سياسته الخارجية: قرارات «فوضوية» أخطرها نقل السفارة الأمريكية إلى «القدس»

سياسته الخارجية: قرارات «فوضوية» أخطرها نقل السفارة الأمريكية إلى «القدس»
- أمن إسرائيل
- اتفاق سلام
- الأراضى السورية
- الإدارة الأمريكية
- الانتخابات الأمريكية
- البيت الأبيض
- الجامعة الأمريكية
- الخارجية الأمريكية
- الدراسات الاقتصادية
- الدول العربية
- ترامب
- الرئيس الأمريكي
- أمن إسرائيل
- اتفاق سلام
- الأراضى السورية
- الإدارة الأمريكية
- الانتخابات الأمريكية
- البيت الأبيض
- الجامعة الأمريكية
- الخارجية الأمريكية
- الدراسات الاقتصادية
- الدول العربية
- ترامب
- الرئيس الأمريكي
«منع مواطنى عدد من دول الشرق الأوسط وأفريقيا من دخول الولايات المتحدة، ووقف استقبال اللاجئين السوريين»، هكذا كان أول القرارات التى استهل بها الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب، فترته الرئاسية قبل عام من الآن، وهو القرار الذى تسبب فى اندلاع أزمة أخيرة بتعطل جزئى للحكومة الفيدرالية، إثر رفض معارضيه فى مجلس الشيوخ تمديد الموازنة، رداً على سياسته بشأن الهجرة.
وقد شهد العام الأول لـ«ترامب» العديد من القرارات التى أثارت جدلاً بين الأوساط العالمية، كان آخرها قرار نقل السفارة الأمريكية للقدس، ما يعنى إعلانها عاصمة لإسرائيل، إلا أنه أُجبر على التراجع عن بعض هذه القرارات أو تعديلها، ما يعكس «فوضوية» يعانى منها رجل البيت الأبيض، حسبما أشار الكتاب الأخير للمؤلف الأمريكى «مايكل وولف»، «نار وغضب داخل بيت ترامب الأبيض».
{long_qoute_1}
وعكست قرارات «ترامب»، الرئيس الخامس والأربعين لأمريكا، السياسية وعوده الانتخابية التى أطلقها خلال حملته ليبدأ تنفيذها حرفياً خلال عامه الأول، وبخاصة ما يتعلق بـ«الشرق الأوسط»، فكانت قنبلة إعلان «القدس عاصمة لإسرائيل»، رغم وعود «ترامب» للرئيس الفلسطينى، محمود عباس، بالتوصل لاتفاق سلام. وفى الملف السورى تحلى «ترامب» بالجرأة التى مكنته حديثاً من إعلان تشكيل قوة حدودية شمال سوريا تضم مقاتلين أكراداً، دون اكتراث لتحذيرات من أن يتسبب ذلك فى تقسيم الأراضى السورية.
وعن الكيفية التى انعكست بها سياسات الرجل الأبيض على المنطقة، أجابت الدكتورة نورهان الشيخ، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاهرة وعضو المجلس المصرى للشئون الخارجية، بأن سياسات «ترامب» خلال عامه الأول كانت كاشفة لمدى تحليه بالجرأة لإعلان قرارات فيما يتعلق بالهجرة تخالف ما تحاول أمريكا أن ترسمه من صورة حول المحافظة على الديمقراطية وحقوق الإنسان.
ولفتت «الشيخ»، فى تصريحات لـ«الوطن»، إلى أن ما ميز سياسة «ترامب» الخارجية عن سابقيه بأنه يتعامل مع السياسة الخارجية بعقلية المواطن الأمريكى وليس السياسى، بخاصة أنه رجل أعمال فى الأساس وليس خريج إحدى المؤسسات السياسية الأمريكية، إلا أن قراراته فضحت السياسة الأمريكية وكشفت وجهها الحقيقى، على حد قولها.
