هل تسبب شبكات التواصل الاجتماعي الاكتئاب للأطفال؟

هل تسبب شبكات التواصل الاجتماعي الاكتئاب للأطفال؟
- اكتئاب
- مواقع التواصل الاجتماعي
- فيس بوك
- انستجرام
- سناب شات
- تويتر
- تأثير
- اضرار
- اكتئاب
- مواقع التواصل الاجتماعي
- فيس بوك
- انستجرام
- سناب شات
- تويتر
- تأثير
- اضرار
تتسبب وسائل التواصل الاجتماعي بشكل خاص، والهواتف الذكية بشكل عام في تفكيك العلاقات الاجتماعية بنسبة ملحوظة، لأنها قللت المشاركات الاجتماعية والاستمتاع بمهام الحياة اليومية برفقة ممن حولنا وتحول اهتمام الكثيرون إلى عدد الإعجابات والمشاركات التي يجمعونها على "فيس بوك".
وفي ظل تلك القضية هناك جيلا كاملا أصبح لا يعرف سوى الهواتف الذكية ومواقع التواصل الاجتماعي، ومنهم لا يتخيل الحياة بدون تلك التكنولوجيا، ما أدى إلى زيادة انطوائهم وانفصالهم عن الحياة الحقيقية بشكل واضح، ما حبسهم داخل الحياة الافتراضية والتي تختلف عن الواقع كثيرا.
وفي هذا الصدد قال الطبيب البريطاني، رانجان تشاترجي، إنه لاحظ كثيرا من الأدلة على وجود صلة بين اعتلال الصحة النفسية لدى الأطفال، وبين استخدامهم وسائل التواصل الاجتماعي.
وأحيل فتى، يبلغ من العمر 16 عامًا، إلى تشاترجي بعدما جرح جسده وانتهى به الحال إلى نقله لغرفة الطوارئ بالمستشفى.
وقال تشاترجي عن حالة الطفل: "فكرت في البداية أن أخضعه لبعض مضادات الاكتئاب، لكنني تحدثت معه، واتضح أن استخدامه وسائل التواصل الاجتماعي كان له أثرا سلبيا على صحته."
وألمح إلى أنه قرر استخدام وسيلة بسيطة من خلال توجيه المراهق إلى محاولة التوقف تدريجيا عن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، وتقليل استخدامها لتبدأ بساعة واحدة فقط قبل النوم، وعلى مدى بضعة أسابيع، يتعين عليه أن يمدد هذه الفترة إلى ساعتين في الليل وساعتين في الصباح.
وأكد: "حقق المراهق تحسنا كبيرا في صحته، وبعد ستة أشهر، تلقيت رسالة من والدته تقول فيها إنه بات أكثر سعادة في المدرسة، ونجح في الاندماج بالمجتمع من حوله".
وبعدما واجه تشاترجي الكثير من الحالات المشابهة، دفعته إلى طرح السؤال حول دور وسائل التواصل الاجتماعي في حياة الشباب والمراهقين.
وقال إن "وسائل التواصل الاجتماعي لديها أثر سلبي على الصحة العقلية.. اعتقد بأنها باتت مشكلة كبيرة، ونحن بحاجة إلى بعض القواعد، منها كيفية توجيه المجتمع إلى الاستفادة من التكنولوجيا لمساعدتنا بدلا من أن تضرنا".
وحثت مجموعة من الخبراء في رعاية الطفولة بالولايات المتحدة في الآونة الأخيرة في رسائل كتبتها إلى مؤسس "فيس بوك" مارك زوكربيرغ، على إلغاء برنامج المحادثة الفورية للأطفال "ماسنجر كيدز"، قائلة إن تشجيع المراهقين على استخدام المنصة أمر غير مسؤول.
واستدل الخبراء على ذلك بمجموعة من المراهقين الذين أبغلوا عن تغيرات مزاجية حادة، جراء استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، وأخرى لفتيات، تراوحت أعمارهن 10 سنوات، واجهن مشاكل في تصورهن لهيئة الجسم بسبب الصور التي يشاهدونها على منصات التواصل الاجتماعي، مثل "إنستجرام".
أجريت دراسة، من قبل الجمعية الملكية للصحة العامة عام 2017، مع 1500 شاب، تراوحت أعمارهم بين 11 إلى 25 عاما، رصد حالتهم المزاجية أثناء استخدام أشهر خمس مواقع للتواصل الاجتماعي.
