«صباحى».. شبح المناضل الحنجورى
- سحر الجعارة
- صباحي
- المعارضة
- المناضل
- الانتخابات الرئاسية
- سحر الجعارة
- صباحي
- المعارضة
- المناضل
- الانتخابات الرئاسية
فى المقال الماضى كتبت عن بيان أصدرته مجموعة مخربين يدعو لمقاطعة الانتخابات الرئاسية المقبلة، وعدم الاعتراف بها وحل الهيئة الوطنية للانتخابات.. إلخ، وقد لامنى بعض أصدقاء «الفيس بوك»، لأننى طالبت بتطبيق «قانون الطوارئ» على من يسعى لإهدار الدستور والقانون لإسقاط الدولة!
ورغم أننى ذكرت فى المقال السابق المخالفات الدستورية والقانونية التى وقعت فيها جماعة «الفشلة والمنبوذين»، فإن البعض ظل يخلط بين «الحرية» و«الاستحقاق الانتخابى»، ويلح فى ذكر مواد أخرى معطلة فى الدستور أو مخالفة له، (مثل السماح بالأحزاب الدينية). الآن نحن أمام بلاغ مقدم إلى النائب العام من المحامى محمد حامد سالم ضد قيادات ما يسمى «الحركة المدنية الديمقراطية» وهم 13 عضواً، يتهمهم فيه بالتحريض على قلب نظام الحكم، والإضرار بالاقتصاد والأمن القومى المصرى. وقد تمت إحالة البلاغ إلى المحامى العام الأول لنيابة شمال الجيزة الكلية، لاتخاذ اللازم.
لقد تحدثت فى المقال المشار إليه عن بعض الشخصيات التى شاركت فى المؤتمر الصحفى لإلقاء البيان، بغرض إثارة الرأى العام والتحريض ضد الدولة والإساءة لمؤسساتها، وزعزعة أمن واستقرار البلاد وذلك لقلب نظام الحكم فى البلاد وإسقاط الدولة.. والواضح أنهم نجحوا -حتى الآن- فى تضليل الناس، وزرع فكرة أنه: (لا إكراه فى الانتخابات).. ورسخت الفكرة فى أذهان حتى أكثر الناس «ليبرالية»!
وأن «الحرية» معناها: صوتى وأنا حر فيه، أتنازل عن حقى فى اختيار مرشح أو لا، فهذا حقى!.. وهو معنى يتناقض مع الحرية التى تعنى فى المقام الأول «المسئولية».. وكلنا فى هذه الحالة نباشر حقوقنا السياسية لتفعيل آليات الديمقراطية، وترسيخ مبدأ التداول السلمى للسلطة.
ليس مطلوباً أن نشارك فى «زفة تأييد» لرئيس الجمهورية «عبدالفتاح السيسى»، ولا التسليم بأنه سوف يكتسح الانتخابات، وبالتالى فالأولى بنا أن نوفر النفقات الباهظة للانتخابات باعتبار أن النتيجة محسومة لصالح «السيسى».. فهذه «عقلية انهزامية» تدعو فى مضمونها لانسحاب الجميع من الخريطة السياسية، ليبقى أمامنا «النظام» ومؤيدوه من أحزاب الموالاة والقاعدة الجماهيرية للرئيس.. ومن خلفنا «الإخوان» بإرهابهم وتسميمهم لعقول الشباب!
لقد سبق أن لُمتُ حزب «الوفد» لإهداره فرص المنافسة على رئاسة مصر، لكن يبدون أنه لم يتبق مما يسمى «معارضة» إلا بعض «ذيول الإخوان»، والمنبوذين من النظام، وأولهم «حمدين صباحى».. زعيم «الحركة المدنية الديمقراطية»، التى أطلقت بياناً للمناكفة، بهدف إثبات الوجود بعدما فشلت الحركة فى الحصول على التزكيات والتأييد الشعبى المطلوب لطرح مرشح تابع لها فى الانتخابات الرئاسية!
وكالعادة ظهر «حمدين»، فى المؤتمر الصحفى، بنفس «الخطاب الحنجورى» الذى يحترفه، منذ كان طالباً وحتى أصبح عميلاً لحساب مختلف الأنظمة القمعية (العراق وليبيا نموذجاً)، إلى أن وصل إلى قاع الفشل فلم يتجاوز مرحلة «نائب» فى مجلس الشعب عام 2005، والذى وصل إليه بتحالفه المشين مع الإخوان فى انتخابات البرلمان، وعلاقاته ببعض أعضاء الحزب الوطنى فى مجلس الشعب مثل «زكريا عزمى»!
«صباحى» لا ينكر علاقته بالإخوان بل يغازلهم ويخطب ودهم فى كل مناسبة، ففى حوار سابق لقناة «بى بى سى» قال إنه لم يكن ليُقصى الإخوان من المجتمع، فى حالة نجاحه فى انتخابات عام 2014؛ لأن الحياة حق مكفول للجميع!
لقد سقطت الأنظمة الفاشية التى كان يدعمها «حمدين» (العراق وليبيا)، فأخذ يسعى لنيل رضا التنظيم الدولى للإرهاب «الإخوان»، بملياراته وميليشياته وقاعدته من المتطرفين بعدما فقد شعبيته ومصداقيته، وتناقلت «السوشيال ميديا» صورته، وهو يجلس على الأرض وحيداً فيما سميته «جمعة فضلات الثورة»، التى دعوا إليها الشباب للثورة بسبب اتفاقية «تيران وصنافير»، وكانت الصورة تظهره مجرد «قزم» لا خلفه «كرامة» حزب سياسى، ولا «تيار شعبى» يمشى فى جنازة طموحه السياسى!
لكن «عزلته» زادت من حدة إحساسه بتضخم الذات، وكالعادة أخذ يتاجر بآلام البسطاء وأوجاع الوطن، فى المؤتمر الصحفى، ويهاجم النظام والسلطة القضائية قائلاً: (لن نشارك فى انتخابات رئاسة الجمهورية 2018 لأنها انتخابات بلا مرشحين ولا ضمانات.. وشعارنا الذى أطلقناه هو شعار كل المصريين «خليك فى البيت»).. طيب لماذا لم تترشح يا «ألفا المناضلين»؟
هل نسى «حمدين» أنه ترشح للرئاسة مرتين وفشل (2012، 2014)، وأن كل ما نجح فيه هو ضرب «الحزب الناصرى» بتأسيس كيان ناصرى موازٍ هو «حزب الكرامة» للاستفادة من النظم التى كانت تدعم الناصريين آنذاك؟
فشل «حمدين» عدة مرات، حتى فى تأسيس ما سماه «التيار الشعبى»، حتى تحول الدم الذى يجرى إلى «سم».. أما هو نفسه فلم يتبق منه إلا «سراب» يخدع الناظرين فتظن أن هناك «رجلاً» كان ينحاز للبسطاء!
إن شئت أن تحدد موقع «حمدين» الآن: فتش عنه فى حفلات الأثرياء العرب ممن يؤمنون بالناصرية.. ستجده ضيفاً دائماً، وربما تلمح ظرفاً مغلقاً يمتد إليه من أسفل الطاولة!