البابا: الكنيسة هي المؤسسة المصرية "الوحيدة" التي لم تحتل عبر 20 قرنا

05:36 م | الأربعاء 24 يناير 2018

أكد البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، أن الكنيسة المصرية "وطنية"، بدأت في منتصف القرن الأول الميلادي، مشيرا إلى أن الأسكندرية هي أول مدينة نالت المسيحية، الأمر الذي جعل لقب البابا يصير "بابا الأسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية"، موضحا أن الكلمة أتت من الصعيد، "أَبَّا" أو "أَمَّا"، فتبلورت إلى الدارجة الأن، وأن اللقب استخدم في مصر أولًا، انتقل بعدها إلى روما.

وأضاف البابا، خلال افتتاحه معرض الأهرام "تاريخ الوطن"، أن الكنيسة هي المؤسسة المصرية الوحيدة عبر عشرين قرن من الزمان لم تحتل من أحد، قائلا: "الوطن احتل ولكن الكنيسة لم تحتل، فبقيت الكنيسة مصرية خالصة حاضرة في وسط مصر تؤمن بالوطن إلى أقصى درجة، وأنها من علمنا محبة الوطن وقيمة مصر".

وتابع البابا: "الكنيسة المصرية مرت بثلاثة عصور رئيسية يطلق عليها الأهرام التاريخية للمسيحية، فالهرم الأول اللاهوت، والثاني الاستشهاد، والهرم الثالث الرهبنة فمن مصر انتشرت الرهبنة والأديرة في العالم كله".

وأردف البابا: "في مصر أيضًا نشأت اللغة القبطية، التي هي تزاوج بين اللغة المصرية القديمة واللغة اليونانية، ومازالت اللغة القبطية متداولة بيننا حتى اليوم، فمثلًا كلمة شبرا تعني قرية، وشبرامنت يعني القرية الشمالية، وشبراخيت القرية الجنوبية، وكذلك كلمة "هيصة وفلافل وفوطة" كلها كلمات قبطية، ومازلنا نستخدم اللغة القبطية في صلواتنا حتي اليوم".

وأكد البابا أن رؤيته للكنيسة أنها أحد أعمدة الوطن، قائلا: "مصر على اتساعها هي معبد كبير ممتلئ بالأعمدة، مثل عمود الثقافة وعمود السينما وعمود الأزهر وكذلك الكنيسة والجيش والشرطة وهكذا، ولا يمكن أن يستغني الوطن عن أي من هذه الأعمدة، ودايما أقول أن كل دول العالم في يد الله أما مصر فهي في قلب الله، وتجد عناية خاصة من الله الساهر عليها ولذلك سميت أرض الكنانة أي أرض الأمن، ووجود الكنيسة المصرية بتاريخها وحضارتها وصلواتها شىء مميز في كل العالم، والعالم ينظر إلى كنيستنا على أنها الكنيسة الأم".

وتابع البابا: "الكنيسة المصرية كنيسة وطنية خالصة تحرس الوطن وتنظر إلى صالحه، ونتعلم منها محبة الوطن ونرى أن مصر هي جوهرة كل الدول، كل هذا تعلمناه من آبائنا الذين سبقونا، البابا كيرلس والبابا شنودة، وهكذا جيل يسلم جيل".