بالصور| "فيروس سي" يحتل عزبتين بكفر الشيخ.. و"الوطن" تحاور الناجين

04:21 م | الجمعة 26 يناير 2018

معاناة حقيقية يعيشها 3 آلاف مواطن في عزبتي معدية رشيد والجنايدة التابعتين للوحدة المحلية للجزيرة الخضراء بمركز مطوبس في كفر الشيخ، واللتين صُنفتا ضمن القرى الأكثر إصابة بمرض فيروس "سي" بسبب تلوث مياه الري والشرب في بعض الأوقات، بالإضافة إلى الخضراوات.

احتار أهل العزبتين ما بين محافظتي كفر الشيخ والبحيرة لتلقي العلاج، فإدارياً يتبعون الأولى لكن تفصلهما عن الثانية مركباً تستغرق نحو 10 دقائق في البحر ليكونوا في مدينة رشيد، لكن القوافل الطبية وبعض الأطباء تمكنوا من عمل مسح لـ750 شخصاً من أهالي العزبتين وتبين إصابة أكثر من 200 شخص أغلبهم من السيدات، البعض منهم تلقى العلاج والآخر ما زال ينتظر.

"الوطن" التقت عدداً من الحالات للتعرف على نسب الشفاء وهل تلقوا العلاج أم لا، فأمام منزل مكون من 3 طوابق في شارع ضيق، تجلس نعمة بهنسي، 61 عاماً، تحمد الله سبحانه وتعالى لشفائها من هذا المرض: "ربنا شفاني بعد عام من المرار واللف على المستشفيات ما بين الإسكندرية والبحيرة وكفر الشيخ، اكتشفت إصابتي بالفيروس من خلال قافلة طبية أنا وأخويا وذهبنا لإجراء تحاليل في مركز كبد الإسكندرية".

{left_qoute_1}

وتضيف قائلة: "ذهبت لمستشفى رشيد مكنوش بيدوني العلاج كاملا، لكن ربنا كرمنا بطبيب من بلدنا حمل على عاتقه علاج بعض الحالات وأنا منهم، وبشكر ربنا من التعافي من هذا المرض، لكن شقيقي ما زال يتلقى العلاج، وبإذن الله يخلص الجرعات ويبقى كويس، الرئيس السيسي هو السبب في اكتشافنا الإصابة بعد القوافل، حصلنا على جزء من العلاج على نفقه الدولة، وآخر على حسابنا، وكان ضيق اليد بيمنعني من استكمال العلاج، لكن أخدت كل الجرعات".

ويتابع شقيقها أحمد البالغ من العمر 32 عاماً قائلاً "دوخنا بس في الآخر حصلنا على العلاج وأنا ما زلت أتلقاه بمستفى رشيد العام"، مشيراً إلى صعوبة الحصول عليه في السابق، لكن مع الحملات المتكررة أصبح من السهل الحصول عليه، كنا بنلف على المستشفيات في كفر الشيخ والبحيرة، لحد ما جت القوافل وعملت مسح وكنا ضمن الذين يأخذون علاجا، لكن الرقم القومي منعنا لأن محل إقامتنا في البحيرة وإحنا تبع كفر الشيخ، ولما روحنا مستشفى حميات مطوبس، وقتها مكنش العلاج متاح، لكن بنحمد ربنا وبإذن الله يكتب لنا الشفاء".

يختلف الحال كثيراً بين نعمة وبهية عيد عجلان، البالغة من العمر 72 عاماً، والتي تتجاور مع الأولى في شارع واحد، فلم يحالفها حظ العلاج حتى الآن، رغم حيرتها بين المستشفيات "أنا مش عارفة أتعالج، قدمت في مستشفى الحميات لكن ما زلت على قوائم الانتظار، ومش عارفة أروح كفر الشيخ لأن المسافة بعيدة، وعاوزه أغير بطاقتي لرشيد علشان آخد العلاج، في ناس جابتلي جرعة على حسابها لكن التانيين مش عارفة أجيبهم".

تضيف بهية: "عرفت أني مُصابة من عربية التحاليل، أجرت تحاليل فتأكدت أني مُصابة بالفيروس، عاوزاكوا تعالجوني زي نعمة ربنا شفاها وأنا منتظرة دوري، أو حد يجيبلي الجرعات".

من جانبها أكدت إيمان النحراوي، نائب رئيس مركز ومدينة مطوبس لشؤون الأسرة والسكان، أنه تبين من خلال المسح التي أجرته القوافل، أن العزبتين وتوابع الجزرة الخضراء الأكثر إصابة بالمرض، وتم علاج ما يقرب من 1000 حالة بوحدة الفيروسات الكبدية بمستشفى الحميات، وجار صرف العلاج للحالات الأخرى.