رئيس «تحرير الأحواز»: طهران لها يد فى جرائم «سيناء» بشرائها ذمم «جماعات جهادية»

كتب: محمد حسن عامر

رئيس «تحرير الأحواز»: طهران لها يد فى جرائم «سيناء» بشرائها ذمم «جماعات جهادية»

رئيس «تحرير الأحواز»: طهران لها يد فى جرائم «سيناء» بشرائها ذمم «جماعات جهادية»

قال رئيس «اللجنة التنفيذية بالمنظمة الوطنية لتحرير الأحواز» (حزم) الدكتور عباس الكعبى إن إيران دخلت اليمن وهى تضع عينها على مصر، فى محاولة منها لإكمال مخططها التوسعى فى العالم العربى كما فعلت فى سوريا والعراق، مؤكداً أن مصر لا تزال حجر عثرة أمام المخططات الإيرانية. وأضاف، فى حواره لـ«الوطن»، أن أغلب السياح الإيرانيين الذين زاروا مصر فى فترة محمد مرسى كانوا عناصر من «الحرس الثورى» الإيرانىً.. وإلى نص الحوار:

نبدأ من الاحتجاجات الأخيرة فى إيران، ما توصيفك لها؟

- المعروف والمؤكد أن الأحواز شهدت مسيرات كبرى فى العاصمة والمناطق الشمالية للأحواز وانتفاضة كبرى، وذلك لاقتطاع سلطات «الاحتلال الفارسى» آلاف الهكتارات من بلدة «الجليزى»، واعتقال نساء الأحواز وضربهم، فتم اعتقال 11 امرأة. وقبل الاحتجاجات بـ4 أيام انطلقت احتجاجات فى مدينة «أصفهان» رفع المحتجون خلالها شعارات تعبّر عن الثورة ضد نظام الشاه وحكم البهلوى، ثم فى «مشهد»، ثم انتقلت إلى عدد من المدن حتى وصلت العاصمة.

{long_qoute_1}

وهل كان السبب اقتصادياً كما يتم تداوله؟

- النظام الإيرانى حاول أن يسوغ لها على أنها احتجاجات لأسباب اقتصادية، وأنها ثورة الأفواه الجائعة، ولكن فى واقع الحال هى ثورة أفواه جائعة ومتعطشة لأجل الحرية السياسية والاجتماعية والثقافية، وبطبيعة الحال هناك الأوضاع الاقتصادية، لكن النظام حاول أن يُظهرها بأنها لأسباب ترتبط بالأوضاع الاقتصادية المتردية حتى على مستوى العالم، ليجد مبرراً يخرج به فى مواجهة تلك الاحتجاجات، ويلصق الأمر بالعقوبات الأمريكية التى كانت مفروضة على النظام.

وما التغير فى تلك الاحتجاجات؟

- الاحتجاجات امتدت إلى مناطق الشعوب غير الفارسية، مثلاً فى الأحواز، ثم انتقلت إلى مدن إقليم أذربيجان الجنوبى: تبريز وأورومية وهمدان وقزوين، ثم انتقلت إلى المدن الكردية مثل «مهاباد»، ثم انتقلت إلى المناطق البلوشية، وهذا الأمر يرعب النظام، كونه كان يريد أن تبقى الاحتجاجات محصورة ضمن المناطق الفارسية، ولكنها شكلت خطراً كبيراً عندما انتقلت إلى الأقاليم الأخرى.

وما قراءتك لرد فعل الحكومة الإيرانية على الاحتجاجات؟

- النظام الإيرانى تخبّط فى التعامل مع تلك الاحتجاجات، يصفهم بالخونة والعملاء، وكانت التهديدات بلغت حتى الإعدام على لسان رئيس ما يسمى بمحكمة الثورة الإسلامية، ووُزعت الاتهامات، تارة تتهم السعودية وتارة تتهم الولايات المتحدة الأمريكية، وتارة تتهم الصهيونية، قالوا إنه حتى إقليم كردستان شمال العراق تم التخطيط فيه لهذه الاحتجاجات.

