البحيرة.. 374 عاملاً توقفت بهم الحياة يناشدون المسئولين: «عاوزين المصنع يرجع يشتغل»

البحيرة.. 374 عاملاً توقفت بهم الحياة يناشدون المسئولين: «عاوزين المصنع يرجع يشتغل»
- التغذية المدرسية
- الحد الأدنى للأجور
- الحضور والانصراف
- الوجبات المدرسية
- تسمم الوجبات
- تسمم الطلاب
- التغذية المدرسية
- الحد الأدنى للأجور
- الحضور والانصراف
- الوجبات المدرسية
- تسمم الوجبات
- تسمم الطلاب
على مدار ما يقرب من 20 عاماً، عكف العاملون بالمشروع الخدمى للتغذية المدرسية بالبحيرة على توفير احتياجات المدارس، بمختلف مدن ومراكز المحافظة، ولكن لم تشفع لهم تلك المدة، التى استهلكت زهرة شبابهم، فى توفير حياة كريمة ومستقرة لهم ولأسرهم، على الرغم من الوعود التى قطعها المسئولون بوزارة الزراعة، فقد كان ضعف المرتب، والعمل غير المستقر، هو «الشبح» الذى يلازم عمال المشروع، الذى توقف العمل به قبل ما يقرب من عام، ولم يحصل العاملون على أجورهم منذ ديسمبر الماضى.
«الوطن» التقت عدداً من العمال والموظفين الموجودين بالمشروع الخدمى للتغذية المدرسية بمحافظة البحيرة، الذين أعربوا عن غضبهم الشديد لصدور قرار مجلس الوزراء فى مارس 2017، بوقف العمل فى مصانع التغذية المدرسية، حيث أكد نائب مدير المصنع، هانى عودة، أن المشروع تم إنشاؤه عام 1998، ولم يتوقف الإنتاج منذ ذلك التاريخ، وأضاف: «بدأنا بمرتبات لا تتجاوز 250 جنيهاً شهرياً، ومع الوقت بدأت ترتفع تدريجياً، حتى وصلت إلى 999 جنيهاً، أى أقل من ألف جنيه، ومع ذلك لم نعترض يوماً على ضعف المرتبات، ومررنا بسنوات عصيبة فى أعقاب ثورة 25 يناير، ولم نتوقف عن العمل، وابتعدنا عن أى مطالب فئوية قد تؤدى إلى تعطل الإنتاج، وذلك لإيماننا الشديد بأهمية ما نقوم به من عمل، لتوفير وجبات غذائية لآلاف التلاميذ على مستوى المحافظة».
وأضاف أن قرار مجلس الوزراء بوقف العمل فى المشروعات الخدمية الخاصة بالتغذية المدرسية جاء ليكتب سطراً جديداً من معاناة العمال والموظفين، ضمن سجلهم الحافل بالأزمات»، وتابع أنه «رغم أن القرار يهدد المئات من أسر العاملين بالمشروع، إلا أننا لم نفقد الأمل، وظللنا نتابع قرارات العودة للإنتاج فى أى وقت، والتزمنا بالحضور والانصراف فى مواعيد العمل الرسمية، دون أى تأخير أو تقاعس، وفى كل يوم ينظر العمال إلى الماكينات المتوقفة، يبكون حالهم وحال المصنع، الذى أفنوا فيه زهرة شبابهم».
{long_qoute_1}
«أمل عبدالحميد»، موظفة إدارية بالمصنع، قالت: «ليس أمامى سوى 6 سنوات فقط لبلوغ سن المعاش، وكلى أمل أن يتم تثبيتى على درجتى الوظيفية، التى وعدنى المسئولون بها على مدار الـ16 سنة الماضية، إلا أن قرار توقف العمل جاء ليبدد كل أحلامى وأحلام زملائى»، مشيرةً إلى أن ما يزيد من معاناة العمال تأخر صرف رواتبهم، حيث إنهم لم يحصلوا على مرتبهم لشهر ديسمبر حتى الآن، وأكدت أن جميع العاملين بالمشروع ليس لديهم أى مصدر دخل آخر، الأمر الذى تسبب فى توقف حياتهم إلى حد كبير.
وأضافت أن أحد زملائها جاء إلى المصنع قبل أيام وقد انتابته حالة من البكاء الشديد، بعد أن تم طرد أحد أبنائه من مجموعة التقوية التى يحضرها، بسبب تأخره فى دفع المصروفات، كما أن زميلاً آخر اضطر إلى بيع خاتم زوجته حتى يتمكن من توفير الطعام وأساسيات الحياة لأسرته، كما أشارت إلى أن إحدى زميلاتها، تُدعى «أم آية»، اضطرت هى الأخرى إلى تأجيل زفاف ابنتها، بسبب تأخر صرف المرتب، حيث تنتظر دورها فى «الجمعية»، التى دخلت فيها مع عدد آخر من العمال، للانتهاء من تجهيزها، وقد جاء دورها الشهر الماضى، إلا أن عدم صرف المرتبات أدى إلى توقف «الجمعية» إلى أجل غير مسمى.
أما «هانى حجاج»، مسئول شئون العاملين بالمشروع، فقال: «لدينا 374 موظفاً وعاملاً وإدارياً بالمشروع، ينقسمون إلى 3 دفعات، هناك 195 عاملاً مقيدون بالدفعة الأولى، وهم على وشك التثبيت، حسب قول المسئولين، إضافة إلى 145 دفعة ثانية، يعملون بعقد متجدد، وأخيراً 34 دفعة ثالثة، تم التعاقد معهم قبل صدور قرار بمنع التعاقد بالمؤسسات الحكومية»، وأضاف أن «جميع العاملين بالمشروع يتقاضون مرتبات بحد أقصى 999 جنيهاً، وهو مرتب ضعيف، مقارنة بالحد الأدنى للأجور الذى أقرته الدولة، ولم يكن لدينا أمل سوى زيادة الإنتاج لزيادة الأجور، ولكن جاء توقف الإنتاج ليطيح بكل آمالنا».