لافتا إلى أن روسيا لم تلتزم بقرار مجلس الأمن السابق برفع يدها عن المناطق المحاصرة.

واستبعد المحلل السياسي أن تقبل الفصائل المسلحة داخل الغوطة بأي اتفاقات للهدنة على غرار ما حدث في حلب من تسليم المعارضة لسلاحها والخروج من المدينة، مشيرا إلى أن تركيا كان تسيطر إلى حد كبير على المعارضة هناك، لذلك أجبرتها على الرحيل.

وأوضح النجار أن الوضع في الغوطة مختلفا حيث لن تقبل الفصائل المسلحة بذلك، فضلا عن المواطنين الذين باتوا يشعرون بالمرارة من النظام السوري.


مواضيع متعلقة