هل انتهت الاحتجاجات كما يقول الحرس الثورى؟

- الاحتجاجات لم تنته بعد، ولكنها تقلصت، كما أنها تحولت من مظاهرات فى النهار إلى مسيرات ليلية، ومن المرجح أن تتأجج من جديد، والدليل هو حالة التأهب القصوى لـ«الحرس الثورى» وقوات «الباسيج» (التعبئة) التابعة له وتدفق ميليشيات «الحشد الشعبى» من العراق نحو «الأحواز»، ثم إن الاحتجاجات لم تجد حاضنة دولية للأسف.

{long_qoute_2}

ما آخر الانتهاكات التى يمكن رصدها من قبَل إيران بحق عرب الأحواز؟

- كثيرة هى الانتهاكات التى ترتكبها إيران بحق الأحواز أرضاً وشعباً، آخرها اقتطاع آلاف الهكتارات من الأراضى الأحوازية، خاصة من المناطق الشمالية للأحواز، وعلى أثرها كانت هناك موجة شعبية عارمة كردة فعل من قبَل سكان هذه القرى باتجاه المحتلين الإيرانيين، احتجاجاً على عمليات قطع وسلب الأراضى العربية ومنحها بالتالى من قبَل الدولة الفارسية للمستوطنين الفرس المقبلين من المناطق أو المدن الفارسية.

شاركتم فى «المؤتمر الشعبى العربى» بتونس، ما الذى ميز هذا المؤتمر عن غيره؟

- للأسف الشديد، وأقولها بكل مرارة، كنا شاركنا فى عدد من المؤتمرات العربية، وللأسف الشديد فى الوقت الذى كنا نشكو فيه من تغييب القضية الأحوازية على الصعيد العربى الرسمى، كنا نشكو كذلك من تغييب القضية على المستوى غير الرسمى، لكن بالنسبة للمؤتمر الشعبى العربى كانت القضية الأحوازية تكاد تكون محور المؤتمر، إضافة إلى ذلك الاعتراف الرسمى الصريح من قبَل المشاركين بدولة الأحواز العربية، الحمد لله أصبحت المفاهيم واضحة للجميع، وأصبح الأشقاء العرب يقولون بما نقول به، وهو أن الأحواز دولة عربية محتلة من الدولة الفارسية.

لكن ما قيمة اعتراف كهذا، خاصة أنه صادر عن جهة غير رسمية؟

- لا نقول إننا يئسنا، ولكن تعبنا، ونحن نطرح قضيتنا على جامعة الدول العربية، فأشقاؤنا فى جامعة الدول العربية يتعللون دائماً بأن الجامعة هى جامعة دول عربية وليست جامعة شعوب عربية، متناسين أن هناك بنداً فى ميثاق الجامعة العربية ينص على الدفاع العربى المشترك، وتم تطبيق هذا البند فى الثمانينات عندما أغلقت موريتانيا السفارة الإيرانية فى «نواكشوط» تنفيذاً لهذا البند عندما كانت الحرب العراقية- الإيرانية ملتهبة فى الفترة من 1980 إلى 1988.

الأحوازيون يتحدثون كثيراً عن أن مصر موضوعة ضمن خطط إيران لتوسيع نفوذها، ما الذى يمكن أن توضحه بهذا الخصوص؟

