جنائيا وإعلاميا.. مصير برنامج ريهام سعيد المتهم بالتحريض على خطف أطفال

04:32 م | الخميس 08 فبراير 2018

تقف المذيعة ريهام سعيد أمام نيابة شرق القاهرة، بعد أن استدعتها لسماع أقوالها في تحريضها على خطف الأطفال، في واقعة تسببت في حبس معدة ومصور في برنامج "صبايا الخير"، الذي تقدمه "ريهام"، لمدة 15 يوما على ذمة التحقيق لاتهامها بالتحريض على خطف طفلين في السلام.

تعود القصة إلى تواصل معدة البرنامج "غرام" مع شاب يدعى إسلام اكتشف عصابة لخطف الأطفال، بعد تكليفها من رئيس تحرير البرنامج، وأن عليها الاتصال بالعصابة على أنها تريد شراء أطفال، وتم الاتفاق على مبلغ 150 ألف جنيه للطفل والاتفاق على طفلين، وهو ما نفذته العصابة باختطاف طفلين من مدينة السلام، وتحديد الموعد وإبلاغ وزارة الداخلية، وعقب التنسيق والقبض على العصابة وعودة الطفلين لأهلهما، فوجئت باتهام الخاطفين لها بأنها من حرضتهم على الخطف مقابل المبلغ، وذلك حسب أقوال المُعدة في التحقيقات.

{long_qoute_1}

وتواصلت "الوطن" مع متخصصين في القانون والإعلام والأمن وحقوق الطفل حول ما تؤول إليه الواقعة والمصير الذي من الممكن أن يواجه ريهام سعيد ومعدة البرنامج، حيث قال الدكتور محمود كبيش، أستاذ القانون الجنائي، إن اختطاف العصابة للطفلين بناء على تواصل المعدة معهم يجعلها تشترك معهم في الجريمة، حيث إن التحريض هو عبارة عن خلق إرادة لدى الفاعل لارتكاب الفعل أو بث لديه القناعة لارتكاب الفعل أيًا كان الغرض منه حتى وإن كان الدافع نبيلًا، فالتحريض على الخطف جناية قد تصل إلى السجن المؤبد، وهذا لا ينفي المسؤولية عن الفاعل، كما أن العقوبة قد تطل ريهام سعيد إذا ما ثبت مساهمتها في الأمر بالاتفاق مع المُعدة على فعل ذلك "عقوبة الشريك كعقوبة الفاعل".

بسبب نظر النيابة في الأمر ينتظر المجلس الأعلى للأعلام قرارها، حسب قول الكاتب الصحفي أحمد سليم، الأمين العام للمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، إن المجلس لا يتخذ أي إجراءات طالما الأمر في يد النيابة العامة وانتظار قرارها، مشيرًا إلى أنهم سيتواصلون مع نيابة شرق القاهرة لمعرفة كل ملابسات الواقعة، وتحديد ما إذا كان للمجلس موقف ما.

{long_qoute_2}

اللواء محمد نور الدين، مدير أمن المنيا الأسبق، أكد أن تصرف معدة برنامج "صبايا الخير"، الذي تقدمه الإعلامية ريهام سعيد، يضعها تحت طائلة القانون بتهمة التحريض على خطف الأطفال، ولا يعفيها من المسؤولية أمر تنسيقها مع "الداخلية" بشأن القبض على خاطفي الطفلين، مبررًا ذلك بأنه لا توجد دلائل قاطعة على أن مرتكبي تلك الجريمة سبق لهم خطف عدد من الأطفال من قبل.

نور الدين أوضح أن دور قيادات الداخلية، في الأمر، أنها ضبطت خاطفي الطفلين دون النظر لكواليس الموقف أو تفاصيله، مؤكدًا أنه كان يجب على مُعدة البرنامج أن تسأل أهل الاختصاص، أولًا قبل أن تتورط في مطالبة أفراد بخطف طفلين، ومن ثم تواجه تهمة التحريض على خطف الأطفال وتكون معرضة لعقوبة جنائية بناء على ما سبق.

{long_qoute_3}

ما فعله صناع برنامج "صبايا الخير" يُعدّ انتهاكًا خطيرًا للغاية لحقوق الطفل، ويعاقب عليه القانون المصري بشكل واضح، وفقًا للدكتور هاني هلال، الأمين العام للائتلاف المصري لحقوق الطفل، الذي طالب بتوقيع عقوبات ضخمة ضد كافة القائمين على البرنامج ووقفه على الفور.

برنامج "صبايا الخير" معتاد على ارتكاب العديد من الانتهاكات ضد حقوق الطفل، بحسب "هلال"، لأن جميع القائمين على البرنامج وعلى رأسهم ريهام سعيد لا يعرفون معنى حقوق الطفل وأهميتها، كما أنه لا يتم مراعاة الميثاق الإعلامي، ويهدفون فقط إلى الشو الإعلامي، دون أن يهتموا بأي شئ آخر"، على حد قوله.

الائتلاف سيتدخل في البلاغ لتوقيع عقوبة رادعة في هذا الأمر، بحسب تأكيد أمينها العام، كما سبق له وأن تقدم ببلاغات للنائب العام بخصوص انتهاكات البرنامج ضد حقوق الطفل مسبقا.