بالصور| قصة اختفاء رجل أعمال ظل عاريا لـ155 يوما: "فكرني بعت تماثيل أثرية"

كتب: محمود الجارحى وجيهان عبد العزيز

بالصور| قصة اختفاء رجل أعمال ظل عاريا لـ155 يوما: "فكرني بعت تماثيل أثرية"

بالصور| قصة اختفاء رجل أعمال ظل عاريا لـ155 يوما: "فكرني بعت تماثيل أثرية"

قادت المصادفة قوات الشرطة في محافظة الجيزة، عن كشف واقعة خطف واحتجاز دون وجه حق لرجل أعمال، وبحسب ما جاء في محضر الشرطة أن المجني عليه تعرض للخطف والتعذيب لمدة 155 يوما في منزل بقرية الشرفاء بمدينة الصف، جنوب محافظة الجيزة.

جريمة الخطف، طبقا لما ورد في المحضر، جرى الكشف عنها وتحرير المختطف بالصدفة، أثناء محاولة مأمورية من المباحث إلقاء القبض على عدد من الأشخاص بتهمة تجارة أسلحة نارية ومخدرات متخذين منزلا مهجور، منذ 13 عاما.

وجائت تفاصيل الواقعة، طبقا لمحضر الشرطة وتحقيقات النيابة العامة، وأقوال المجني عليه، واعترافات المتهمين كالتالي:

- عصابة تجار السلاح

حسب ما جاء في محضر الشرطة، أنه يوم السبت الماضي، وردت معلومات من مصادر سرية للضابط إسلام مسعد معاون مباحث مركز شرطة الصف، أن هناك أشخاص يترددون على منزل مهجور منذ 13 عاما ويحملون أسلحة نارية، ويدخلون المنزل في أوقات متأخرة من الليل، وجرى اتخاذ الإجراءات اللازمة وهي عبارة عن: إخطار قيادات إدارة البحث بالمديرية بالمعلومة، وتم تشكيل فريق بحث وتحر ضم 8 ضباط وأفراد شرطة تحت قيادة المقدم مروان الحسيني رئيس مباحث مركز الصف للتأكد من صحة المعلومة، والكشف عن ملابسات الواقعة.

- منزل "ألهم"

انتهت تحريات المباحث، التي تم إعدادها على مدار 72 ساعة، إلى أن المنزل يمتلكه تاجر أراضي يدعى سيد ألهم، 48 سنة، مقيم في القرية بمنزل آخر، هناك 4 أشخاص يترددون على المنزل في أوقات متأخرة من الليل.

- رجل عاري

عرض المقدم مروان الحسيني رئيس مباحث مركز الصف، تلك التحريات على اللواء إبراهيم الديب مدير الإدارة العامة للمباحث، وعقب ذلك أمر بإعداد مأمورية مكبرة لضبط المتهمين، بعد أن جرى استئذان النيابة العامة، تحسبا لوقوع اشتباكات بين الطرفين تؤدي إلى وقوع خسائر من الطرفين، وأرسلت مباحث مركز الصف محضر للنيابة احتوي على أنه "هناك تشكيل عصابي يتاجر في الأسلحة النارية يتخذ منزلا مهجورا في قرية الشرفاء مخزنا لتخزين الأسلحة النارية"، ووافقت النيابة العامة بمداهمة المنزل.

وحسبما جاء في محضر الشرطة، أن مأمورية تحركت إلى المنزل في تمام الساعة الخامسة فجر أمس، لمداهمة المنزل، واقتحمت القوات المنزل المكون من طابق واحد ويقع على مساحة 220 مترا محيط بجنينة مساحتها 20 مترا، وعبارة عن 3 غرف وحمام ومطبخ، وضبطت القوات 4 متهمين بحوزته أسلحة نارية ومخدرات، وداخل إحدى غرف المنزل رجل عاريا يبدو على جسده آثار تعذيب بالكهرباء والسجائر، كما ورد في معاينة النيابة.

