أهالى الصيادين ضحايا مركب «الحج نصر» الغارق أمام سواحل ليبيا: «عاوزين أولادنا أحياء أو أموات»

أهالى الصيادين ضحايا مركب «الحج نصر» الغارق أمام سواحل ليبيا: «عاوزين أولادنا أحياء أو أموات»
- أمام سواحل ليبيا
- أهالى الصيادين
- أهالى القرية
- إلقاء القبض
- الأب المكلوم
- الأمطار الغزيرة
- الاستزراع السمكى
- البحرية الليبية
- السواحل الليبية
- القبض عليهم
- أمام سواحل ليبيا
- أهالى الصيادين
- أهالى القرية
- إلقاء القبض
- الأب المكلوم
- الأمطار الغزيرة
- الاستزراع السمكى
- البحرية الليبية
- السواحل الليبية
- القبض عليهم
على مدار عدة سنوات اشتهرت قرية «برج مغيزل»، التابعة لمركز مطوبس بمحافظة كفر الشيخ، بأنها «بوابة» للهجرة غير الشرعية، عبر العشرات من قوارب الصيد التى يمتلكها أهالى القرية، إلا أن هذا النوع من الرحلات توقف مع إنشاء مشروع الاستزراع السمكى بمنطقة «بركة غليون»، إلا أن الحزن عاد ليخيم على القرية من جديد، بعدما استيقظ سكانها على كارثة جديدة، بغرق قارب «الحج نصر»، وعلى متنه 15 صياداً من أبنائها، أمام السواحل الليبية، تم إنقاذ 5 منهم، بينما أصبح الـ10 الباقون فى عداد المفقودين.
بمجرد أن وصلت «الوطن» إلى مدخل القرية، شاهدنا عشرات الشبان يجلسون على المقاهى، بينما جلست بعض النساء أمام منازلهن، داخل شوارع ضيقة، يملأها الطين، نتيجة الأمطار الغزيرة التى سقطت عليها قبل ساعات، وبادرنا عدد منهن بصوت خافت: «أولادنا استغاثوا بينا لإنقاذهم من الغرق، لكن مفيش حد اتحرك فى الوقت المناسب، حتى اللى نجوا منهم مانعرفش عنهم حاجة». داخل أحد منازل القرية المنكوبة، يرقد «حسن محمد السمار»، 45 سنة، لا يقدر على الحركة بعد أن علم بالكارثة، حيث كان أكبر أبنائه، ويبلغ من العمر 17 عاماً، على متن القارب الغارق، قال بصوت تملأه الحسرة: «محمد ترك المدرسة واشتغل فى الصيد علشان يصرف على علاجى وينفق على بقية إخوته»، وكشف عن أن ابنه اتصل به قبل أيام من غرق المركب، حيث أبلغه بأنه تم إلقاء القبض عليهم من قبل أحد لنشات البحرية الليبية، وعليهم أن يسددوا غرامة 480 ألف جنيه، للإفراج عنهم.
{long_qoute_1}
وأضاف آخر من أهالى القرية، أحد أبنائه من المفقودين: «تواصلنا مع صاحب المركب، وأرسلنا مبلغ الغرامة، وكانوا فى طريقهم للعودة إلى المياه المصرية، ولكن بعد ساعة من الإبحار، تعطل محرك القارب، فاتصل ابنى بى مرة أخرى، يستنجد بنا للاتصال بوزارة الخارجية لإنقاذهم»، وكشف الأب المكلوم عن أنه «تم إرسال عدة استغاثات إلى وزارة الخارجية، على مدار 3 أيام، ثم انقطع الاتصال بهم، لنفاجأ فى اليوم التالى بخبر غرق المركب، وقتها عرفنا إن أولادنا ماتوا، ومفيش حد سأل فينا، ولا حد من المسئولين اتحرك لإنقاذهم». وداخل إحدى الغرف بمنزلها، جلست «ليلى محمد رشاد» ممسكة بصورة ابنها «محمد»، الذى كان على متن القارب، بينما تجمع حولها عدد من نساء القرية لمواساتها، دون أن تعرف مصير ابنها ما إذا كان حياً أم ميتاً، قالت لـ«الوطن» بصوت يعتصره الألم: «اتصل بيّا وطلب منى أدعى له، كان بيودعنى، ومن ساعتها وأنا قلبى مقبوض، قال لى إن الطقس سيئ والأمواج بترمينا كل شوية، ومش عارفين نوصل الشاطئ»، وأكدت أن كل ما تريده «عودة جثة ابنى، وأطفّى نارى برؤيته، علشان يندفن هنا جنبى، وأقدر أروح أزوره وأترحم عليه».
منزل «عبدالسلام حسن بهنسى»، 80 سنة، تحول إلى «سرادق عزاء»، حيث ارتدت النساء الملابس السوداء، بينما تجمع العشرات من أهالى القرية لمواساة الرجل فى مصابه الأليم، حيث أصيب بـ«صدمة»، بعد علمه بفقدان أحد أبنائه، ونجاة شقيقه، بالإضافة إلى فقدان شقيق زوجة ابنه الثانى، وتحدث لـ«الوطن» قائلاً: «أولادى بيجروا على أكل عيشهم، خرجوا على مركب الحج نصر فى رحلة صيد شرعية، كان من المفروض يرجعوا هذا الأسبوع، لكنهم لم يعودوا، حتى اللى نجا منهم محتارين هو فين؟»، مشيراً إلى أن هناك من أبلغهم بأنه محتجز فى أحد المستشفيات بمدينة السلوم، حيث إنه مصاب بكسر فى أحد قدميه، ويحتاج إلى عملية جراحية عاجلة.
وعن ابنه المفقود، قال «عم بهنسى»: «محمد خلص تعليمه والتحق بالقوات الخاصة فى الجيش، وبعدما أنهى الخدمة راح علشان يموت فى البحر، مماتش من الإرهاب، كان بيجهز نفسه علشان يتجوز، لكن القدر ما أمهلوش»، بينما ابنه الثانى «السيد»، الذى نجا من الغرق، متزوج ولديه ولد وبنت، ووجه هو الآخر مناشدة للرئيس السيسى قائلاً: «انظر لنا وعالج أولادنا ورجع لنا جثث الباقيين».
وكان محافظ كفر الشيخ، اللواء السيد نصر، قد أكد أن قارب «الحج نصر» كان فى رحلة صيد شرعية منذ السابع من يناير الجارى، وعلى متنه 15 صياداً، حصلوا على التصاريح اللازمة من مكتب المخابرات ببوغاز رشيد، وأن أسماءهم مسجلة لدى الجهات الرسمية، وكان من المفترض عودتهم يوم 26 يناير، إلا أن محرك القارب تعطل أثناء وجودهم فى عرض البحر، وجرفتهم الأمواج والرياح الشديدة، إلى أن اصطدم القارب ببعض الصخور، مما تسبب فى غرقه، وتمكنت البحرية الليبية من إنقاذ 5 من الصيادين، بينما اعتبر 10 آخرون فى عداد المفقودين.
صور عدد من الصيادين الذين كانوا على متن قارب الصيد الغارق قرب السواحل الليبية