ترامب.. مسمار جديد فى نعش العلاقات الأطلسية
- الاتحاد الأوروبى
- الاتفاق النووى الإيرانى
- الحل السياسى
- العام المقبل
- القارة العجوز
- القدس الشرقية
- الملف الإيرانى
- أردن
- أزمات
- أزمة
- الاتحاد الأوروبى
- الاتفاق النووى الإيرانى
- الحل السياسى
- العام المقبل
- القارة العجوز
- القدس الشرقية
- الملف الإيرانى
- أردن
- أزمات
- أزمة
يُخطئ من يعتقد أن العلاقات الأطلسية (الأمريكية- الأوروبية) سمن وعسل مصفى، فهذه العلاقات مأزومة منذ وصول ترامب إلى السلطة، فالتحالف الذى كان بين واشنطن ومعظم العواصم الأوروبية لم يعد بالصيغة التى عبرت عنها مادلين أولبرايت قديماً -وهى جمهورية كما يعرف الجميع- عندما قالت: فى الأمور العادية تلجأ واشنطن للحلفاء فى أوروبا لكن فى وقت الأزمات تتصرف واشنطن بمفردها.
الحق أن هذا الأمر كان مستساغاً فى الزمن الماضى لكن مع ميركل فى ألمانيا وماكرون فى باريس لم يعد الأمر بهذه السهولة فهناك قضايا عالقة بين أمريكا وأوروبا ولم يعد يُجدى القول بأن الحلفاء مستعدون لموافقة أمريكا على كل شىء. وأكبر خطأ هو الاقتناع بأن القارة العجوز (الأوروبية) ليست إلا قرية تابعة للولايات المتحدة، فأزمة الملف الإيرانى النووى تحمل بذور الخلاف بين ضفتى الأطلسى فـ«أمريكا ترامب» ترى ضرورة الانسحاب من هذا الاتفاق وتطلب من دول أوروبا أن تحذو حذوها.
وللإنصاف يجب أن نذكر أن أوروبا لم تستمع إلى واشنطن وعبرت على لسان ماكرون فى فرنسا عن أن هذا الاتفاق النووى الإيرانى الغربى تم توقيعه بين طهران من ناحية ودول «5+1» من ناحية أخرى، ثم إنه أفضل صيغة للتعامل مع إيران فى الوقت الراهن، ولا بد من التعامل معها بمعزل عنه ولا يجب خلط الأمور فقضية الصواريخ البالستية يمكن مناقشتها مع إيران بعيداً عن الاتفاق النووى الذى ظل الغرب خمسة عشر عاماً يتفاوض سراً بسببه، ولا ننسى أنه فى صبيحة الإعلان عن هذا الاتفاق زار وزير خارجية فرنسا طهران وعقد صفقات تجارية معها، إذن أعلنت أوروبا أنها لن تسير معصوبة العينين وراء واشنطن وهو ما يعنى أن التحالف الأطلسى (الأمريكى-الأوروبى) لم يعد صمام أمان للعلاقات بين الجانبين وإنما هناك مصالح أوروبية لا بد أن توضع فى الاعتبار.
ثم هناك مشكلة القدس وإعلان ترامب اعتبارها كمدينة عاصمة لإسرائيل، وقد رفضت أوروبا هذا الإجراء وأكد الاتحاد الأوروبى أن هناك مرجعيات للأمم المتحدة لا بد من العودة إليها، منها أن الحل السياسى بين إسرائيل والفلسطينيين يكمن فى قيام الدولتين واعتبار القدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين.
الغريب أن ترامب لم يراعِ هذا كله إنما أعطى ما لا يملك لمن لا يستحق، وجاء مايك بنس فى زيارة (تحصيل حاصل)، التى قام بها إلى مصر والأردن وإسرائيل، وأكد ما قاله ترامب، مشيراً إلى أن القدس ستكون عاصمة لإسرائيل فى العام المقبل.
أريد أن أقول إن العلاقات الأطلسية لم تعد كما كانت وهناك تحفظات أوروبية كثيرة على ترامب الذى تدور الشبهات حول قواه العقلية والذى خسرت أمريكا فى عهده دور الوسيط فى عملية السلام بانحيازه لإسرائيل، وتسبب فى إحداث انتفاضة فلسطينية بدأت ولم تنتهِ إلا إذا تخلى عن قراره المشؤوم.