بالورقة والقلم.. "كيرلس" يحارب الزمن ويكشف جمال جديد في ملامح العواجيز

06:06 م | الخميس 18 يناير 2018

عشق الرسم منذ طفولته ونمى موهبته بأدواته البسيطة وبمساعدة أهله. يذهب كل صباح لمدرسته وبكراساته "شخابيط" تعبر عن عشقه للفن والرسم لكنه يلقى تعنيفًا تارة وتشجيعًا تارة أخرى من معلميه ووالدته التي كانت تعمل موجهًا للتربية الفنية، متخذًا من وجوه البشر والمناظر الطبيعية أفكارًا ليرسمها بشكل احترافي بألوانه وقلمه الجاف المخصص للأعمال المدرسية، ورغم الألوان المحدودة من الأقلام الجافة، استطاع أن يمزج بين الأحمر والأزرق والأسود ليبدع ويخرج لنا "بورتيريهات" غاية في الجمال.

"عشقت الرسم وأنا طفلاً في الابتدائية، وكنت أتأمل وجوه العواجيز من البشر وأغوص في تفاصيلها وارسمها، كما أنني كنت عاشقًا للمناظر الطبيعة فاقف أمامها وأقلدها، في كراساتي المدرسية"، هكذا بدأت حكاية الرسم مع كيرلس رزق تاضرس، الذي تخرج في كلية الفنون الجميلة وعمل مهندسًا للديكور، حيث أرشدته الوجوه إلى خطوات الرسم الصحيحة.

شجعه والديه على الرسم عندما لاحظا موهبته في الصغر، فاشترا الألوان الخشبية والأقلام الجافة له، وبدأ في رسم الصور الدينية التي كان يراها في كنائس مركز ومدينة سيدى سالم بمحافظة كفر الشيخ، ثم ساقه عشقه للفن إلى البحث عبر مواقع الانترنت لينمي موهبته في الرسم وهو في الصف الأول الثانوي، ليبدأ فصلًا جديدًا من الرسم ويخط أفضل البورتيريهات سواء للمناظر الطبيعية أو لصور العذراء أو وجوه العواجيز من المسلمين والمسيحين، وكذلك بورتيرهات للعاشقين، هكذا أكد كيرلس لـ"الوطن".

يقول رسام البورتيريه "أمي وابويا كانوا بيشجعوني على الرسم، وكنت بقلد أي شخص أو منظر أمامي، الرسم بالنسبالي حياة بيطّلع كل اللي جوايا بحس نفسى فيه، وبطلع أفكاري وبعيش معاه بإحساس، فتفوقت فيه وقدمت كورسات لمن يريد تعلمه، بأسعار رمزية".

ويضيف "أهتم بأفكار الصور وتفاصيلها، أعشق رسم العواجيز وقصص حبهم والعاشقين ولحظات سعادتهم، وأرسم بخامات مختلفة بدءًا من القلم الرصاص، الجاف، وألوان الزيت والباستيل، وأصمم أوردرات للأفراح وصور للعروسين وأعياد الميلاد بأسعار تبدأ من 150جنيهًا للبورتيريهات و250جنيهًا للبورتيريه الملون بالإضافة إلى اسكتشات انتيريور، وبرامج مختلفة.

يضيف كيرلس: "برسم لنفسي ونفسي أوصّل للناس خبراتي، وشاركت فى ورش كثيرة لتدريب الشباب المحبين لرسم البورتيريهات، وشاركت فى عددًا من معارض الرسم فى القاهرة والإسكندرية، وكانت النتيجة أن الناس بتنبهر بشغلي، وبشارك فى رسم بورتيريهات الكنائس ولو طلب مني رسم صورًا لمسجد مش هتردد، الرسم كمان بيوضح قيّم التسامح والسلام بين أطياف الشعب المصري.

ويعرب كيرلس عن حبه لرسم العواجيز مسلمين ومسيحين، قائلًا "الرسم عندي مش شغل، دي هواية وحاجة بحبها وبلاقي نفسي فيها وبحس براحة نفسية وانا مندمج فيها".

يوضح: "التحقت فى كلية الفنون الجميلة لكن قسم ديكور وصممت على ممارسة هوايتي فى الرسم فجمعت بين عملين الرسم والديكور، لكن بحب الرسم أكتر، وأتمنى إنشاء مكتب ومعرض يضم صوري الخاصة، اللي يبقى فيها شغلي واني استغل الموهبة اللي ربنا ادهالي مش في اني أرسم كام صورة وانزلهم على الانترنت أو ابيعهم وبس، لا إني أعمل حاجه جديدة، تميز شغلي حتى في الديكور و التصميم الداخلي، بس مفضَلش زي منا في حاجة واحدة، وأعلم الأطفال والطلاب الرسم"، هذه أمنيات كيرلس.