"ليلى بنت المنيا".. راوية قصص صعيدية على طريق "أبلة فضيلة"

"ليلى بنت المنيا".. راوية قصص صعيدية على طريق "أبلة فضيلة"
بصوت أنثوي رقيق وهادئ، ينساب سريعا إلى أذان الأطفال ليخطف سمعهم وانتباههم ويجبرهم على الاستماع إلى حكيها قصصٍ كارتونية من جديد، رغم معرفتهم لها منذ عدة أعوام دون كلل أو ملل، لما تتمتع به من طريقة إلقاء جذابة، ما جعلها تقرر إنشاء صفحة عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" باسم "حواديت للأطفال".
ليلى إبراهيم.. رغم أنها لم تتمكن من تحقيق حلمها في الالتحاق بكلية الإعلام، بدلا من التربية، لكنها أحبت فيما بعد مهنتها كمعلمة لغة عربية للمرحلة الابتدائية للغاية، فاستبدلت رغبتها في تقديم البرامج بإعداد حكايات تعبر عن الحروب لتكون أسهل وأقرب إلى الأطفال، ثم قدمت بصوتها تقريرين سرد للمدرسة التي تعمل بها في المنيا.
ومنذ عام، فكرت البالغة من العمر 26 عاما، في إعداد قصص مصورة بصوتها، واستعانت في ذلك بهاتفها الخلوي فقط، ومن خلاله تمكنت من الحصول على عدد من التطبيقات عبر موقع "جوجل بلاي" لتجميع الصور وتكوين مقطع الفيديو، وآخرا لتنقية الصوت ووضع موسيقى معه، فقدمت أولى قصصها "البطة الحزينة"، ثمر قررت فيما بعد عرض قصة "سندريلا" واستخدمت فيها صورا من الإنترنت، ليعجب بها تلاميذها بالصف فور استماعهم لها.
بينما فوجئت والدتها وأفراد أسرتها بهوايتها المتميزة، ونصحتها إحدى صديقاتها بنشرهم عبر صفحات موقع "فيس بوك" ليقترح عليها آخرون تدشين صفحة خاصة بها، وهو ما استجابت له سريعا، لتحصد "حواديت للأطفال" إعجاب الكثيرون سريعا، وتتمنى معلمة اللغة العربية تطوريها وضم المزيد لها لاحقا.
ورغم أن مقاطع الفيديو لا تتعدى الست دقائق، إلا أنها تحتاج لمجهود كبير، على حد قول الفتاة العشرينية، موضحة أنها تضطر في الكثير من الأحيان لإعادة القصة في حال أخطأت في إحدى الكلمات فضلا عن أهمية ضبط الصوت، ثم مرحلة إضافة الموسيقى، وأخيرا تركيبها مع الصور بدقة، ولذلك تحاول تنفيذ ذلك داخل حجرتها بمفردها ليلا، حيث يسيطر الهدوء على المنزل.
"اخترت أعمل القصص للأطفال بس، بحكم شغلي معاهم طول الوقت وأن القصص بتاعتهم مساحتها كبيرة".. بهذه الكلمات أوضحت ليلى، لـ"الوطن"، سبب اختيارها لتلك الفئة دون غيرها، موضحة أنها خلال عام أعدت 6 قصص، من بينهم واحدة مع إحدى طالباتها بالصف الثالث الابتدائي، وأخرى حملت اسم "أزي حالك" لأبلة فضيلة، ولكنها قدمتها بصوتها وطريقتها الخاصة، حيث إنها تتمنى أن تكون امتدادا للمذيعة الشهيرة وتعيد فترة جيل الأطفال السالفة ولكن على نهجها الخاص.