بالفيديو| تشييع الجنازات بـ"الموسيقى والطبل".. من الشحرورة حتى سوهاج

بالفيديو| تشييع الجنازات بـ"الموسيقى والطبل".. من الشحرورة حتى سوهاج
انتشرت خلال الفترة الأخيرة "موضة جديدة" في تشييع الجنازات، وهي توديع جثمان المتوفي بـ"الطبل" و"الموسيقى" وأحيانًا الرقص.
فيديو جديد يتداول على نطاق واسع حاليًا، عبر مواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، تحت عنوان "جنازة رقاصة"، ويظهر فيه فرقة موسيقية تدق على الطبول، أثناء خروج جثمان أحد الموتى، دون توضيح مكان أو توقيت هذا الفيديو.
الفيديو المنُتشر بين مستخدمي الشبكة الاجتماعية الأولى في العالم، أعاد للأذهان جنازة الفنانة اللبنانية الراحلة صباح، حيث عقب نقلها إلى السيارة استعدادًا لدفنها بمسقط رأسها، شُيعت لها مراسم جنازة على وقع أغانيها وسط تصفيق حاد ونثر للورود والأرز على الموكب، بحضور عدد كبير من الفنانين من بينهم المطرب راغب علامة، الذي قطع إجازته في إيطاليا وعاد إلى بيروت لحضور مراسم دفن الشحرورة ووداعها، بصحبة الفنانة لبلبة والفنانة نيللي كريم والفنان سمير صبري.
وظهر في الفيديوهات التي نقلت مراسم الجنازة، ظهور راقصات يرتدين بدل الرقص في توديع الشحرورة.
وفي نوفمبر 2016، تم تداول فيديو جديد، لجنازة قيل إنها في سوهاج بصعيد مصر، مقطع مصور يُظهر خروج صندوق خشبي من مسجد على أنغام "مزمار بلدي"، وتراقص المشيعون، وتمايلوا بخشبة الميت.
وتباينت الآراء حول محتوى الفيديو حيث أكد البعض أن هذا الشخص من أولياء الله الصالحين، وله كرامات عديدة وتم بناء مقام له بالفعل، بينما برر آخر أنه من الممكن أن يكون المتوفى "عريسًا"، ولم يكتمل زفافه، ومن العادات والتقاليد أن يتم زفه إلى الجنة بتلك الطريقة.
كما علق البعض بأن "الصندوق" كان فارغًا وذلك ما هو إلا احتفالًا بأخذ "التار"، وهي عادة من عادات الصعيد، موضحين أنه في حال حصول إحدى العائلات الكبرى على "سلاح" جديد وبكثرة يتم تنظيم تلك الزفة لإرهاب الآخرين وإعلامهم بأنهم لديهم القوة الآن.
وفي 2015، داخل سوهاج أيضًا، أثار تشييع جنازة في موكب صاخب يتقدمه الطبل والمزمار والرقص بالعصا، ضجة ونقاشات وتراشقات حادة، فيما دافع أهل الميت عن سلوكهم، بأن هذه هي عاداتهم من قديم الجدود.
وشيَّع عدد من أهالي عائلة الحسينية، قرية بنجا، مركز طهطا، محافظة سوهاج، جثمان محمد محمد صالح، من منزله إلى مسجده فمقبرته، بـ"الطبل والمزمار" والزغاريد، والتهليل والرقص بالعصا، وهتافات "الله حي"، وبإطلاق الأعيرة النارية، فيما وقفت النساء في شرفات المنازل ترمي على المشيعيين الحلوى والبسكويت والكعك.
وقال أهالٍ من بنجا في تصريحات إعلامية على هامش الجنازة، إن "المتوفى هو سليل عائلة دينية تحترمها وتجلها القرية، وإن الأهالي كانوا يلجأون إلى جده في المسائل العلمية والفقهية والاجتماعية، وحل المشكلات، وإنه ــ أي جد العائلة محمد صالح ــ كان متفقهًا في الدين يحفظ القرآن والإنجيل معًا، رغم عدم ذهابه إلى مدرسة، وأنه كان يملك 50 فدانًا وزعها على عمل الخير، كما كان يطعم الناس طوال أيام السنة، وقد خرجت ذريته بتقواه وورعه نفسه".
وزعم آخرون أن جثمان المتوفى أبى أن يغادر إلى المقابر، قبل أن تزفه الفرقة، وهو ما قاله عمدة قرية الصوامعة بالمحافظة ذاتها أن "جثمان المتوفى أبى أن يغادر إلى المقابر، قبل أن تزفه هذه الفرقة بالطبل البلدي، وأن الجثمان هو الذي يحرك مسيري الجنازة"، وقال إن "المتوفى، منذ مولده وهو يميل إلى العزلة والانطواء".