استقبال الحسين الجامعى.. اعتداءات متكررة والمرضى هم الضحايا

كتب: عبدالوهاب عليوة

استقبال الحسين الجامعى.. اعتداءات متكررة والمرضى هم الضحايا

استقبال الحسين الجامعى.. اعتداءات متكررة والمرضى هم الضحايا

تقف سيارة الإسعاف أمام باب مستشفى الحسين الجامعى، تنزل منها سيدة ثلاثينية تتشح بالسواد، تحاول مع مسعف وسائق الإسعاف نقل جسد والدتها المتعب والمريض الذى يئن ألما، محاولة طمأنتها بأن تتحمل «شوية» حتى تدخل للطبيب الذى تتوقع أن يسكن جسدها المثقل بالألم، يصدمها صوت يخرج من خلف قضبان الباب الحديدى المكبل بالسلاسل لأحد أفراد الأمن «الاستقبال مقفول»، تسبقها دموعها قائلة «كل مانروح مستشفى يحولونا على مستشفى تانية، الست هتموت مننا»، تصمت لبرهة ثم يرتفع صوتها «حسبى الله ونعم الوكيل». السيدة الثلاثينية «نادية» إحدى عشرات الحالات المرضية التى تستنجد يوميا بالمستشفى الذى أغلق بابه أمام المرضى، كرد فعل للاعتداءات المتكررة على طاقمه الطبى والإدارى من قبل أهالى المرضى، أسفرت بعض هذه الاعتداءات عن وقوع مصابين من الممرضات والأطباء وأفراد الطاقم الأمنى، رغم وعود رئاسة الجمهورية بتأمين 100 مستشفى بعد حادث الاعتداء الأخير على مستشفى قصر العينى، لم يمر سوى خمسة أيام وتكرر الاعتداء على مستشفى الحسين الجامعى. أغلق مستشفى الحسين قسم «الاستقبال والطوارئ» نهاية الشهر الماضى بسبب تعرض اثنين من الأطباء لاعتداء بالضرب من ثلاثة أشقاء لإجبارهما على الكشف على والدهم المريض، رافضين انتظار دورهم فى الكشف، وقامت إدارة المستشفى بمخاطبة جامعة الأزهر التى يتبع لها المستشفى وكذلك نقابة الأطباء التى قامت بدورها بإخطار وزارة الداخلية والقوات المسلحة، كان رد الفعل إرسال قسم شرطة الجمالية أمين شرطة واحدا فقط، وكذلك أرسلت القوات المسلحة فردا آخر «شرطة عسكرية» اختفى بعد يومين كما يقول محمد عبدالعظيم مدير الأمن بالمستشفى قائلا: قبل أن ينتهى الأسبوع تكرر الاعتداء على الأطباء مرة أخرى، وتم غلق القسم مرة أخرى منذ 15 يوما ولم يفتح حتى الآن. المشكلة كما يلخصها طبيب الامتياز أيمن سالم أن أهل المريض يريدون قيام الأطباء بمعالجته بمجرد دخوله إلى المستشفى دون مراعاة لظروف المرضى الموجودين قبلهم أو بعض الحالات المرضية التى تحتاج إلى تدخل سريع من الأطباء حفاظا على حياة المريض، هذا بخلاف الضغط الكبير المستمر على المستشفيات مقارنة بالإمكانيات المتوافرة، مضيفا أن أهالى المرضى يلجأون إلى التعامل مع الأطباء بعنف وأحيانا يصل إلى تهديدهم بالسلاح أو الضرب حتى يخضعوا إلى رغبتهم فى الكشف على مريضهم. «سالم» يؤكد أن اعتداءات أهالى المرضى ليست وليدة اليوم وإنما بدأت تتكرر بعد الثورة حتى وصلت إلى الاعتداء اليومى على الأطباء وطاقم التمريض، فى ظل الغياب الأمنى لوزارة الداخلية التى فقدت سيطرتها على الشارع، وهو ما شجع المواطنين على استخدام القوة للحصول على مايريدون. الوقوف عشر دقائق أمام باب المستشفى كفيل بمعرفة حجم التوتر بين أفراد الأمن والمرضى وذويهم المترددين على المستشفى سواء للكشف أو لزيارة مريض فبمعدل كل 15 دقيقة يحدث صدام بين أفراد الأمن وأهالى المرضى كما يقول «سامح» أحد أفراد الأمن بمستشفى الحسين الجامعى كل مريض يأتى معه عدد من أقاربه وأصدقائه يريدون الدخول معه، وبمجرد أن تطلب منهم أن يدخل واحد أو اثنان فقط مع المريض، يعترضون على ذلك، ترتفع أصوات بعضهم من أجل الدخول مع المريض، وإذا لم نستجب لهم يحاولون الدخول بالقوة وهنا يبدأ الصدام من أجل منعهم من الدخول، قائلا هذا الموقف من الممكن أن يتكرر أكثر من 5 مرات فى اليوم الواحد. ويقول أحد الأطباء العاملين بقسم الطوارئ إن المستشفى يستقبل الكثير من الحوادث اليومية سواء من نفق الأزهر للسيارات الذى يشهد يوميا أكثر من حادثة مابين إصابات طفيفة وحالات خطيرة، وكذلك حوادث طريق صلاح سالم، بالإضافة إلى أنه المستشفى الوحيد فى المنطقة ويستقبل مرضى من بعض المحافظات الأخرى.