- 3 تماثيل أثرية

155 يوما هي المدة الزمنية التي تم احتجازها للضحية من قبل المتهمين، طبقا لما ورد في محضر الشرطة، وأضاف محضر الشرطة أن الجريمة تمت بسبب خلافات بين المتهمين والمجني عليه على صفقة بيع 3 تماثيل أثرية قيمتها 300 مليون يورو، الجهات الأمنية ناقشت المتهمين فيما نسب إليها من اتهامات عبارة عن خطف بدون وجه حق، وتعذيب للمجني عليه، وإحالتهم للجهات التحقيق.

 

 

                            المجنى عليه

 

- رغيف عيش وقرص طعمية

وعن سر اختفاء رجل الأعمال لمدة 5 أشهر، يقول المجني عليه، لـ"الوطن": "كنت بنام عريان، وباكل رغيف عيش كل يوم ومرة رغيف وقرص طعمية، وفضلت عايش طول الفترة دي على رغيف العيش".

وواصل المجني عليه، "عماد الدين. ع"، 55 سنة، تاجر سيارات مقيم في منطقة حلوان جنوب محافظة القاهرة، حديثه عن احتجازه و"خطفه"، لمدة 155 يوما، على يد لواء شرطة سابق و9 متهمين آخرين منهم 4 جرى ضبطهم، على حد وصفه، قائلا: "أنا شفت الموت بعيني أكتر من مليون مرة، كل يوم كان اللواء يجي يشرف على التعذيب بتاعي ويطفئ السجائر في جسمي، صاحب عمري كان بيجي يشوفني وأنا بتعذب كل ده بسبب إن هو وباقى المتهمين فاكرين إني بعت 3 تماثيل أثرية في الأقصر وأخذت مبلغ 300 مليون يورو".

يتابع الرجل الخمسيني قائلا: انا كنت فقدت الأمل ان ارجع اشوف مراتي وعيالي، أنا تاجر سيارات كبير وليا شهرة كبيرة في منطقة زهراء المعادي محل إقامتي، بس ثورة 2011 خسرتني كتير، وأنا متزوج من 23 سنة وأولادي حاصلين على أفضل الشهادات من الجامعات، منهم لله اللي عملوا فيا كده، ماليش ذنب في أي حاجة".

 

                        الدكتور عماد الفقي

 

- السجن المشدد

بدوره، يقول الدكتور عماد الفقي وكيل كلية الحقوق في جامعة "مدينة السادات"، إن واقعة الخطف والتعذيب تعتبر جناية ممكن يصدر احكام بالحبس المشدد للمتهمين، في حالة ثبوت أركان الجريمة من خلال تحريات المباحث وأقوال المجني عليه، واعترافات المتهمين أو أحدهم.

وطبقا لما ورد في نص المادة "282" من قانون العقوبات، التي تنص على أن "من قبض على أي شخص أو حبسه أو حجزه بدون أمر أحد الحكام المختصين بذلك، وفي غير الأحوال التي تصرح فيها القوانين واللوائح بالقبض على ذوي الشبهة يعاقب بالحبس أو بالغرامة مائتي جنيه".

وأضاف الفقي، لـ"الوطن"، أن تلك الواقعة، حبسما ورد في محضر الشرطة، وأقوال المجني عليه، وتحقيقات النيابة، أن المتهمين يواجهون حكما بالسجن المشدد، طبقا لما ورد في الفقرة الثانية من المادة 282 من قانون العقوبات المصري، التي تنص على معاقبة الجاني بالسجن المشدد إذا توافر شرط من شروط التهديد بالقتل، أو تعذيب شخص تعذيباً بدنياً.

وحاولت "الوطن" الوصول إلى محامي المتهمين أو أحد أفراد أسرهم، إلا انها لم تتمكن من التواصل معهم، نظرا لانشغالهم مع المتهمين في التحقيقات التي تجريها الجهات المختصة معهم بشأن الواقعة.

 


مواضيع متعلقة