"مغيث": نقابة المعلمين مجرد صورة دون فكر.. و"التعليم" تهمش دورها

كتب: مريم الخطري

"مغيث": نقابة المعلمين مجرد صورة دون فكر.. و"التعليم" تهمش دورها

"مغيث": نقابة المعلمين مجرد صورة دون فكر.. و"التعليم" تهمش دورها

قال الدكتور كمال مغيث، الخبير التربوي والباحث بالمركز القومي للبحوث التربوية، إن نقابة المعلمين رغم أنها تعد أكبر النقابات المهنية وتضم أكثر من مليون عضو إلا أنها مجرد صورة دون فكر أو تطوير أو دور مقارنة بغيرها من النقابات كالأطباء أوالمهندسين.

وأكد مغيث في حواره لـ"الوطن" أن التهميش الذي تعانى منه النقابة يرجع إلى المعلمين أنفسهم وإلى الدولة التي لا تريد أي دور سياسي للمعلمين، ويرى الخبير التربوي أن تصريحات وزير التربية والتعليم بالقضاء على ظاهرة الدروس الخصوصية مجرد شعارات، موضحًا أن التعليم الفني في مصر هو تعليم الفقراء، وإلى نص الحوار:

* كيف تقيم دور نقابة المعلمين في النهوض بأوضاع المعلم؟

النقابات المهنية أصبحت مؤسسات لا غنى عليها في الدول الحديثة التي تعتمد على فكرة المؤسسات والمهنية، فكل مؤسسة تقوم بعمل إطار قانوني لها، ونقابة تتولى الأدوار الأساسية كالحفاظ على المهنة وأعضائها، والتضامن معهم، وتوطيد العلاقة بين أصحابها والخارج، ووضع ميثاق شرف للمهنة، وفيما يخص نقابة المعلمين رغم أنها تضم أكثر من مليون معلم إلا أنها مجرد صورة، وليس بها أي فكر أو تطوير أو تصوير أو دور أو نشاط مقارنة بغيرها من النقابات كالأطباء أوالمهندسين، وقد تم إنشاء هذه النقابة منذ أيام الرئيس الراحل "جمال عبدالناصر"، وعرفت الدولة حينها أن النقابة إذا كانت صاحبة دور سياسي فإنها ستؤثر بشكل كبير، خاصةً أن كل بيت بداخله إما معلم أو طالب، ومن هنا كتب على نقابة المعلمين أن تكون بلا دور وبلا معنى وبلا هوية أو تأثير، واستمر هذا الوضع حتى الآن حيث لا يوجد انتخابات داخل نقابة المعلمين كباقي النقابات.

* يرى البعض أن وزارة التربية والتعليم تهمش دور النقابة ولا تأخذ برأيها في الأمور المهمة كبرامج تدريب المعلمين ؟

المسؤول عن هذا التهميش بالفعل طرفان، الأول ويتمثل في الإرادة السياسية، حيث لا تريد الدولة أي دور سياسي للمعلمين، والطرف الثاني المعلمون أنفسهم، فمن المفترض أن تدعو النقابة إلى عقد جمعيات عمومية تعمل على توحيد صفوف المعلمين لكي تعبر عنهم وعن احتياجاتهم.

*هل جهود وزير التربية والتعليم للقضاء على الدروس الخصوصية بدأت تأتي ثمارها؟

القضاء على الدروس الخصوصية مجرد شعارات، وتعد ظاهرة الدروس الخصوصية ظاهرة مرضية عرضية، ولا ترتبط هذه الظاهرة بوجود مدرس أو اثنين طماعين، ولكنها مرتبطة بأن حال مرتبات المعلمين متدنية، وبطرق التدريس الخطأ، وبكثافة المدارس والطلاب، بالإضافة إلى نظام الامتحانات التي يهدف إلى قياس قدرة الطالب على حفظ المعلومات فقط، وبالتالي فإن المطلوب هو علاج هذه الظواهر، ولكن التصريحات العبثية لن تأتي بنتيجة في هذا الموضوع.

*وما متوسط دخل المعلم لكي يعيش حياة كريمة؟

أعتقد أنه في حدود 12 ألف جنيه في الشهر.

* كيف ترى التعليم الفني في مصر؟

التعليم الفني هو تعليم الفقراء في مصر، وهو الأمر الذي حول مدارس التعليم الفني بمختلف فئاتها إلى بيئة للإرهاب والتخلف، ولا يخفى على أحد أن هناك عدد كبير من الطلاب مقيدين بالتعليم الفني نظرًا للظروف المعيشية الراهنة وللهروب من الثانوية العامة.

* كيف ترى عودة هيبة المعلم مرة أخرى؟

لن تعود هيبة المعلم إلا إذا حصل على مرتب يكفل له حياة كريمة، وكان في الماضي عندما نرى أساتذتنا في الشارع "نخاف منهم ونجري"، وهذا الخوف ليس معناه أن هذا الأستاذ كان مصارعًا أو بلطجيًا مثلاً بل لكونه مهاب ومحل احترام، ولم نجده مهانًا يقف في طابور العيش أو يعمل سواق توكتوك أو جرسون في مقهى.


مواضيع متعلقة