النجار:نعيش حالياً بدون أخلاق الإسلام.. والحرية أسىء فهمها واستخدامها

أكد الدكتور عبدالله النجار عضو هيئة كبار العلماء وأستاذ الشريعة بجامعة الأزهر، أن حالة الانفلات الأخلاقى التى تشهدها البلاد أمر طبيعى، مؤكداً أن سبب ذلك هو الأنظمة الديكتاتورية والظالمة التى ظلت قابعة على صدور الناس لعقود عديدة، ولفت إلى أن حالة الحرمان والكبت التى عاشها معظم المصريين أدت إلى الانفجار. وإلى مزيد من التفاصيل فى الحوار التالى: * بِمَ تفسر حالة الانفلات الأخلاقى التى زادت بعد ثورة يناير؟ — حالة الانفلات الأخلاقى طبيعية وخاصة بعدما تسببت الأنظمة السابقة فى ممارسة الظلم والقهر والكبت على المواطنين مما ولد انفجارا لدى المصريين؛ لأنهم لم يعيشوا حالة الحرية التى تشهدها البلاد بعد الثورة. * إذن، ممارسات النظام السابق وراء الانفلات؟ — طبعا بفضل سياساته التى أدت إلى الحرمان مع الكبت بالإضافة إلى الذل وإهدار الكرامة يولد رد الفعل السلبى، ودائما من يجاهر بالأخلاق السيئة إما أنه كان هينا على الناس، وإما ليست له قيمة عندهم. * ما معنى الحرية؟ — الحرية تمت الإساءة إليها، فكل واحد يريد تطبيق المفهوم الخاص بهما أدى إلى تحول الحرية إلى فوضى، وهى عموما تعنى الاختيار بين البدائل شريطة عدم الإضرار بالآخرين وقد قال الله تعالى: «فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر»، أما أن تعمل اللى إنت عايزه، فهذا ليس له سند لا فى القانون المدنى ولا الشريعة الإسلامية، فكل شىء محكوم بضوابط وللحرية حدود، فأنت حر ما لم تضر، فحريتك تنتهى عند حرية الآخرين، وبالتالى لا يجوز الإضرار بالآخرين باسم الحرية. * أليس ما يحدث من تجاوزات ومواقف بدعوى الحرية يتناقض مع الإسلام؟ — للأسف، الإسلام ليس له أى أثر فى سلوكياتنا، فالإسلام دين عظيم ولكن المسلمين ليسوا على مستوى حسن ومكانة الإسلام، فنحن بدون أخلاق الإسلام. * ولكن ما أكثر مظاهر التدين فى بلادنا؟ — نعم، المساجد عامرة بالمصلين وما أكثر مطلقى اللحى، ومن يرتدون الزى الإسلامى، ومع ذلك يزداد الفساد بيننا ويغيب العدل، وهذا يدل على حب العاجلة؛ لأن كل واحد يسارع إلى ما يحبه وما يريد امتلاكه من مطامع الدنيا، وهناك تسابق على شهوات الدنيا وتقليد غير عادى فى المعاصى. * وأين دور العلماء؟ — العلماء عليهم دور كبير فى توعية الناس ووعظهم بأخلاقيات وآداب الإسلام والتزام تعاليمه السامية وأن يحملوا الناس مسئولياتهم تجاه أنفسهم وأسرهم والآخرين والوطن، وفى الوقت نفسه كلما زاد الإنسان عبادة لله تعالى هاجمه الشيطان، فهو يذهب للعابدين ويترك العاصين، وفى كل موطن طاعة تجد الشيطان يحارب الملتزمين. * ما علاج حالة الانفلات؟ — علاجها صعب جدا؛ لأنها قبل تشديد القوانين والعقوبات على المواطنين تحتاج إلى إصلاح النفس وقهر الذات، وربنا يسترها على الجميع.