"حديقة الحيوان" في ذكرى افتتاحها الـ128.. "ولا من شاف ولا من دري"

كتب: سارة سعيد

"حديقة الحيوان" في ذكرى افتتاحها الـ128.. "ولا من شاف ولا من دري"

"حديقة الحيوان" في ذكرى افتتاحها الـ128.. "ولا من شاف ولا من دري"

في مثل هذا اليوم عام 1890، افتتحت حديقة حيوان الجيزة تحت اسم "جوهرة التاج لحدائق الحيوان في أفريقيا" كأكبر حديقة في الشرق الأوسط، وتم فتح أبوابها للجمهور في عهد الخديوي توفيق عام 1891، سنوات طويلة مضت على الحديقة التي عرفت فيما بعد بـ"حديقة حيوان الجيزة"، تبدلت أحوال وحال حيواناتها تماما، ولكن بعد المئوية.. كيف احتفلت الحديقة اليوم بذكرى افتتاحها بعد 128 عاما؟

شباك التذاكر لم يكن مزدحما كعادته في أيام الإجازات الرسمية، الأمطار تركت أثارها في طرقات الحديقة، فامتلأت ببعض المياه التي كانت تحد من طريق زوارها، الأسر وأطفالها ارتدت ملابس ثقيلة مع تحذيرات الأرصاد ببرودة الطقس وسقوط الأمطار، يقف زوار الحديقة أمام أقفاص الحيوانات يطعمونهم ويلعبون معهم ويلتقطون صورا، كأي يوم عادي تفتح فيه الحديقة أبوابها للزوار، دون أي معالم لأي مظاهر احتفالية بمرور 128 عاما على أعرق حدائق أفريقيا.

لم يلحظ العاملون بالحديقة أن في مثل هذا التاريخ تم افتتاح الحديقة التي يعملون بها لسنوات، فعند سؤال حارس حظيرة الماعز البري عن هذا المناسبة، لم يذكر سوى إنه "إجازة رسمية عشان عيد الشرطة"، أما حارس الجمل الآسيوي قال "مش عارف، بس النهاردة إجازة والجو برد والناس بتيجي برضه".

"عيد الشرطة" هو المناسبة التي احتلت أذهان العاملين بها بعيدا عن تاريخ الحديقة، وهو ما أثر بدوره على زوار الحديقة الذين لا يعلمون أي خلفية عن تاريخ افتتاحها.

"أم أحمد" اصطحبت حفيديها وابنتها في زيارتها المعتادة، "العيال بيحبوا يشوفوا الحيوانات، وبيزنوا دايما عشان نجيبهم ونيجي"، عماد حسني أيضا اصطحب زوجته وابنته منتهزا فرصة إجازته ملاحظا الاهتمام بالحيوانات والتطوير بالحديقة المستمر منذ أخر زيارة له من ثلاثة أشهر، وعن ذكرى افتتاحها قال "مش عارف، أنا مش شايف أي احتفال، بس شايف في ناس".

عبد الرحمن رشاد، شاب أتى بصحبة عائلته وأطفالها في زيارته الثانية للحديقة، يرى أن الحديقة تحتاج إلى المزيد من التنظيم والاهتمام بالحيوانات معتبرا أن الحفاظ على الحيوانات الموجودة حاليا والاهتمام بصحتها له الأولوية عن جلب حيوانات جديدة، ولكن عن ذكرى افتتاحها لا يعلم شيئا "كان المفروض الحديقة تعمل توعية بالتواريخ المهمة اللي زي دي، ويعرفوا الناس بيها، لكن إحنا عرفنا منكوا إن النهاردة مر على افتتاحها 128 سنة".

لم ترتب الحديقة بعد لأي احتفالات بمناسبة ذكرى افتتاحها، كما يقول الدكتور محمد رجائي، رئيس الإدارة المركزية لحدائق الحيوان والحفاظ على الحياة البرية، مشيرا أن الحديقة تحتفل بذكرى 127 عاما على فتح أبوابها للجمهور مارس المقبل، ولكن لم يتحدد بعد شكل الاحتفالات، التي قد تتنوع بين معارض بيع منتجات مختلفة للجمهور أو احتفالات موسيقية، قائلا "كل يوم عندنا للجمهور هو عيد، فالزوار جايين عشان يستمتعوا ويتبسطوا".

"كل أسبوع في جديد".. يتطرق الدكتور رجائي إلى خطة تطوير حديقة الحيوان، فأول أمس وصل الكنغر الأحمر من سلوفاكيا، وقبلها بشهر ونصف وصل الولابي الأبيض، وفي فترات سابقة استقبلت الحديقة الدب الروسي وزرافتين، والمها العربي الذي يقول عنه "دي كانت المرة الأولى اللي يدخل فيها المها العربي للحديقة، ورزقنا منه بولادة 3 ذكور و3 إناث"، بالإضافة إلى أنواع مختلفة من الزواحف، لتصل نسبة الزيادة إلى 40% من إجمالي عدد حيوانات الحديقة، وهو ما ساعدها في التواصل مع حدائق عالمية والحصول على عروض بالبدل.

الجانب الآخر من التطوير يتضمن تقديم خدمات للجمهور، فيقول "رجائي" إن ذلك ظهر في الحديقة من خلال إنشاء عشرات الكراسي الخشبية للزوار، و"الطفطف" الذي يستمتع به الأطفال ويساعد كبار السن في التجول داخل الحديقة، بالإضافة إلى المناطق الترفيهية وتخصيص مساحات لألعاب الأطفال والملاهي وعربات التصادم، وافتتاح قاعتين للسينما، مؤكدا انه على جانب آخر تهتم الحديقة بارتفاع منظومة خدمة النظافة والتخلص من الروائح التي كان يشتكي من الجمهور سابقا.


مواضيع متعلقة