بنى سويف.. «الصدأ» يهاجم الماكينات.. وتوقفها عن العمل عاماً كاملاً إهدار للمال العام

كتب: عمرو رجب

بنى سويف.. «الصدأ» يهاجم الماكينات.. وتوقفها عن العمل عاماً كاملاً إهدار للمال العام

بنى سويف.. «الصدأ» يهاجم الماكينات.. وتوقفها عن العمل عاماً كاملاً إهدار للمال العام

أمام باب حديدى لمصنع رفع لافتة «المشروع الخدمى لتغذية المدارس» ببنى سويف، التابع لوزارة الزراعة واستصلاح الأراضى، اعتاد عشرات العمال التجمع فى مجموعات متقاربة، يندبون حظهم ويشكون حالهم الذى وصلوا إليه بعد توقف العمل بالمصنع، فى أعقاب قرار وزير التربية والتعليم بوقف توزيع وجبات التغذية المدرسية على المدارس، نتيجة ظهور حالات تسمم بين الطلاب فى عدد من المحافظات، بينها بنى سويف، وما تبع ذلك من توقف صرف رواتبهم لشهرين متتاليين.

تداعيات قرار وقف الوجبات المدرسية لم تقتصر فقط على العاملين بالمشروع الخدمى لتغذية المدارس، البالغ عددهم نحو 571 موظفاً وعاملاً، وإنما امتدت إلى الآلات وماكينات إنتاج الوجبات المدرسية فى المصنع، حيث حاصرتها الأتربة، وبدأ الصدأ يهاجمها، نتيجة توقفها عن العمل لما يقرب من عام كامل، دون أى أعمال صيانة أو تشغيل، الأمر الذى قد يشكل جريمة إهدار مال عام واضحة المعالم.

وعلى بُعد أمتار قليلة من باب المصنع الحديدى، تجمع العشرات لمناقشة أحوالهم، يحاولون التوصل إلى حلول لمشاكلهم، يطرحون المبادرات والمقترحات بهدف عودة مصنعهم للعمل والإنتاج.

وحيد منير أبوبكرى، عامل بالمصنع، تحدث لـ«الوطن» عن المأساة التى يعيشها هو وزملاؤه، قائلاً: «أعمل بالمصنع منذ 16 عاماً، بعد افتتاحه فى عام 2002، لم نشهد أو نسمع يوماً عن توقف المصنع منذ بداية تشغيله، أو تسمم أحد التلاميذ، بسبب الوجبات التى ينتجها المصنع»، مشيراً إلى أن حجم الإنتاج كان يبلغ نحو 500 ألف وجبة يومياً، عبارة عن بسكويت بالعجوة أو بالمربى.

{long_qoute_1}

وأضاف أن العمل توقف بالمصنع فى أعقاب قرار وزير التعليم فى مارس 2017 بوقف توزيع وجبات التغذية على طلاب المدارس، اعتباراً من بداية «التيرم» الثانى للعام الدراسى الماضى، بعد إصابة عدد من التلاميذ بالتسمم فى عدد من المحافظات، وظهرت حالات مماثلة فى بنى سويف، الأمر الذى دفع البعض إلى توجيه الاتهام لمصانع الوجبات المدرسية بأنها وراء ظهور هذه الحالات، وأكد أن «المصنع برىء من هذه الاتهامات تماماً»، لافتاً إلى أن هناك عدة جهات تتولى مراقبة وفحص المنتج قبل وصوله إلى أيدى التلاميذ، منها مديريات الصحة والزراعة والتربية والتعليم.

وتابع «أبوبكرى» قائلاًَ: «ليس لنا ذنب فى تلك الحوادث ولا فى وقف الإنتاج، ومستعدين للعمل فى أى وقت»، وأشار إلى أن الرواتب التى يتقاضاها عمال المصنع «ضعيفة جداً»، تتراوح بين 700 وألف جنيه، ولا تكاد تكفى لسد متطلباتهم أو ربع احتياجاتهم الشهرية، إلا أن «المصيبة الأكبر»، بحسب وصفه، تتمثل فى عدم صرف رواتبهم لشهرى ديسمبر 2017 ويناير 2018 حتى الآن.

«كل يوم بنروح المصنع الساعة 8 الصبح، بنمضى حضور، والساعة 2 بنمضى انصراف، دون القيام بأى عمل»، كلمات عبر بها «محمد جمال»، أحد العاملين بالمصنع، عن الحالة المأساوية التى يعيشها هو وزملاؤه، وقال: «أعمل أنا وزوجتى فى المصنع بعقد مؤقت، ولم نصرف رواتبنا منذ شهرين، والديون تتراكم علينا يومياً، ولا نعلم كيفية تسديدها، وورانا مصاريف، ما بين إيجار شقة وفواتير الكهرباء والغاز والمياه، ومصاريف مدارس لـ4 أبناء، بالإضافة إلى مصاريف طعامهم»، مؤكداً أن «الوضع صعب للغاية ولا ذنب لنا فيه».


مواضيع متعلقة