المنوفية.. تسمم التلاميذ وراء توقف الإنتاج بـ«مشروع قويسنا»

كتب: محمود الحصرى

المنوفية.. تسمم التلاميذ وراء توقف الإنتاج بـ«مشروع قويسنا»

المنوفية.. تسمم التلاميذ وراء توقف الإنتاج بـ«مشروع قويسنا»

مصير مجهول ينتظره نحو 270 عاملاً وعاملة بالمشروع الخدمى لتغذية المدارس فى المنطقة الصناعية بمدينة قويسنا، التابعة لمحافظة المنوفية، يحضر العمال كل صباح فى مواعيدهم الرسمية، منتظرين أى إعلان جديد يعيد عجلة الإنتاج إلى الدوران مرة أخرى، شهور طويلة على هذا المنوال دون أى جديد، لتتعقد الأمور بعد تأخر رواتبهم منذ شهر ديسمبر، وبعد أن كانوا على مقربة من تحقيق مطالبهم المشروعة بالتثبيت وزيادة الأجور، بات خطر التشرد يلاحقهم وأسرهم، حيث لا تظهر وزارة الزراعة أى نية، سواء بإعادة تشغيل المصنع، أو تثبيت العاملين به، وتوزيعهم على مشروعات أخرى، أو الإدارات الزراعية فى المحافظة، فى حالة إغلاق المصنع نهائياً.

«لجان كثيرة من الرقابة الإدارية والصحة والتموين والتعليم والزراعة ومجلس مدينة قويسنا، تفقدت المصنع، وفحصت الإنتاج، وجميعها أشادت بالجودة العالية والالتزام بالاشتراطات الصحية والنظافة بالمصنع، فى مارس من العام الماضى، ومنذ ذلك التاريخ لم ينتج المصنع وجبة واحدة»، بهذه الكلمات بدأ حسين محمد حسنى، مشرف إنتاج، كلماته لـ«الوطن»، مشيراً إلى أن المصنع توقف عن الإنتاج منذ عام كامل، بعد أن كان ينتج نحو 12 مليون وجبة سنوياً، ليغطى كافة المدارس بمحافظة المنوفية، إضافة إلى توريد وجبات مدرسية لمناطق العجز بالمحافظات المجاورة.

وأشار «حسنى» إلى أن توقف العمل بالمصنع جاء بعد انتشار حالات التسمم الشهيرة فى عدد من المدارس، خلال التيرم الثانى من العام الدراسى الماضى، وأكد أن جميع العمال، البالغ عددهم نحو 270 عامل إنتاج ومشرفاً وإدارياً وعامل نظافة، يحضرون فى المواعيد المقررة، ويقضون يومهم بلا عمل، لافتاً إلى أن أغلب العاملين بالمشروع متعاقدون مع وزارة الزراعة منذ مارس 2014، وتلقوا العديد من الوعود من المسئولين بالوزارة بتعيينهم وتحسين أوضاعهم المالية.

{long_qoute_1}

«محمد جمال»، عامل إنتاج، أكد أنه يعمل بالمصنع منذ 10 سنوات، ولم يسبق أن تأخرت الرواتب طوال هذه المدة، مشيراً إلى أنه يتقاضى 933 جنيهاً شهرياً، وأن مطالب العمال حالياً تنحصر فى إعادة تشغيل المصنع، وصرف الرواتب المتأخرة، واعتبر أن مصنع قويسنا كان من أفضل مصانع التغذية المدرسية على مستوى الجمهورية، من حيث جودة الإنتاج، ومراعاة الاشتراطات البيئية والصحية، ومن يزور المصنع حالياً لا يخطر على باله أنه متوقف عن العمل منذ 10 أشهر كاملة، حيث يحرص العمال على صيانة خطوط الإنتاج وتنظيفها بشكل دورى، وكذلك عمال النظافة يمارسون أعمالهم كما كانوا فى السابق.

واتهم «جمال» إدارة المشروع فى القاهرة بـ«التعنت» ضد العمال، قائلاً: «لقد عانينا لسنوات من سوء الإدارة، والتفرقة وعدم المساواة فى التعامل»، مشيراً إلى أن تعاقدهم مع الوزارة انتهى، ولم يتم تجديده، كما لم يتم تثبيت العمال، وعليه فإن العمال بالمصنع حالياً صفتهم «عمال يومية»، وأضاف أن العمال تواصلوا مع الإدارة لصرف الرواتب المتأخرة مراعاة لظروفهم المالية السيئة، ولكن جاءهم الرد: «مفيش فلوس، وبنحاول نوفر اعتمادات مالية يتم من خلالها صرف الرواتب المستحقة»، ووصف الوضع الحالى للعمال بأنه «مأساوى»، وطالب قيادات وزارة الزراعة بضرورة وضع حل لهذه الأزمة.


مواضيع متعلقة