تركيا تواصل قصف «عفرين» رغم دخول القوات السورية

كتب: محمد حسن عامر، ووكالات

تركيا تواصل قصف «عفرين» رغم دخول القوات السورية

تركيا تواصل قصف «عفرين» رغم دخول القوات السورية

قال «المرصد السورى لحقوق الإنسان»، ومقره «لندن»: إن تركيا قصفت مدينة «عفرين» السورية ولم تظهر أى إشارة على تهدئة هجومها على المنطقة التى يسيطر عليها الأكراد فى سوريا رغم وصول قوات موالية للحكومة السورية إلى هناك. ويفتح هذا الباب، بحسب وكالة أنباء «رويترز»، أمام المزيد من التصعيد فى الجبهة الشمالية فى الصراع، حيث يوجد كل من تركيا ومقاتلى المعارضة والجيش السورى ومقاتلين مدعومين من إيران يساندون حكومة «دمشق» ومقاتلين أكراد وروسيا والولايات المتحدة.

وقال المرصد السورى إنه تم قصف البلدة الرئيسية فى «عفرين» خلال الليل فى إطار العملية التركية التى بدأت قبل نحو شهر بدعم من مقاتلين من المعارضة السورية. ودخلت قوات تساند الرئيس السورى بشار الأسد، أمس الأول، منطقة عفرين بدعوة من الأكراد للمساعدة فى التصدى للهجوم التركى، وحاولت «أنقرة» وحلفاؤها إجبارها على التراجع باستخدام نيران المدفعية. وقال قائد فى التحالف العسكرى المؤيد للأسد، مساء أمس الأول، إن القوات ردت بقصف مقاتلى المعارضة الذين يقاتلون إلى جانب تركيا.

وقال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين، أمس، إن القوات الموالية للحكومة السورية حاولت دخول منطقة عفرين، أمس الأول، لكنها تراجعت نتيجة لقصف مدفعى تركى. وأضاف المتحدث: «أى محاولة أخرى لدخول عفرين ستكون لها عواقب وخيمة». وتأتى تصريحات «كالين» رغم تأكيد دخول القوات السورية الحكومية بالفعل إلى عفرين. فى المقابل، نفى مسئول فى الجيش السورى، طلب عدم ذكر اسمه، فى اتصال لـ«الوطن»، تلك التصريحات، وقال إن «القوات السورية دخلت إلى عفرين للدفاع عن الأرض السورية، وأى اعتداء عليها من قبل القوات التركية سيتم التصدى له». وأضاف: «أمس الأول واجهت القوات السورية هجوماً للقوات التركية والميليشيات المتحالفة معها وردت على قصف استهدفها، كما تمكنت من إسقاط طائرة استطلاع تابعة للجيش التركى كانت تقوم بمهام استطلاع حول القوة السورية التى دخلت إلى عفرين». وقال المسئول العسكرى: «دخلنا عفرين بعد اتصالات جرت بين الرئيس التركى رجب طيب أردوغان والرئيس الروسى فلاديمير بوتين، وأردوغان هو من طلب دخولنا إلى عفرين، ودخولنا كان وفق ترتيبات ولكن عندما يصرح بأنه سيواجهنا عند دخولنا فهو فقط كلام للاستهلاك خاصة أنه أدرك هزيمته أمام المقاومة الشعبية الباسلة فى شمال سوريا».

{long_qoute_1}

واستبعد رئيس شبكة البوصلة الإعلامية فى سوريا الدكتور خالد المطرود وقوع مواجهة مباشرة بين القوات التركية والقوات السورية، وقال، فى اتصال لـ«الوطن»، إن «الرئيس التركى لا يريد الدخول فى مواجهة مباشرة مع القوات السورية، خاصة أنه جرت مشاورات بين الأتراك والروس والإيرانيين حول مسألة دخول القوات السورية إلى عفرين». وأضاف «المطرود»: «دخول القوات السورية هو الحل المناسب، فمن جهة يمثل تطميناً للقلق التركى من أن تكون الحدود السورية تهديداً لتركيا، ومن جهة ثانية فإن هذا الحل أعاد عفرين إلى أرض الوطن». وقال «المطرود»: «القصف الذى قامت به القوات التركية أمس الأول بالقرب من أحد مواقع القوات الشعبية السورية ما هو إلا قنبلة دخان من الرئيس التركى، الذى يحاول تهيئة الأجواء للداخل التركى للانسحاب من عفرين، خاصة أن تكلفة الحرب جاءت باهظة». وتابع: «وبالتالى فإن المواجهة مستبعدة خاصة أن القوات الشعبية لم تدخل إلى عفرين دون اتفاق».

فى سياق آخر، أعلن المرصد السورى لحقوق الإنسان ارتفاع حصيلة قتلى القصف على منطقة الغوطة الشرقية الخاضعة لسيطرة المعارضة قرب دمشق إلى 250 شخصاً. وذكر المرصد، وفق ما نقلت قناة «العربية» الإخبارية، أن هذا أكبر عدد من القتلى يسقط خلال 48 ساعة منذ هجوم كيماوى فى 2013 على المنطقة المحاصرة أودى بحياة المئات، وكشف أن 106 أشخاص قتلوا فى القصف الذى استهدفها أمس الأول. وكان المرصد أعلن، أمس الأول، ارتفاع حصيلة القتلى والجرحى إلى أكثر من 720 شخصاً منذ بدء قصف القوات السورية على مدن وبلدات الغوطة الشرقية. وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش عن «قلقه العميق» من تصاعد العنف فى غوطة دمشق الشرقية، وسط أنباء عن سقوط عدد كبير من القتلى فى دمشق وغوطتها خلال اليومين الماضيين. وقال نائب وزير الخارجية الروسى سيرجى ريابكوف، أمس، إن «موسكو تعمل على صياغة مشروع قرار فى مجلس الأمن الدولى حول الغوطة الشرقية فى سوريا». وقال للصحفيين: «فيما يتعلق بالهدنة الإنسانية، فهذا يعتمد على كيفية سير إعداد مشروع القرار هذا، وأعتقد أن هذه المسألة ستحل أيضاً.. إنه قرار حول المسائل الإنسانية بشكل عام».


مواضيع متعلقة