أم كلثوم ومحمد رمضان ومحفوظ في رسائل إسرائيل للتطبيع.. "العبوا غيرها"

كتب: نسيبة حسين

أم كلثوم ومحمد رمضان ومحفوظ في رسائل إسرائيل للتطبيع.. "العبوا غيرها"

أم كلثوم ومحمد رمضان ومحفوظ في رسائل إسرائيل للتطبيع.. "العبوا غيرها"

في ذكرى رحيل كوكب الشرق، التي حلت أمس الأحد، تسمع صوت كلمات تغنت بها أم كلثوم بلحنها العربي الأصيل، لكن هذه المرة ليست على القنوات المصرية أو العربية كما يتبادر إلى الذهن، بل في القدس المحتلة، خلال احتفالية لرئيس بلديتها الإسرائيلي لإطلاق اسم الفنانة الراحلة على إحدى الشوارع.

فيديو قديم منذ 2012 أعادت صفحة "إسرائيل تتكلم بالعربية" على الفيسبوك، كتخليد لذكرى رحيلها نشره، وتعبيرا عن الاحتفاء بفنها-على حد قول الصفحة- وليست هذه المرة الأولى التي تنتهج فيها إسرائيل هذا السلوك، ففي العام الماضي، خصص التليفزيون الإسرائيلى خطة بث لإحياء ذكرى رحيل كوكب الشرق أم كلثوم، 3 فبراير عبر بث مجموعة من البرامج تستغرق أسبوعا كاملا.

"صوت مصر"، هكذا وصفت هيئة الإذاعة والتليفزيون الإسرائيلى كوكب الشرق، مخصصة محتوى برامج كاملة لبث أغانيها، فضلا عن بث أغنية "لا يا حبيبى"، و"الأطلال" في سهرات التلفزيون، لم يتوقف الأمر هنا، بل أعلنت إذاعة إسرائيل في ذلك الوقت عن مسرحية غنائية تحكى قصة حياة أم كلثوم.

"كوكب الشرق" لم تكن الوحيدة التي احتفت بها إسرائيل، إذ دأبت على تكريم الرموز المصرية، منهم الأديب نجيب محفوظ، ففي الذكرى 106 لميلاده العام الماضي، احتفلت عدد من صفحات "الفيسبوك" الإسرائيلية بذكراه.

صفحة "إسرائيل في مصر" نسبت رسالة إلى الأديب الكبير، تزعم أنه أرسلها إلى كاتب إسرائيلي يدعى سامسون سوميخ، عام 1978، يشكره فيها على متابعة إنتاجه الأدبي، ويؤكد في الرسالة المنسوبة: "كتابك عني يعتبر عملا نقديا عميقا وعاملا وشاملا وأنه يعتبر من أفضل ما كتب عني إن لم يكن أفضلها جميعا وطبيعي أنني لمست فيه حبك للأدب العربي ولاجتهاداتي فيه لا تحرياتك عن عقلية عدو بل أن دراستك كانت غنية في المقام الأول وإنسانية بالمعني الشامل والدقيق".

وكذلك نشرت صفحة "إسرائيل تتكلم العربية" تهنئة لمحفوظ في عيد ميلاده، مؤكدة أنه من أكثر الروائيين شهرة في إسرائيل و يتم تدريس إنتاجه الأدبي في الجامعات العبرية، كما نشرت له ترجمات للقصص القصيرة في المجلات والدوريات الأدبية.

كما تبث أغاني موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب عبر الإذاعة الرسمية، فضلا عن عرض المسلسل المصري "الأسطورة"، الذى يلعب بطولته الفنان محمد رمضان، على القناة "33".

ومؤخرا أعلنت إسرائيل منحها للمرة الأولى ميدالية "الشرفاء بين الأمم"، التي تشير إلى غير اليهود الذين خاطروا بحياتهم لإنقاذ يهود خلال المحرقة إبان الحرب العالمية الثانية، إلى شخصية عربية هو الطبيب المصري محمد حلمي.

وتم اعتبار حلمي واحداً من "الشرفاء بين الأمم" في عام 2013، لكن لم يتمكن إسرائيل من التواصل مع عائلته، وكان حلمي قد خبأ فتاة يهودية تدعى آنا بوروز في بيت كان يملكه في ألمانيا خلال الحرب، وعثر على مخبأ لجدتها وقدم الرعاية الطبية لوالديها.

{long_qoute_1}

وتعليقا على هذا الأمر، قال الدكتور منصور عبد الوهاب أستاذ الإسرائيليات، إن إسرائيل تهدف من خلال ذلك إلى استيعاب عرب الـ 48 واليهود من أصل عربي الذين ينتمون إلى تلك الثقافة ذلك النهج، فضلا عن الرغبة في إحداث تقارب مع الشعوب العربية وخاصة مصر.

كما تحاول إسرائيل وفقا لعبد الوهاب، تحسين صورتها أمام الرأي العام العالمي، بأنها دولة محبة للسلام، وتتقبل مختلف الأطراف، وتحترم العرب والمسلمين، ولا تحمل أي عداء لهم.

وأوضح أن الاحتلال يستخدم هذه الطريقة كوسيط للوصول إلى الشباب المتقبل لفكرة وجود إسرائيل إلى حدما ويعيش حالة إحباط لجره إلى الجاسوسية.

وفي السياق ذاته قال سعيد صادق، أستاذ الاجتماع السياسي، أن هذا النهج يأتي تلبية لمتطلبات الداخل الإسرائيلي بنسبة 2% من عرب 48، و800 ألف مهاجر يهودي يتحدث العربية، في ظل إقبال على الموسيقى والسينما المصرية.

وأوضح صادق أن الاتجاه قد حقق مكاسب لإسرائيل بالفعل، مشيرا إلى إلقاء شخصيات عربية محاضرات في الجامعة الإسرائيلية مؤخرا، حتى وإن كان بشكل غير معلن، منتقدا الطريقة التي يتعامل بها العرب تجاه هذا الأمر.

وطالب أستاذ الاجتماع السياسي بتعديل الرؤيا العربية تجاه التعامل مع قضية التطبيع، قائلا إننا لم نحقق أي تقدم منذ وعد بلفور، والاتجاه إلى دراسة الدولة الإسرائيلية بمزيد من التفحص، بدلا من الاقتصار على ترديد الشعارات الرنانة التي لا تفيد بشيء.


مواضيع متعلقة