مجدى صابر: رئاسة دار الأوبرا مسئولية كبيرة وأسعى للنجاح.. وهجرة الفنانين أبرز المشكلات التى نواجهها

كتب: نورهان نصرالله

مجدى صابر: رئاسة دار الأوبرا مسئولية كبيرة وأسعى للنجاح.. وهجرة الفنانين أبرز المشكلات التى نواجهها

مجدى صابر: رئاسة دار الأوبرا مسئولية كبيرة وأسعى للنجاح.. وهجرة الفنانين أبرز المشكلات التى نواجهها

مسئولية كبيرة تقع على عاتق الدكتور مجدى صابر بعد توليه إدارة دار الأوبرا المصرية، خلفاً للدكتورة إيناس عبدالدايم بعد توليها منصب وزير الثقافة، ولكنه لم يكن بعيداً عن دار الأوبرا طوال مشواره الذى بدأه كأول راقص باليه مصرى يقف على مسرح دار الأوبرا عند افتتاحها عام 1988، وحتى رئاسة البيت الفنى للموسيقى والأوبرا والباليه عام 2017، قائلاً: «أعتبر الأوبرا بيتى الأول، ولكن بخلافها عملت فى السينما والمسرح والتليفزيون، على مدار 20 عاماً صممت الاستعراضات الخاصة بمسلسل (بوجى وطمطم) مع المخرج الراحل محمود رحمى، وصممت أول حفل افتتاح للمهرجان القومى للسينما، وذلك فضلاً عن التدريس فى المعهد العالى للباليه، ورئاسة قسم تصميم وإخراج الباليه ولجنة العلاقات الثقافية».

وأشار مجدى صابر إلى أن ترؤس دار الأوبرا لم يكن أمراً متوقعاً بالنسبه له، موضحاً: «لم أتوقع قرار تعيينى رئيساً لدار الأوبرا المصرية إطلاقاً، حتى قرار تولى منصب البيت الفنى للموسيقى والأوبرا للباليه لم يكن متوقعاً بالنسبة لى، حيث تلقيت مكالمة هاتفية من الدكتورة إيناس تطلب منى الحضور إلى مكتبها بشكل ضرورى، وعندما ذهبت أبلغتنى خبر تعيينى رئيس البيت الفنى، وبالتالى لم يكن متوقعاً بالنسبة لى رئاسة الأوبرا، حيث لم يمر سوى 11 شهراً على وجودى فى منصبى، ولا أعتبر النجاح الذى حققناه فى البيت الفنى هو الدافع الوحيد لوجودى فى هذا المكان الآن، حيث إن النجاح يرجع إلى الدكتورة إيناس والإدارة المعينة لها، وأنا مجرد جزء من هذا النجاح، وجودها فى الوزارة يفيد الأوبرا باعتبارها داعماً لنا، ولديها خبرة كبيرة أستطيع استشارتها فى مشاكل أو قرارات فنية أو إدارية، فهى معلمتى».

{long_qoute_1}

وأضاف «صابر» لـ«الوطن»: «شعرت بخوف حقيقى بعد تلقى خبر رئاستى للأوبرا، وسألت نفسى وزملائى هل أستطيع أن أدير دار الأوبرا المصرية؟ كنت أرى أن المسئولية كبيرة وتتطلب شخصاً أكبر، لذلك يجب أن أضاعف مجهودى ووقتى وأفهم كل صغيرة وكبيرة، ولا يوجد أمامى حل آخر سوى النجاح، بشكل لا يقل عن النجاح الذى حققته الدكتورة إيناس عبدالدايم فى الأوبرا».

وفيما يتعلق بالخطة التى يعمل عليها رئيس دار الأوبرا، أوضح: «قدمت الدكتورة إيناس لى خدمة كبيرة، حيث انتهت من برنامج العام الحالى، ومر الثلث الأول من الموسم ويتبقى لدينا الثلثان الآخران، فيتم برمجة الموسم قبل بداية العام، ونبدأ العمل على البرنامج منذ شهر يونيو وفى شهر سبتمبر يكون برنامج العام جاهزاً تماماً، وبالتالى لدىّ فرصة على مدار الخمسة شهور أبدأ العمل على الموسم الجديد، وأخطط للبدء مبكراً، حيث أعطيت تعليمات بوضع تصور من كل مديرى الفرق للبرنامج الجديد، بجانب إجراء الاتصالات مع الفرق الأجنبية والعربية ومديرينها، ودراسة العروض المناسبة لنا، ليتم تقديمها فى العام الجديد».

