المشهد الناقص.. "الشهد والدموع"
- أحمد شوقى
- ابن حلال
- البيت الكبير
- الحمد لله
- الشهد والدموع
- سيدنا الحسين
- عمل فنى
- ما بعرف
- مسجد الحسين
- هذا اليوم
- المشهد الناقص
- أحمد شوقى
- ابن حلال
- البيت الكبير
- الحمد لله
- الشهد والدموع
- سيدنا الحسين
- عمل فنى
- ما بعرف
- مسجد الحسين
- هذا اليوم
- المشهد الناقص
فى نهاية كل عمل فنى، سينمائى أو درامى، ومع انتهاء المشهد الأخير خاصة فى الأعمال التى نرتبط بأحداثها ونتوحد معها، يظل خيالنا منطلقاً مع الأحداث فيما بعد النهاية ولا يتوقف، وقد نصنع مشهداً من رؤيتنا نشبع به الحالة التى نعيشها كنهاية إضافية للنهاية الأصلية فى مشهد نبحث عنه ونراه مكملاً ..
هذا هو "المشهد الناقص"!
"الشهد والدموع"
ـ مشهد خارجى نهاراً أمام مسجد الحسين
بعد مرور عام بأكمله على اختفاء "حافظ رضوان" وفي يوم من الأيام قررت "زينب" أن تذهب مع والدها "جعفر" الذى بلغ من العمر أرذله للصلاة فى مسجد سيدنا الحسين، لتجده يكنس أمام المسجد وينظف، فكذبت عينيها فى بادىء الأمر وقررت أن تترك والدها يدخل للصلاة وتقترب منه لتجد شكله تغير تماماً رغم أن الوقت الذى مر ليس طويلاً، ولكنه كان يعمل بإتقان ويرفض أى صدقة من أحد.. قررت الاقتراب منه وهى تقول بصوت كله شجاعة وكأنها قررت أن تقطع الشك باليقين:
زينب: حافظ..
ينظر في عينيها وكأنه كان منتظرا هذا اليوم الذى يرى فيه أحدا من أولاده أو أولاد أخيه
حافظ وعلى وجهه ابتسامة كبيرة: ازيك يا زينب.
زينب: أنا كويسة جداً.. إنت اللى إزيك يا حافظ وإيه اللى بتعمله هنا؟!
حافظ: آآآآه يا زينب.. بكفر عن ذنوبى.. بعت الدنيا واشتريت آخرتى.
ويكمل بصوت مرتفع: منه له.. جاي رايح منه له.
زينب: طب وهو اللى اشترى آخرته مش يوفى حق ربنا الأول يا حافظ؟!
حافظ بخوف: أوفى إيه يا زينب.. ما أنا وفيت كل اللى عليا وبعدت بلعنة المال.. إيه اللى ناقص.
زينب بتحدٍ: قولى يا ابن الحاج رضوان.. فلوس أبوك كانت حلال ولا حرام؟
حافظ: طبعاً حلال.
زينب: وإنت سرقت مال أخوك شوقى ولا لأ؟
حافظ بأسى: أرجوكى يا زينب ما تفكرينيش.. كفاية الألم اللى بتألمه لغاية دلوقتى.
زينب: وهتفضل تتألمه مدام شوقى مش مرتاح فى تربته.
حافظ متعجباً: وشوقى مش مرتاح ليه يا زينب؟!
زينب: اسمع يا حافظ.. إنت سرقت فلوس أبوك وبعدها فلوس أخوك وولاده.. عشت بيها بالطول والعرض إنت وولادك.. لبس – سفر - تعليم خواجاتى وكافة ما تشتهيه الأنفس لغاية ما استكفيتوا.. فى الوقت اللى أنا وولادى اتحرمنا من كل شىء مع إن كان عندنا اللى يكفينا وانت استحليته ليك.. وأول ما عرفت إن الله حق روحت متصرف فى المال كله.. مالك ومال شوقى من غير ما تسألنا إن كنا عاوزينه أو محتاجينه..
