«أبوعلوش».. صاحب «الشاهين» ورائد تدريب الصقور بصحراء مطروح

07:21 م | الثلاثاء 23 يناير 2018

لا يستطع أحد منافسته فى صيد الطيور النادرة بصحراء مصر الغربية، عبدالله أبوعلوش، صياد من نوع فريد، وهب حياته لتدريب الصقور، لا يجلس فى منزله، الكائن شرق مدينة مطروح، أكثر مما يجلس فى الصحراء، وسط الوديان، وبين أشجار التين والزيتون والطلح، استغل مهارته فى صيد الطيور الحرة، التى اكتسبها على مدار سنوات عمره، فتفوق على نفسه، وتمكن من صيد أحد الصقور من نوع «شاهين»، وظل يدربه على صيد طيور «الحبارى» و«الكروان»، التى يصعب صيدها ببنادق «الخرطوش» أو باستخدام «الشباك»، التى ينصبها الصيادون أعلى الأشجار.

يخصص «أبوعلوش» ساعات يومية لتدريب «الصقر الشاهين» الذى يخاف عليه، ويعتنى به مثل اهتمامه بأبنائه، فهو يعيش معه أكثر مما يعيش بمنزله مع أسرته، يقوم بتدريبه على صيد «الكروان»، لأنه من أصعب أنواع الصيد للطيور التى تؤكل، ليس سهلاً كصيد «السمان» أو طيور «القمرى» أو «البط الشرشير»، ولكنه طائر مراوغ، لا يستطيع أى صقر أن يمسك به أثناء تحليقه فى السماء، إلا إذا كان على درجة عالية من المهارة والتدريب.

{long_qoute_1}

غالباً ما يجلس فى نفس مكانه الذى لا يبارحه لشهور، بدايةً من شهر ديسمبر، وحتى فبراير من العام التالى، يقيم داخل خيمة بدوية فى عمق الصحراء، أقامها وسط منطقة وعرة خالية من البشر، جنوب مدينة مطروح، يجلس بجوار صقره الذى أحاط عينيه بـ«غمامة»، حتى يبقيه هادئاً، وأمامه عدد من الأقفاص تحتوى على مجموعة من الحمام «الزغلول»، التى يستخدمها لإطعام طائره عند الحاجة، تجده أحياناً يتحدث مع طائره وكأنه صديقه، ويتجاوب معه الصقر من خلال وقوفه على ذراعيه، أو من خلال صيد الطيور والإمساك بها والعودة إليه، دون أن يتناول منها شيئاً، قبل أن يأذن له صاحبه، وفى كل مرة يتوجه «أبوعلوش» ليقيم فى منطقة غير التى أقام بها فى السابق، بحثاً عن مكان جديد تمر به الطيور المهاجرة، لتدريب طائره على صيدها، ويعود إلى منزله ليوم واحد فى الأسبوع، محملاً بمؤنته من الصيد، ثم يعود حاملاً معه ما يحتاجه خلال الأسبوع التالى، ليواصل هوايته المفضلة فى الصيد، وسط الطبيعة التى نشأ وارتبط بها منذ سنوات عمره الأولى، وعادةً ما يستقبل أصدقاءه من الصيادين، أو كل من يقصدونه لطلب استشارته، داخل خيمته، حيث يلجأ إليه كثير من الصيادين، باعتباره واحداً من أفضل صيادى الطيور الحرة فى مطروح والصحراء الغربية.