عفيفي: المعركة تجاه الجماعات الإرهابية لا تحسمها أجهزة الأمن فقط

كتب: سعيد حجازي و عبد الوهاب عيسى

عفيفي: المعركة تجاه الجماعات الإرهابية لا تحسمها أجهزة الأمن فقط

عفيفي: المعركة تجاه الجماعات الإرهابية لا تحسمها أجهزة الأمن فقط

قال الأمينَ العام لمجمع البحوث الإسلامية دكتور محيي الدين عفيفي، خلال مؤتمر التصدي للعنف بالعاصمة الإيطاليا روما، إن الجرائم التي تهدد السلم العالمي، وترتكبها جماعات التكفير والإرهاب تعمل على استغلال الدين، لذلك أطلقت على نفسها «الدولة الإسلامية» أو «الخلافة الإسلامية»، أو غير ذلك من الأسماء والعناوين مثل «داعش» وغيرها، لمحاولة تصدير صورة إسلامهم الجديد المغشوش باعتباره دينًا جاء للناس بالذبح وقطع رأس من يخالفه، أو تهجيره من دياره.

وأكد عفيفي أن المعركة تجاه تلك الجماعات لا تحسمها أجهزة الأمن وحدها، ولكن لا بد من أن تكون المعركة بالفكر أولاً، لتصحيح المفاهيم المغلوطة، وبيان سماحة وإنسانية الإسلام.

وأضاف عفيفي، خلال مؤتمر بعنوان "التصدي للعنف"، أن سبب انحراف الشباب هو الجهل الديني، حيث لا يوجد لديهم من المؤهلات العلمية والثقافية لمعرفة الإسلام إلا الحماس، وردود الأفعال الطائشة الحادة، فكان التكفير هو الصيغة المثلى والأسرع للتعبير عن واقعهم المرير، ومن هنا لم تكن أحكامهم أو تصوراتهم نابعة من فقه سديد، أو فكر رشيدٍ، وظهرت مفاهيم ونظريات منحرفة عن صحيح الدين، وازداد الخطر عندما قام المنظرون لتلك التيارات بالاستدلال بالنصوص الشرعية في غير موضعها فظهر فكر التكفير، وقامت التنظيمات المتطرفة بتطبيق ذلك، واستقطاب الشباب وتجنيدهم عبر المواقع الإلكترونية، وطرح مفاهيم وقضايا مثل: التكفير، وقضية الحاكمية، وقضية الجاهلية، وحتمية الصدام، ومفهوم الجهاد، ومفهوم الخلافة، والدولة الإسلامية، ومفهوم التمكين، ودار الإسلام ودار الحرب، وتعد الأمور من المشتركات بين التنظيمات الإرهابية.

وأشار إلى أن الإرهاب معروف وموجود في العالم كله تقريبًا، وله منظمات وجماعات تتلون في كل بلد بما يناسبها، وهناك من يقول إن «الإرهاب» أصبح سلاحًا دوليًا وعنصرًا ضاغطًا على القرار، وهذا هو هدفه الحقيقي غير المعلن، وهناك من يرى أن الإرهاب أصبح في هذا العصر بديلاً عن الحروب التقليدية، وأن الذين يحركون جماعاته من بعيد يسعون إلى تحقيق غايات كانت تحققها الجيوش في العصور الماضية، ولكن اختلاف الظروف العالمية جعلت الإرهاب الآن ظاهرة عالمية أن للإرهاب أقنعة أخرى غير دينية لأن لعبة الدين لا تصلح فيه أحلامها.

وتابع عفيفي قائلاً: ومن ثم فإن البعض يتعمد خلط مفهوم التدين بمفهوم استخدام الدين واستغلاله لغير ما أنزله الله له، ولأن فئات من الشباب في مرحلة من مراحل العمر تشعر برغبتها في الانضمام إلى جماعة ما، وتشعر في انتمائها لها بالأمان، والاستقرار النفسي، وبأن معهم قوة، ولهم تأثير ووجود، ويبحثون عنهم، ويساعدونهم في الضائقة، ويسهلون لهم حل مشاكلهم المالية، وتكون البداية باعتناق أفكارها، وقبول تكفير وقتل الآخر، وسلب ماله وانتهاك عرضه.

وأوضح عفيفي بأن الإرهاب معروف وموجود في العالم كله تقريبًا، وله منظمات وجماعات تتلون في كل بلد بما يناسبها.

وهناك من يقول إن «الإرهاب» أصبح سلاحًا دوليًا وعنصرًا ضاغطًا على القرار، وهو هدفه الحقيقي غير المعلن، وهناك من يرى أن الإرهاب أصبح في هذا العصر بديلاً عن الحروب التقليدية، وأن الذين يحركون جماعاته من بعيد يسعون إلى تحقيق غايات كانت تحققها الجيوش في العصور الماضية، لكن اختلاف الظروف العالمية جعلت الإرهاب الآن ظاهرة عالمية.

وأشار عفيفي إلى أن للإرهاب أقنعة أخرى غير دينية؛ لأن لعبة الدين لا تصلح فيه أحلامها.

وأرجع عفيفي أيضا سبب وقوع البعض في شباك تلك الجماعات، إلى تهميش الشعوب الفقيرة واستغلال ظروفها ومحاولات استغلال ثروات بعض الدول من أبرز أسباب التطرف والإرهاب، بسبب ظلم الدول الغنية، الأمر الذي أدى إلى إفقار الشعوب وانتشار الجهل والمرض.

وأكد عفيفي أنه ليس من الإنصاف ولا من المقبول أنْ نحاكم الأديان بإرهاب بعض المجرمين المنتسبين لها، لسبب منطقي، غاية في البساطة هو أن تعاليم الأديان هي أول من يتبرأ من هؤلاء المجرمين، ومن جرائمهم البشعة اللاإنسانية، وإذا كنا نحن المسلمين لا نجرؤ على إدانة الدينين: اليهودي والمسيحي بسبب ما ارتكبته فئات من اتباعهما ضد المسلمين، من قتل وتشريد وعدوان ـ قديمًا وحديثًا ـ فلماذا يتحمل الإسلام مسؤولية قلة خارجة عن تعاليمه؟، ولماذا هذه السمعة الرديئة التي انتشرت وانتهت إلى ظاهرة «الإسلاموفوبيا» التي عملت على تغذية الصراع الحضاري بين الشرق والغرب.

 


مواضيع متعلقة