نفسيون يجيبون.. لماذا يشك المواطن في السلع الغذائية الرخيصة؟

كتب: دينا عبدالخالق

نفسيون يجيبون.. لماذا يشك المواطن في السلع الغذائية الرخيصة؟

نفسيون يجيبون.. لماذا يشك المواطن في السلع الغذائية الرخيصة؟

"فراخ 1000 جرام بـ15 جنيها فقط".. بسبب ذلك الإعلان شهدت الأسواق حالة شديدة من الجدال والقلق من قبل المواطنين بنهاية الأسبوع الماضي، لانخفاض سعر الدجاج، حيث سيطرت حالة من الشك بشأن صلاحيتها، وعلى الفور شنت حملات للتأكد من صلاحية الدواجن المعروضة للبيع، وتبين مطابقتها للمواصفات.

ونفى محمد سويد، مستشار وزير التموين، خلال مداخلة هاتفية في برنامج "العاصمة"، الشائعات المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي حول فساد الدواجن المجمدة المنتشرة في الأسواق، بأسعار مخفضة تصل سعر الواحدة إلى خمسة عشر جنيهًا، مؤكدًا أنه لا يوجد أي شبهة للتجارة والتربح من صفقة هذه الدواجن المجمدة.

وأظهرت حالة الشك الشديدة بالشرع المصري تجاه السلع منخفضة الأسعار، وهو ما فسره الدكتور جمال فرويز استشاري الطب النفسي، بأن ذلك نابع من كونه طابع وسمة بالشخصية المصرية، مشيرًا إلى أنها حالة مشتركة مع العديد من الشعوب الأخرى أيضًا.

وأضاف فرويز، في تصريح لـ"الوطن"، أن المواطن المصري اعتاد أن السلع المستوردة غالية الثمن هي الأفضل، تبعًا للمقولة المنتشرة بأن "الغالي تمنه فيه"، وهو الأمر نفسه في كل شئ بالمجتمع مثل الأطباء الذين ترتفع قيمة الكشف العلاجي لديهم وغيره من الأمور المحيطة.

وأيدته في الرأي نفسه، الدكتورة سوسن فايد، أستاذ علم النفس بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، بأن ذلك يعود إلى ثقافة مجتمعية مترسخة داخل المواطنين نابعة من تجارب سابقة مع السلع وغيرها من الأمور واللوازم الحياتية منخفضة الأسعار، فأثرت على العامل النفسي لديه وولدت الشك.

وتابعت فايد أن تلك الثقافة المجتمعية ترجع بدورها لغياب الثقة مع المجمعات الاستهلاكية والحكومة، لوجود تجارب سابقة بشأن السلع الفاسدة، ولذلك يجب وجود جهات رقابية قوية لتحمل مسؤولية ذلك فيما بعد.   


مواضيع متعلقة