تكمل غاضبة: فى شرع مين ده.. إنت بعدت الفلوس بلعنتها عن ولادك.. ولادي ذنبهم إيه.. بص يا حافظ أنا ما كنتش عاوزه الفلوس بس كنت عاوزه أشوف حق شوقى وهو بيرجع لولاده ولو إن ربنا كريم وولادى ربنا باركلى فيهم الحمد لله وده أغلى من أى مال.
حافظ بحزن: أنا عارف يا زينب إن ده ظلم بس صدقينى أنا كانت نيتى خير.. أنا خوفت على ولادك من اللعنه لا تصيبهم زى ما صابتنى أنا ودولت والولاد.. وكنت واثق إن ولادك قادرين يعيشوا زى ما هانى عاش سعيد ومرتاح.. كنت عاوزهم كلهم يبقوا زى هانى كده فقولت أبعد عنهم اللى يدمر حياتهم.
زينب : عالعموم يا حافظ دول كلمتين كانوا محشورين فى زورى وإنت عارفنى ما بعرفش أحيد عن الحق مهما طال العمر.
حافظ يبتسم وكأنه تذكر "مناقرتها" معه دائما: عارف يا أم أحمد.
فى هذا الوقت خرج والدها من الجامع ليرى "حافظ" وبالرغم من كبر سنه إلا أنه تذكره..
جعفر والد زينب: حافظ ابن الراجل الطيب وأخو الغالى.
يحتضنه حافظ باكياً بين أحضانه كأنه يحتضن والده: إزيك يا أغلى الناس.
الأسطى جعفر: إزيك إنت.. تعرف يا حافظ.. إنت ابن حلال والله.
حافظ: عارف والله.
جعفر: النهاردة موسم والعيلة كلها ملومة فى البيت الكبير.. إيه رأيك نتغدى سوا واهو الأهل يتلموا تانى.
زينب بفرحة: والله فكرة يا حافظ.
حافظ متردداً: ما نقفل الصفحة دى يا زينب واهو أنا بكفر عن ذنوبى.
جعفر يطبطب على كتفيه: وإيش دراك يا حافظ إن ربنا ما غفرش ليك.. مش جايز مجييتنا النهاردة وإننا نشوفك دى علامة من ربنا إنه غفر لك؟ ده ربنا غفور رحيم.
حافظ: طب ودولت؟!
زينب: دولت سافرت مع سمير وعايشة بتتعالج فى أمريكا.. وناهد بتسافر كل شوية تطمن عليها والحمد لله بقت عال وإن شاء الله تقوم بالسلامة.
حافظ: طب وباقى الولاد؟
زينب: إنت مستعجل على إيه .. نروح الأول وهتعرف كل حاجة.
يذهب "حافظ" معهم للبيت الكبير.. بيت الخير والأصل الذى جمعه بإخوته ويُفتح الباب ليرى "إحسان" أخته.. تهلل بعودته وبعده أولاده وأولاد أخيه يحتضنونه الواحد تلو الآخر.. حتى "هانى" الساخط عليه و"أحمد" الكاره له وظلوا يتسامرون كثيرا حتى سمع صوت بكاء من غرفة الحاج "رضوان" فيندهش من هذه الأصوات ليصطحبه كل من "ناهد وأحمد وزينب" وباقى العائلة للغرفة ليجد طفلان رضيعان على السرير.. حملت "ناهد" أحدهما ويحمل "أحمد" الآخر.. "شوقى أحمد شوقى رضوان وحافظ حمد شوقى رضوان" ويعطونهما له فيفرح مصدوماً ويترنح وكاد أن يسقط بالطفلين فيجلسوه وهو ينظر لهما أنهما القوة الباقية مهما فرقهم الزمن وإبتعد الأهل فسيظل هناك من يجمعهم دائماً ليتذكروا أنه مهما كثرت الأحزان والدموع سيأتى ميعاد للفرحة والشهد.