- لا شك أن الغزوات والاعتداءات التى تعرضت لها مصر تاريخياً جاءت إليها من الشرق أكثر بكثير قياساً بتلك الغزوات التى تعرضت لها مصر من الجانب الغربى، وهذا إن دل على شىء فإنما يدل حتماً على ضرورة حماية البوابة الشرقية للوطن العربى، وطبيعة المواطن والمفكر المصرى فى آن واحد أنه لا يعرف التفكير القطرى الضيق، وإنما طبيعة المواطن المصرى أنه يفكر تفكيراً قومياً شاملاً، هذا ما لاحظته لدى الإخوة المصريين. إيران دائماً لم تغلق أعينها عن مصر بأى حال من الأحوال، نحن نعرف ولدينا التصريحات الرسمية وشبه الرسمية بأن أعينهم على مصر دائماً، باعتبار أن «طهران» استطاعت أن تخترق العراق وسوريا ولبنان واليمن، ولكن باختراقها لليمن أصبحت أعينها محدقة أكثر وأكثر نحو مصر، وإننا على ثقة أن كثيراً من الجرائم التى تحدث فى سيناء لإيران دور فيها.

كيف ذلك؟

- إيران للأسف تمكنت من شراء ذمم بعض الجماعات فى «قطاع غزة»، وأعلنوها فى إيران بشكل رسمى، وقالوا: الحمد لله، أصبح لدينا الآن شيعة فى فلسطين، ويقصدون بعض الجماعات من «الجهاد الإسلامى»، ولا أقول كل الجماعات، وقبل عامين تقريباً أو أقل، حتى حركة «حماس» نفسها أغلقت إحدى الجمعيات التى كانت تتلقى أموالاً من إيران. ولدىّ مصادر فلسطينية رسمية تعترف بأن هناك عديداً من المنظمات والجمعيات، سواء فى الضفة الغربية أو قطاع غزة، تتلقى التمويل من إيران، ونحن نعرف أن الأجندة الإيرانية لا تتوقف عند حد كما تدّعى مساعدة الفقراء وتقدم الأموال لذلك، وإنما الجزء الأكبر من تلك الأموال يذهب إلى الإرهاب المذهبى والفكرى، والإرهاب المباشر للىّ الذراع، فإيران ارتكبت الجرائم، وجرائمها امتدت إلى مصر، والدليل على ذلك أنها فى فترة محمد مرسى أصرت أن تدخل مصر بأى حال من الأحوال، فسيّرت وفوداً إلى مصر باعتبارهم سياحاً، مصر وافقت على ذلك، وكانت هناك اتفاقية بين مصر وإيران بأن «القاهرة» تفرض التأشيرة على المواطنين الإيرانيين الذين يرغبون فى زيارة مصر، بينما إيران ألغت التأشيرة من جانب واحد وشهدت «طهران» آن ذاك عدداً من الاحتجاجات من قبَل سياسين إيرانيين اعتبروا القرار إهانة لإيران، ورغم ذلك قبلت إيران بهذا لأنها كانت تريد تنفيذ مشروعها فى مصر. وكنا نعرف أن كل طائرة يكون على متنها نحو 200 شخص، الجزء الأكبر منهم يكون من عناصر الحرس الثورى الإيرانى، وبالتالى كانت لديهم أهداف لتشييع مناطق معينة فى مصر وزرع بعض الخلايا لهم وإعادة نفس السياسات التى اتبعتها فى سوريا والعراق.

هل تمثل مصر حجر عثرة بالنسبة لإيران؟

- بكل تأكيد، ليس بالنسبة لمصر فقط وإنما لكثير من الأعداء، مصر حقيقة مستعصية على إيران، نحن نشاهد النفوذ الإيرانى وصل إلى سوريا والبحر الأحمر، ووصل خاصة إلى «باب المندب»، إضافة إلى ذلك فإن الضفتين المطلتين على البحر الأحمر هناك دول أفريقية أخرى مطلة على البحر الأحمر لدى إيران معسكرات فيها ونفوذ، وأصارحك القول فإن إيران فى المناطق التى توجد فيها فى الدول الأفريقية تجد معسكرات التدريب والمقرات والمراكز الإيرانية جنباً إلى جنب مع معسكرات ومقرات التدريب الصهيونية.


مواضيع متعلقة