ومضات من «سيرة الحب» فى حياة «ثومة»: «هوّه صحيح الهوى غلاب»

كتب: إلهام زيدان

ومضات من «سيرة الحب» فى حياة «ثومة»: «هوّه صحيح الهوى غلاب»

ومضات من «سيرة الحب» فى حياة «ثومة»: «هوّه صحيح الهوى غلاب»

أخفت السيدة أم كلثوم الجانب الشخصى من حياتها بعيداً عن الأضواء قدر استطاعتها، واحتفظت بشخصية الفلاحة بمكنون أعماقها، حتى آخر أيام حياتها، بينما لم يتمكن الذين أحبوها من إخفاء مشاعرهم نحوها وأعلنوها صراحة للجميع.

ولعل البدايات المعروفة كانت أم كلثوم مخطوبة للملحن محمود الشريف فى 1946 كما كان منشوراً على صفحات «أخبار اليوم»، لكن تدخلت قوى من القصر للحيلولة دون إتمام الزواج، كما أن هناك إشارة إلى أن الكاتب الكبير مصطفى أمين ربما لعب دوراً أيضاً للغرض نفسه، وعلى هذا فلم تتم الزيجة، والسبب كما قيل وقتها أن أحد الأشخاص ممن يحب الفنانة الراحلة كانت له يد فى ذلك.

نهاية مشروع الارتباط أثر على محمود الشريف ومسيرته الفنية، فلم تفكر أم كلثوم فى الغناء له بعد، لأنها كانت لا تحب أن يتناول الناس حديث الارتباط الذى كان بينهما، سجيتها كفلاحة تحكمت فى حياتها الاجتماعية، فكانت متحفظة بخصوص كل ما يمس شئونها الخاصة، فعندما كان سعد الدين وهبة يكتب مذكراتها فى فيلم «ثومة» من إخراج يوسف شاهين، اشترطت وقتها ألا يتم الاقتراب من حياتها العاطفية، وقالت إنها منطقة محرمة، لدرجة أن ثروت عكاشة، وزير الثقافة، حاول وقتها أن يتدخل إلا أنها رفضت.

أحد المواقف المذكورة للسيدة الراحلة بعد نهاية ارتباطها بـ«الشريف» أن الأخير كان أعد لحن أغنية «شمس الأصيل»، وكتبت أم كلثوم كلماتها بخط يدها وأرسلتها له، وبعد انفصالهما ألقى «الشريف» الشريط المسجل عليه اللحن من الطابق التاسع بعمارة ستراند، حيث كان يقطن، فكان معروفاً بعنف مشاعره. المعلن فى هذا الشأن، أن الخطوبة الرسمية بين أم كلثوم و«الشريف» استمرت نحو أسبوعين، بعد قصة حب ربما تعود لسنة 1936. وفى مطلع الخمسينات عام 1954، تزوجت أم كلثوم الطبيب حسن الحفناوى، وكان محمود الشريف من عرّفه عليها. ويقول الناقد الفنى طارق الشناوى: «مشاعر حب أحمد رامى ومحمد القصبجى تجاه أم كلثوم كانت من طرف واحد، فهى لم تكن تبادلهما هذا الشعور، وجدير بالذكر أن العملاقين الكبيرين غضبا عندما تقدم (الشريف) لخطبتها». وتابع: «يخطر فى الأذهان كواليس علاقة القصبجى بـ«الست»، فبعد شدوها لأغنية (رق الحبيب) عرض عليها بعض الألحان ورفضتها أم كلثوم، وكان القصبجى موجوداً حينها فى الغربة، فاعتبر البعض أن هذا نوع من إنكار الجميل، فما كانت أم كلثوم لتفعل ذلك مع أحد أهم الملحنين فى العالم بأسره».

من جانبها، قالت الكاتبة الصحفية صفية مصطفى أمين، ابنة الكاتب الكبير مصطفى أمين، إن والدها لم يتحدث طوال حياته بشأن علاقة زواج بينه وبين أم كلثوم». وأضافت: «لم تحدث علاقة زواج بينهما، لكن أنا على يقين من أن أم كلثوم ومصطفى أمين جمعتهما صداقة قوية». واستطردت: «عُرف عن أم كلثوم أنها تقف إلى جوار أصدقائها وتساندهم، وظهرت هذه العلاقة بشكل واضح فى أمرين؛ أولهما عند تأسيس صحيفة أخبار اليوم، وقتها أقرضت مصطفى وعلى أمين مبلغاً مالياً، قيل إنه 500 جنيه أو 5 آلاف جنيه، عام 1944». وتابعت: «الموقف الثانى هو وقف حبس مصطفى أمين لمدة 9 سنوات بسبب تهمة ملفقة، اصطحبت أم كلثوم والدتى وشقيقتى وأنا، إلى السيدة جيهان السادات، حرم الرئيس آنذاك للوساطة للإفراج عن والدى». وتابعت: «لم يطلق سراح والدى وقتها، لكن حدث ذلك بعد نحو عامين، حيث تم إعادة التحقيق وأُفرج عنه، وخلال تلك الفترة كانت أم كلثوم تدافع عنه، كما أنها أرسلت له مبلغاً مالياً فى السجن، ورفضت أن تسترده منه، فهى لم تكن تزوره فى محبسه، لكن كانت تبعث برسائل إليه، وكثيراً ما كانت تحدث جمال عبدالناصر عنه، لأنها كانت مؤمنة بوطنية مصطفى أمين».


مواضيع متعلقة