ووصفت «الشيخ» قرارات «ترامب» بـ«المرتكبة»، وأنها ساهمت فى إحداث تراجع كبير فى الدور الخارجى لأمريكا، بجانب استمرار بعض الإخفاقات والمشكلات داخل المجتمع الأمريكى، ومنها البطالة، ما يزيد من مشهد الاحتجاجات خلال الفترة المقبلة ضد سياسات «ترامب».
واعتبر الدكتور قدرى إسماعيل، عميد كلية الدراسات الاقتصادية والعلوم السياسية جامعة الإسكندرية، أن سياسة ترامب الخارجية وانعكاساتها على المنطقة، كانت «خسارة على منطقة الشرق الأوسط»، لافتاً إلى «عجز الرئيس الأمريكى عن تقديم أية حلول لما تعانى منه الدول العربية ما بعد الربيع العربى، بل إنه ساهم فى تعقيد المشهد باتخاذ قرارات لم يجرؤ سابقوه على اتخاذها، مثلما فعل مع قرار تهويد القدس». {left_qoute_1}
وأشار «إسماعيل» إلى أن «ترامب» يعانى من مشكلات نفسية تجعله غير متزن أو مدرك لمعنى رجل السياسة، وجعلت مجموعة مستشاريه يستطيعون تحريكه تجاه أى قرار، ما أظهر العديد من القرارات سيئة السمعة التى ارتبط بها الرئيس الأمريكى خلال العام الأول من رئاسته، والذى مثل فترة ذهبية للوبى اليهودى فى أمريكا الذى يجد ضالته فى رئيس لا يتخذ قراراته بشكل عقلانى.
وأوضح أن المصالح أصبحت المحرك الرئيسى لسياسة ترامب الخارجية تجاه الشرق الأوسط، وبخاصة فيما يتعلق بتجارة الأسلحة، ما انعكس على زياراته الأولى للمنطقة، وصفقات الأسلحة التى عقدها، والتى بلغت 120 مليار دولار، ولا يتوقع أن تأتى السياسة الخارجية الأمريكية خلال الفترة المقبلة بأى خير للمنطقة العربية.
ووصف الدكتور رائد العزاوى، أستاذ العلاقات الدولية بالجامعة الأمريكية، سياسة «ترامب» الخارجية بأنها «تتعامل بمنطق العرض والطلب»، وبخاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، ونقل القدس، التى تأسست على مبدأ «كم سيدفع الطرفان الإسرائيلى والعربى؟»، إلا أن رؤيته السياسية انعدمت فى باقى الملفات، فى ظل استمرار وجود الإرهاب، والتطرف.
وأضاف «العزاوى»، لـ«الوطن»، أن المنطقة العربية ما زالت تعانى من سياسة الرئيس السابق «باراك أوباما» فيما يتعلق بموضوع سوريا، إلا أن السياسة الأمريكية فى ملف اليمن تغيرت كلياً خلال العام الماضى عن سياسة سابقيه. ويلاحظ أن الرئيس الأمريكى الجديد لا يضع الشرق الأوسط على قمة أولويات مصالحه، بل يرى فقط أن هذه المنطقة غنية، ويجب عليه أن يأخذ منها الأموال اللازمة، ما انعكس على صفقات التسليح التى زادت توترات المنطقة.
ولفت «العزاوى» إلى أن الولايات المتحدة أصبحت تدخل فى نزاعات خارجية من أجل المكاسب، وهو ما يعبر عنه صراحة «ترامب»، ما يجعله صادقاً فى تحقيق ما وعد به من اعتبار أمن إسرائيل من أولوياته، وهو امتداد طبيعى لسيطرة اللوبى الإسرائيلى على الحياة العامة فى أمريكا، مستغلاً ضعف الشخصية السياسية لـ«ترامب»، والاستفادة من هذا الضعف فى تمرير مشروع توسيع الاستيطان، ما انعكس على قرارات «ترامب» فيما يتعلق بإعطاء الدور الأخضر للمستوطنات.
