"واشنطن بوست": إضراب عمال المحلة اختبار مبكر للرئيس مرسي

كتب: محمد البلاسي

 "واشنطن بوست": إضراب عمال المحلة اختبار مبكر للرئيس مرسي

"واشنطن بوست": إضراب عمال المحلة اختبار مبكر للرئيس مرسي

الاختبار المبكر للرئيس محمد مرسي، كما تقول "واشنطن بوست" الأمريكية، هو كيفية التعامل مع إضراب عشرات الآلاف من عمال الغزل والنسيج في المحلة، للأسبوع الثاني على التوالي، فالمدينة التي وضعت بذور الثورة ضد حسني مبارك تغلي من جديد، وهذا الإضراب يبرز أهمية التحديات الاقتصادية التي تواجه الرئيس المصري الجديد. ونقلت الصحيفة عن خبير في التنمية البشرية قوله، "إن التحدي الأكبر لمرسي هو تحقيق المطالب المتزايدة من المصريين، والتي لا تقتصر على استعادة الأمن، وإنما تمتد إلى وقف تدهور الاقتصاد، فقد تضرر الاقتصاد منذ قيام الثورة وتفتقر الحكومة إلى الإيرادات، لكنها لا تستطيع فرض ضرائب أعلى على المواطنين، وتجد نفسها في وضع حرج للغاية". وقال سايمون وليامز رئيس قطاع الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في بنك "HSBC" للصحيفة "إن مصر تنفق نحو 10% من دخلها القومي على دعم الغذاء والوقود، وهو عبء لا تستطيع تحمله، كما أن إعادة الانضباط للقطاعات المالية صعب للغاية، وتنفيذ الإصلاحات الاقتصادية سيكون صعبا أيضا في ظل بيئة مشحونة سياسيا، و18 شهرا من التدهور الاقتصادي، وبالتالي يزداد التحدي أمام مرسي تعقيدا من أجل إعادة تنشيط الاقتصاد وخلق الظروف الاقتصادية المطلوبة للبدء في تحقيق توقعات شرائح كبيرة من الشعب". وأشارت الصحيفة إلى أن "الرئيس قد وعد بالتحرك السريع لدعم الاقتصاد المصري، لكنه بدأ معركة مع العسكر حول النفوذ، ويحذر خبراء الاقتصاد من أن ضبابية آلية اتخاذ القرار في مصر ستكون سببا في تأخير قروض صندوق النقد الدولي لمصر، ويرى مدير لمركز دراسات اقتصادية أن تأخر مرسي في تشكيل حكومة جديدة قد سبب خيبة أمل لكل من رجال الاعمال والناخبين". وأشارت الصحيفة إلى أن "عمال غزل المحلة يناشدون مرسي التدخل السريع، ويلقي بعضهم اللوم على مرسي لعدم اتخاذه أي قرار بشأنهم، بينما يرى آخرون أن الإضراب يهدف إلى تحسين ظروف العمل ولا يجب استغلاله سياسيا، وحذر محام وناشط حقوقي من أن مرسي إذا استمر في التركيز على صراعه مع العسكر سيزداد الوضع سوءا فالشعب يتوقع الكثير خلال الـ100 يوم الأولى".