زكي رستم "ملك العُزاب".. تزوج الفن ومات وحيدا

كتب: أروا الشوربجي

زكي رستم "ملك العُزاب".. تزوج الفن ومات وحيدا

زكي رستم "ملك العُزاب".. تزوج الفن ومات وحيدا

داخل أروقة شقة فاخرة، في عمارة "يعقوبيان" بمنطقة وسط البلد، لا يصدر عنها ضوضاء الحياة اليومية، يمكن أن تسمع خطوات بسيطة أو صوت لرجل عجوز، ونباح لكلب بين حين والآخر، عاش بين هذا السكون، داخل "صومعته"، لا يسمع أحدًا، حتى تأزم قلبه لتخرج روحه بلا عودة.

"باشا السينما المصرية" زكي رستم، الذي عاش أيامه الأخيرة في عزلة لا أحد يؤنس وحدته سوا خادمه العجوز، وكلبه "الوولف".. عانى من ضعف السمع وأصيب بحالة اكتئاب شديد، أدت إلى هذه العزلة التي دامت 10 سنوات حتى أصيب بأزمة قلبية حادة توفي إثرها في 16 فبراير من عام 1972، عن عمر ناهز 69 عاما.

"ملك العُزاب"، الذي تزوج الفن، كما قال في معظم لقاءته، فكان يرى أن حياته الطبيعية لا تستطيع امرأة تقبلها، فلا يذهب إلى أماكن غير الاستودوهات وأماكن التصوير والتسجيل، ويسهر طوال الليل وينام بالنهار، لكن سببا آخر كان أقوى من طبيبعة عمله في الفن، وراء اعتزاله الزواج، هو أنه كان حاد الطباع عصبي المزاج، لا يزور أحدًا ولا يدعو أحدًا لزيارته، وفقًا لابنة أخيه الإعلامية ليلى رستم، فكان يصف نفسه دائمًا "أنا لا أطاق وعارف إني صعب العشرة".

كانت لـ"رستم" تجربة وحيدة في الزواج، قال عنها "أعتبر نفسي سيء الحظ فعندما أسمع عن فتاة من أسرة كريمة وحلوة عند ذهابي لخطبتها كان دائما يسبقني إليها عريس آخر".

لكن هناك رواية أخرى، تحدثت عن وفاء رستم، لحبيبته التي انتحرت خوفا من رفض والدها زواجها به لأنه "مشخصاتي"، كانت تحبه بشدة لدرجة أنه حين حدد موعدا لزيارة أهلها لطلب يدها، وعندما وصل إلى بيتها وجد زحاما شديدا على الباب وعندما سأل عرف أنها انتحرت خوفا من رفض أبيها لهذا الزواج.

اشتهر زكي رستم،  بأدائه المتميز وقدرته الفائقة على تقمص الشخصيات التي يؤديها حتي أُطلق عليه "رائد مدرسة الاندماج"، وفي عام 1962 حصل على وسام الفنون والعلوم والأدب من الرئيس الراحل  جمال عبد الناصر، وبلغ رصيده السينمائي 240 فيلما، أشهرها "العزيمة"، "أعز الحبايب"، "نهر الحب"، "أنا وبناتي"، "لن أبكي أبدا"، "الفتوة"، "بائعة الخبز"، وآخر ما قدمه "إجازة صيف".


مواضيع متعلقة