وفيما يتعلق بملف إيران النووى، أوضح «العزاوى» أن «ترامب» واللوبى الإسرائيلى لن يمنحا إيران الحق فى وجود برنامج نووى، سواء سلمى أو غير سلمى، بشكل مجانى، ما يجعل وصف الكثيرين للرئيس الأمريكى بأنه «بلطجى سياسى» أقرب للصحة، فهو يفرض على دول المنطقة إتاوات سياسية من أجل الحفاظ على مصالحه وأمن إسرائيل، وهو ما اتضح فى الضغط الأمريكى لصالح الاتفاقات والصفقات العسكرية فى الشرق الأوسط، تلك المنطقة التى تمثل لترامب «مغارة على بابا»، لافتاً إلى أن الوجود الأمريكى العسكرى بالمنطقة أصبح مرتبطاً بمبدأ «من يدفع أكثر».
ووصف الدكتور عبدالله نقراش، عميد كلية الدراسات الدولية فى الجامعة الأردنية، السياسة الأمريكية فى الشرق الأوسط خلال العام الماضى بأنها محاولة «ابتزاز» مارستها الإدارة الأمريكية بالضغط على بعض الدول العربية لتبرير سياستها بالمنطقة، التى تعكس المصالح الإسرائيلية.
وأضاف «نقراش»، لـ«الوطن»، أنه لا يوجد موقف أمريكى ناضج تجاه المنطقة، بل خرجت قرارات «ترامب» عن الاستراتيجية التقليدية للمؤسسات السياسية الأمريكية، وساهمت فى وقوع خلل فى العلاقات بين الدول.
أما فيما يتعلق بالعام الثانى من حكم «ترامب»، فيوضح «نقراش» أن الرئيس الأمريكى سيواجه العديد من الصعوبات خلال هذا العام فى ظل إخفاقاته المتتالية فى ملف الشرق الأوسط. فى حين يتوقع الدكتور نشأت الديهى، المحلل المتخصص فى السياسة الدولية، أن يكون أقل صخباً من العام الأول، الذى حاول فيه ترامب «ذبح القطة» إلا أنه تراجع فى الكثير من القرارات كالقطة. ويتوقع «الديهى» أن تزيد حدة المعارضة للرئيس الأمريكى، خاصة فيما يتعلق بالمشكلات القانونية المرتبطة بنتائج الانتخابات الأمريكية ووجود شبهة تدخل روسى فيها، ما يجعل مفاجآت العام الثانى على «ترامب» وليست منه.
ويبدى عاطف الغمرى، المحلل السياسى فى الشأن الأمريكى، تفاؤلاً بشأن تماسك السياسة الخارجية الأمريكية نظراً لاعتمادها على المؤسسية وعدم ارتباطها بشخص الرئيس. ويتوقع أن تشهد الأيام المقبلة انتصاراً لرأى الديمقراطيين فيما يتعلق بالمطالبة بحقوق الهجرة غير الشرعية، بخاصة أن المهاجرين غير الشرعيين أصبحوا يمثلون دوراً داخل المجتمع الأمريكى فى تولى وظائف لم يعد غيرهم يقوم بها على مدار وجودهم خلال السنوات الماضية، كما أن أصحاب المصالح فيما يتعلق بالهجرة غير الشرعية من المتوقع أن يمارسوا ضغوطاً على الرئيس الأمريكى خلال الفترة المقبلة.
- أمن إسرائيل
- اتفاق سلام
- الأراضى السورية
- الإدارة الأمريكية
- الانتخابات الأمريكية
- البيت الأبيض
- الجامعة الأمريكية
- الخارجية الأمريكية
- الدراسات الاقتصادية
- الدول العربية
- ترامب
- الرئيس الأمريكي
- أمن إسرائيل
- اتفاق سلام
- الأراضى السورية
- الإدارة الأمريكية
- الانتخابات الأمريكية
- البيت الأبيض
- الجامعة الأمريكية
- الخارجية الأمريكية
- الدراسات الاقتصادية
- الدول العربية
- ترامب
- الرئيس الأمريكي