وأوضحت نتائج الدراسة، أن سناب شات وإنستجرام هما الأكثر إلهاما لمشاعر الاضطراب والقلق، بينما كان موقع يوتيوب صاحب التأثير الأكثر إيجابية.
وأوضح سبعة من بين كل 10 أشخاص إن "إنستجرام" جعلهم يشعرون باضطراب بشأن هيئة الجسم، بينما قال نصف من تراوحت أعمارهم بين 14 إلى 24 عاما إن "إنستجرام وفيس بوك" زاد من حدة شعورهم بالقلق، في حين قال ثلثا المستطلعة آراؤهم، إن "فيس بوك" فاقم من مشكلة التحرش عبر الإنترنت.
وصرحت المديرة التنفيذية للجمعية الملكية للصحة العامة، شيرلي كرامر، التي أشرفت على الدراسة: "وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت فضاء نشكل ونبني فيه علاقاتنا وهويتنا الذاتية، ونعبر فيه عن أنفسنا، ونتعرف فيه على العالم من حولنا، إنه مرتبط ارتباطا جوهريا بالصحة العقلية".
وصرحت خبيرة الطب النفسي، لويز ثيودوسيو، إن واحدا من أوضح المؤشرات على آثار استخدام الأطفال لهواتفهم لفترات طويلة، هو سلوكهم خلال جلسة العلاج.
وأضافت الطبيبة في مستشفى رويال مانشستر للأطفال: "قبل عامين أو ثلاثة أعوام، كان من غير المألوف إلى حد كبير رؤية طفل يجيب على الهاتف أو يكتب نصا أثناء جلسة العلاج، لكن الأمر بات الآن شائعا".
وألمحت ثيودوسيو إلى وجود ارتفاع كبير في حالات كانت فيها وسائل التواصل الاجتماعي عاملا كبيرا في إصابة المراهقين بالاكتئاب والقلق، وغيرها من مشاكل الصحة العقلية.
وأشارت إلى أنه غالبا ما تكون هذه المشاكل معقدة وواسعة النطاق، بداية من الاستخدام المفرط للألعاب أو مواقع التواصل الاجتماعي، مرورا بالشعور بالضعف الناجم عن القصف المستمر للصور على وسائل التواصل الاجتماعي، حول حياة الآخرين وصولا إلى ظاهرة التحرش على الإنترنت.
وقالت ثيودوسيو لـ"بي بي سي": "خلال الأسبوعين الماضيين، طلبت من طفلين الحضور لجلسات إضافية بسبب التحرش على الإنترنت".
وأكدت: "بعض الأطفال فقد أو كسر هواتفهم عمدا فقط للتخلص من الرسائل المؤلمة".
وتقول إن المراهقين الذين يجرؤون على التعبير عن وجهات نظر بديلة، لا سيما حول موضوع "التنوع الجنسي"، يعرضون أنفسهم لسيل من مخاطر الاعتداء على منصات التواصل، مثل "تويتر".
وأشارت إلى أن التحرش على الإنترنت يمكن أن يكون له أثرا سلبيا أكبر بكثير من التعرض للتهكم والسخرية من أقرانهم.
وتابعت: "هؤلاء الأطفال يعيشون في عالم خيالي، يكون ذلك أحيانا على حساب صحتهم الجسدية، وربما يكون هؤلاء الأطفال يعانون من أمراض بدنية، مثل ألم في الأسنان، لكنهم لا يواصلون رفضم الابتعاد عن عالمهم الافتراضي".
وطلبت الحكومة البريطانية من شركات وسائل التواصل الاجتماعي، بحث توفير رسائل منبثقة تنبه هؤلاء الذين يستخدمون الإنترنت لفترات طويلة لتحذيرهم.
وقال كريم بالانت، رئيس السياسة العامة لـ"فيس بوك" في المملكة المتحدة، لـ"بي بي سي": "أبحاثنا تظهر أنه عندما نستخدم وسائل التواصل الاجتماعي، للتواصل مع الأشخاص الذين نهتم بهم، يمكن أن يكون هذا مفيدا لصحتنا العامة".
وقال موقع "تويتر"، إنه يتطلع إلى إجراء مناقشات إيجابية حول هذه القضايا المهمة، ولم ترغب "جوجل" في التعليق علنا على طلب الحكومة.
وقالت "سناب شات"، إنها تعكف على دراسة وسائل لتحسين كيفية التحذير من رسائل التهديد التي يتبادلها المستخدمون.