البترول: أزمة الوقود تلعب «الاستغماية»

البترول: أزمة الوقود تلعب «الاستغماية»
طابور طويل أمام محطة تموين السيارات، سيارة تزاحم الأخرى، وسائقوها، وراكبوها لا يملكون إلا أن يضربوا كفاً بكف، أو يتركوها هرباً من الحرارة، والسخونة، وينتظرون دورهم فى «طابور» الحصول على البنزين أو السولار، ومن المحتمل أن يرحلوا ويغادروا دون تحقيق حلمهم!! على جانب من جوانب «البنزينة» -كما قال الدكتور محمد مرسى- يقف عبدالعاطى مجاهد سائق تاكسى، والذى تجاوز الستين من عمره، فى طابور العذاب منتظراً حتى يأتى دوره فى تحقيق الحلم، لم يتمن سوى الحصول على بضعة لترات من البنزين، حتى يكمل يومه ويوفر لأسرته قوت يومها، لكنه أكد أن الأزمة أصبحت أقل حدة من فترة الرئيس المعزول، ولكن منذ يومين فقط بدأت الطوابير تعود، خاصة فى البنزين 80، هكذا قال عم مجاهد، الذى يعول 3 أولاد فى المراحل المختلفة من التعليم، حيث تنهد طويلاً ثم قال: «الطابور ده يرجعنى للأيام «السودة» قبل عزل مرسى»، ولم يختلف المشهد كثيراً فى محطة تموين أخرى بمنطقة إمبابة، الكميات التى يتم ضخها لمحطات البنزين غير كافية لسد حاجة السائقين، عبدالقادر حلمى، سائق تاكسى، أكد أن الأزمة اختفت تماما بعد ثورة 30 يونيو، فيما عدا بنزين 80، الذى يفضله سائقو التاكسى، نظراً لرخص ثمنه، لكن أحد العاملين فى المحطة، نظر إليه بوجوم قائلاً: «البنزين موجود ومفيش مشكلة». خمسون يوماً على تولى حكومة الدكتور حازم الببلاوى ولا تزال أزمة البنزين تظهر من جديد، وتتحدى الجميع من خلال تكدس المواطنين أمام محطات البنزين، بحثا عن بنزين 80 خلال الساعات الأولى من الصباح، وخلال أوقات الذروة. «الوطن»، قامت بجولة تفقدية لعدد من محطات البنزين، رصدت خلالها معاناة ومأساة المواطن المصرى فى الحصول على «بنزين أو سولار»، حتى أصبح هذا حلماً لدى الكثيرين. حاولنا الوقوف على مواطن الأزمة، فى إمبابة، وشارع 26 يوليو، والمظلات، وبيان ما إذا كانت هناك مشكلة حقيقية أم أنها مجرد أزمة مفتعلة. عبدالله السيد محمد «45 عاماً»، سائق إحدى الشاحنات الكبيرة يرى أن المشكلة اختفت.