منظمة أمريكية: "بنتاجون" تتكتم على تنامي نفوذ طالبان في أفغانستان

كتب: أ ف ب

منظمة أمريكية: "بنتاجون" تتكتم على تنامي نفوذ طالبان في أفغانستان

منظمة أمريكية: "بنتاجون" تتكتم على تنامي نفوذ طالبان في أفغانستان

بينما تخوض الولايات المتحدة أطول حرب في تاريخها في أفغانستان، تفضل وزارة الدفاع الأمريكية (بنتاجون)، التكتم على تنامي رقعة الأراضي التي تسيطر عليها حركة طالبان التي تواجهها منذ أكثر من 16 عاما.

وكشفت الهيئة العامة المكلفة متابعة العملية الأمريكية في أفغانستان "سيجار"، اليوم، أنّ وزارة الدفاع منعتها في إجراء غير مسبوق، من نشر عدد الأقاليم التي يسيطر عليها المتمردون ونسبة السكان الأفغان الخاضعين لهم.

وكانت الحكومة الأمريكية تنشر سابقا هذه الأرقام، للإشارة إلى المناطق التي سيطرت عليها القوات الأفغانية، وتنامي سلطة حكومة كابول المركزية التي تتلقى مساعدات بمليارات الدولارات. وأوضحت هيئة "سيجار"، أنّ طلب عدم النشر أربكها، علما بأن تقاريرها غالبا ما تتضمن انتقادات.

- تطور مربك -

وصف جون سوبكو المراقب العام في تقرير "سيجار" الفصلي، هذا التطور بأنّه "مربك لعدة أسباب، أهمها أنّها المرة الأولى التي تتلقى الهيئة الأمر بعدم نشر معلومات مصنفة "غير سرية"، وموجهة إلى المكلفين الأمريكيين.

وتؤكد وزارة الدفاع الأمريكية، أنّها لم تطلب عدم النشر، وإنما طلبته قوة حلف شمال الأطلسي التي لا تزال منتشرة في أفغانستان، ويقودها جنرال أمريكي، ويضطلع جنود أمريكيون بجزء كبير من مهامها.

وقال المتحدث باسم "بنتاجون"، مايك آندروز، إنّه "في هذه الحالة تحديدا، فإن مهمة الدعم الحازم التابعة لحلف شمال الأطلسي، هي التي قررت الحجب وفرض قيود على نشر هذه المعلومات على الملأ".

وطلب البنتاجون من "سيجار" كذلك، ولأول مرة منذ 2009، الامتناع عن نشر عدد القتلى والجرحى في صفوف قوات الأمن الأفغانية. وعندما يقرر البنتاجون عدم نشر هذه الأرقام، فهذا يعني أن الأمور لا تسير نحو الأفضل.

وكتب جون سوبكو، أن عدد الأقاليم التي تسيطر عليها الحكومة أو تقع ضمن نفوذها، انخفض منذ أن بدأت "سيجار" نشر الأرقام إلى مستوى غير مسبوق، في حين ارتفع عدد الأقاليم التي باتت تسيطر عليها الحركات المتمردة، "وهو أمر ليس من شأنه سوى مفاقمة القلق الذي يثيره حجب الأرقام وعدم طرحها للنقاش العام".

ورغم إعلان الرئيس دونالد ترامب، استراتيجية جديدة لا تختلف بتاتا عن استراتيجية سلفه باراك أوباما، يبدو أن حركة طالبان وبصورة متزايدة الفرع الأفغاني في "داعش" الإرهابي، يمتلكان زمام المبادرة ميدانيا.

- لا حوار مع طالبان -

يضاف إلى ذلك الخسائر الجسيمة التي منيت بها القوات الحكومية من الشرطة أو الجيش، والفساد الذي يضعف معنويات العسكريين، ويتسبب بالعديد من حالات الفرار.

هذا عدا عن تضاعف الاعتداءات خلال الأشهر الماضية، لا سيما في كابول التي تبدو مثل قلعة محصنة مع الحواجز الأمنية وجدران الأسمنت، للوقاية من التفجيرات وانتشار أعداد كبيرة من قوات الأمن بها.

ورغم كل هذه التعزيزات، نجحت طالبان السبت في تنفيذ اعتداء أوقع أكثر من 100 قتيل في قلب العاصمة بسيارة إسعاف مفخخة، بعد أيام من الهجوم على فندق إنتركونتيننتال الذي قتل فيه 4 أمريكيين، والهجوم الذي استهدف منظمة "سيف ذا تشلدرن" في جلال آباد، في شرق البلاد.

والإثنين، قتل 11 جنديا على الأقل في اعتداء تبناه تنظيم "داعش" الإرهابي، على أكاديمية مارشال فهيم العسكرية في كابول. وبعد مجزرة السبت، أعلن الرئيس دونالد ترامب استبعاد أي حوار مع طالبان في هذه المرحلة.

وقال ترامب خلال اجتماع في البيت الأبيض بحضور سفراء الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي: "لا أعتقد أننا مستعدون للتحادث في هذه المرحلة، إنّهم يقتلون الأبرياء في كل مكان، ويفجرون عبوات ناسفة بين الأطفال والأهالي، ويعملون قتلا في جميع أنحاء أفغانستان". وتابع: "لا نريد التحاور مع طالبان. قد يحين الوقت المناسب لكنه سيستغرق وقتا طويلا".


مواضيع متعلقة