حق الرد.. «الوفد» يرد على لميس جابر: السياسة ليست «حبكة درامية».. والواقع لا تغيره الأمنيات

كتب: الوطن

حق الرد.. «الوفد» يرد على لميس جابر: السياسة ليست «حبكة درامية».. والواقع لا تغيره الأمنيات

حق الرد.. «الوفد» يرد على لميس جابر: السياسة ليست «حبكة درامية».. والواقع لا تغيره الأمنيات

طالعتنا الكاتبة الدكتورة لميس جابر، المؤلفة الدرامية المعروفة، بمقال فى صحيفة «الوطن» يحمل مغالطات كبيرة، حول موقف الحزب من انتخابات رئاسة الجمهورية، كما يحمل المقال تجاوزات غير مقبولة، فى حق قيادات الوفد، حتى إنها حاولت التفرقة بين الوفد القديم والوفد الجديد، عبر اتهام يكرره كل من يقع فى خصومة مع الوفد، ولا نعرف ما هى الخصومة بين حزب الوفد والسيدة لميس جابر التى كانت وزيراً للثقافة فى حكومة الظل الوفدية عام 2010.. فهل كان الوفد القديم حين كانت وزيرة بحكومة الظل هو نفسه الوفد الجديد، أم أن التاريخ الذى يوجد فى ذهن الدكتورة لميس جابر قد تغيرت تفاصيله لأنها أصبحت خارج الوفد الآن!

قالت السيدة لميس جابر فى سياق مقالها الذى نُشر فى «الوطن» صباح السبت 3 فبراير 2017 «من أكثر الأشياء التى أكدت لى انتهاء العلاقة بين الوفد القديم والحالى هو موقف الوفديين من القضية المفتعلة التى سموها «تيران وصنافير» وفوجئت بالوفديين يقفون فى صفوف أدعياء البطولة ومدّعى المعارضة» وفى هذا القول مغالطة كبيرة حول موقف الوفد الذى لم ينضم للرأيين المتناقضين حول الموقف من الجزيرتين، فلم ينحَز لمن قالوا مصرية، ولم يعلن أنها مصرية، بل كان موقف الحزب الرسمى، والذى اتخذته الهيئة العليا، بعد المناقشة واستعراض التقرير الذى أعده بيت الخبرة الوفدى هو أن «رأى الحزب دون مزايدة على طرف أو تخوين لآخر، يؤكد أن الجزيرتين تخضعان للسيادة المصرية مما يلزم الحكومة والبرلمان بعرض الاتفاقية للتصويت عليها فى استفتاء شعبى، وفقاً لنص المادة ١٥١ من الدستور وهو حق جامع مانع للشعب وحده دون سواه» وهذا الموقف الذى تمت دراسته قبل إعلانه صادر عن حزب سياسى، له مؤسساته التى عملت على استجلاء الحقيقة، ولم تتمكن من الحصول على معلومات واضحة، حول ملكية الجزيرتين، مما استلزم اتخاذ الموقف الوطنى الذى لا يخالف ضمير الهيئة العليا، وهو ضرورة عرض الاتفاقية على الشعب صاحب هذه السيادة.

أما أغرب الاتهامات التى تحولت بفعل «التحول التاريخى» فى ذهن الدكتورة لميس جابر، فكان بسبب موقف الوفد التاريخى من المشاركة فى الانتخابات الرئاسية من عدمه، بعد أيام قليلة من إعلان موقفه الرسمى وهو عدم الدفع بمرشح ومساندة الرئيس عبدالفتاح السيسى لفترة ثانية، فقد قالت الدكتورة لميس عن الهيئة العليا للوفد.. «لكنهم للأسف، ودون ذرة تفكير، أهدروا الفرصة الأخيرة وصاحوا بسذاجة أنهم لن يشاركوا فى تمثيلية، وكأنهم لا بد أن يضمنوا الفوز ليشاركوا، وكأنها لم تكن فرصة للوجود سوف تؤتى ثمارها مع الوقت» وهنا يؤسفنا أن نُذكّر الدكتورة لميس جابر، واحدة من أكثر الكاتبات ظهوراً على شاشات التليفزيون، بما تقوله، فى كل البرامج، حول ضرورة استكمال الرئيس السيسى لمشروعه السياسى، وحتمية مساندته لمواجهة الإرهاب، وإلزامية العمل معه لبناء وطن يستحق العمل، ولكننا لم نسمع السيدة لميس جابر، التى يستمع إليها البسطاء فى ربوع مصر، تقوم بتحفيز الأحزاب لمواجهة الرئيس، فما نعرفه عنها أنها تؤيد الرئيس ولم نسمع عنها أنها تُحرض على مواجهته.. ولم نسمع منها عندما أعلن الوفد موقفه الأول، وهو مساندة الرئيس لفترة ثانية، أنها اعترضت أو رفضت أو حتى لمّحت ضيقاً أو تبرماً من موقف الوفد، بل سارت فى طريقها الوحيد وهو مساندة الرئيس، فلماذا الغضب من حزب يسير فى طريق قمتِ أنتِ باختياره، بإرادتك الحرة، أوليس أعضاء الهيئة العليا للوفد بشراً مثلك لهم رأيهم الذى هو بالمصادفة يؤيد رأيك!