وتابع: «أكبر مشكلة تواجهنا الآن هى هجرة العازفين، والراقصين، والفنانين من دار الأوبرا، لأن الدخل ضعيف مقارنة بالذى يحصلون عليه فى الخارج، الأجور أصبحت لا تستطيع سد حاجاتهم مقابل مغريات كبيرة جداً سواء فى الدول العربية أو القنوات الفضائية أو فى الاستديوهات الخاصة، والزيادة فى المرتبات تكون فى نطاق ضيق جداً، وهو أمر لاحظته منذ كنت رئيس بيت فنى، وكنت أجد كل فترة شخصاً يريد الاستقالة من الفرق، وما زلنا نعيش بنفس الإجراءات القانونية القديمة، وأعلم جيداً قيمة الفنانين فى فرقنا وأن من الصعب تعويضهم، وعندما فكرنا فى مواجهة العجز والتعاقد مع راقصين فى الخارج وجدنا أن أجورهم تتراوح بين 800 و1000 دولار، كحد أدنى، وبالطبع الميزانية لا تحتمل أجورهم، بالإضافة إلى أن الأجانب فى الفرق المصرية لا يحصلون على تلك الأجور، ولكن 400 دولار كأقصى حد، وبالتالى أضع ضمن أولوياتى الحفاظ على الثروات الفنية فى الأوبرا، ووزارة المالية لا تتأخر فى مساعدتنا، ففى الفترة الأخيرة حصلنا على دعم لمصروفات الأوبرا، وتحاول حل المشاكل التى تواجهنا، ولكنه ليس الدعم الذى أستطيع من خلاله حل أزمة عقود الفنانين، وبالتالى أحاول البحث عن حلول بعيدة عن الحكومة سواء من خلال لائحة تسويق للداعمين والرعاة، التى نبدأ فى تنفيذها، من خلال رعاية حفلات الأوبرا، أو إيجارات وبانرات تزيد من دخل الأوبرا بشكل جيد».

وفيما يتعلق بالمشاكل التى تواجه جمهور الأوبرا فى الحجز الإلكترونى، قال: «اجتمعت مع القائمين على الحجز الإلكترونى لمناقشة المشاكل التى تواجه الجمهور، ومن المقرر أن تبدأ شركة الحجز فى حل تلك المشاكل خلال أسبوعين، على أن يكون هناك 3 منافذ لبيع التذاكر؛ أونلاين، شباك تذاكر الأوبرا، بالإضافة إلى منفذ خارج الأوبرا، بالتوازى، وأتوقع أن يتم حل تلك المشاكل بنسبة 90%».

وقال الدكتور مجدى صابر: «لا توجد نية لزيادة أسعار الحفلات، فنحن مركز ثقافى تنويرى يهدف فى الأساس إلى نشر الثقافة وتقديم فنون رفيعة، ولسنا جهة ربحية تبحث عن المكسب، مع أنه من الممكن أن نحقق أرباحاً كبيرة من خلال رفع أسعار الحفلات، ولكنه ليس أمراً مطروحاً، فنحن لا نعتبر منصة لفرق دار الأوبرا فقط، بل داعمون للفرق المستقلة أيضاً، ففى هذا العام نقدم 250 حفلة بزيادة 50 حفلة عن العام الماضى لفرق مستقلة غير تابعة للبيت الفنى، ونقدم لهم المسارح، وهناك فرق نلمس نجاحها نطالبها نحن بتقديم حفلات بالأوبرا، مثل مهرجان ليالٍ رمضانية، ومهرجان القلعة، فكان هناك حرص على التنوع والدمج بين الفرق الشبابية بمختلف أنواع الفن التى تقدمها والنجوم الكبار فى حفلات المهرجان، وفى الوقت الذى يقدم فيه على المسرح الكبير أعمال فنية لها طابع خاص، باقى المسارح تتنوع فى تقديم مختلف الفنون التى تناسب ذائقة الجمهور باختلاف ثقافاته وفئاته العمرية، ونسعى خلال الفترة المقبلة إلى الاهتمام بمسارح أوبرا الإسكندرية ودمنهور بعروض متميزة على مدار الشهر».


مواضيع متعلقة