.. والمثير للتساؤل هو هذا التناقض بين سطور المقال، فالكاتبة تقول فى نصفه الأول.. «ومن أكثر الأشياء التى أكدت لى انتهاء العلاقة بين الوفد القديم والحالى هو موقف الوفديين من القضية المفتعلة التى سموها «تيران وصنافير» وفوجئت بالوفديين يقفون فى صفوف أدعياء البطولة ومدّعى المعارضة».. وتقول فى نصفه الثانى.. «وكان لبيان تأييدهم للسيسى وقع غريب، بل مضحك، فها هو الحزب الوحيد المعارض الذى يحمل اسماً برّاقاً وتاريخاً رائعاً يتنحى عن المشهد ويفضل القيام بدور الحزب الوطنى، وبكل فخر للأسف الشديد»!! ونحن نسأل السيدة لميس «ماذا تريدين يا دكتورة؟ تتهمين الوفد فى بدايات مقالك بانه «مدّعى معارضة» وتصفينه فى نهايته بأنه «حزب وطنى» وفى كلتا الحالتين هو غلطان!!

..ولكن غير المقبول على الإطلاق هو ما قالته السيدة لميس جابر.. «تأكد أن حزب الوفد بأعضائه وهيئته العليا -إلا أقل القليل- لا يعرفون عن معنى الوفد شيئاً ولا عن تاريخه ونضاله المرير من أجل الديمقراطية» وفى هذا القول اتهام غير مقبول من كاتبة سابقة بجريدة الوفد، كانت تُشيد بالحزب وتاريخه، وهى تعلم قبل غيرها، أن تسلسل الأجيال داخل الحزب، الذى يحتفل خلال أشهر قليلة بمرور مائة عام على تأسيسه، يجعل تاريخه منيراً للطريق، ويجعل مبادئه حية لا تموت، وما لا تعرفه السيدة لميس أن الأغلبية التى بلغت 44 عضواً قرروا عدم الدفع بمرشح رئاسى، قالوا عن الأربعة قيادات الكبار قيمة وعمراً ممن طالبوا بالمشاركة أنهم أصحاب رأى يستحق الاحترام ولكن التصويت لم يكن فى صالح هذا الرأى، هذه هى الديمقراطية التى نعرفها، وتعلمناها فى حزب الوفد، فالصغير يحترم الكبير، والتصويت يحسم الخلاف، والهيئة العليا يد واحدة فى مواجهة ما هو خارج قاعة الزعيم مصطفى النحاس، قاعة اجتماعات الهيئة العليا التى تعرفها السيدة لميس جابر وجلست داخلها مراراً وتكراراً.

يسعدنا اهتمام السيدة لميس جابر بالوفد ومواقفه، مثلما سعدنا بمسلسلاتها التاريخية التى كشفت خلالها قيمة الوفد وتاريخه، ولكننا ننصحها بعدم الاستغراق فى الدراما حال كتابة المقالات، لأن التاريخ هو الذى يحكم على مواقف الأحزاب، ومدى صحتها من عدمه، فالسياسة ليست «حبكة درامية».. والواقع لا تغيره الأمنيات.


مواضيع متعلقة