البابا فرانسيس يدين مهربي المهاجرين خلال زيارته إلى تشيلي

كتب: أ ف ب

البابا فرانسيس يدين مهربي المهاجرين خلال زيارته إلى تشيلي

البابا فرانسيس يدين مهربي المهاجرين خلال زيارته إلى تشيلي

دعا البابا فرنسيس الذي ينهي، اليوم الخميس، زيارته إلى تشيلي في شمال البلاد الذي يشهد تدفقا لمهاجرين من أمريكا اللاتينية، التشيليين إلى الحذر من المهربين الذين يسرقون أموالهم.

وقال البابا في قداس احتفالي كبير في إيكويكي، حضره أكثر من خمسين ألف شخص في هذه المنطقة القريبة من الحدود البوليفية والبيروفية: "احذروا الذين يستغلون الوضع غير النظامي لكثيرين من المهاجرين لانهم لا يعرفون اللغة ولا يملكون وثائق شخصية نظامية".

وأضاف الحبر العظم أمام الحشد: "أخوتي الأعزاء ايكويكي هي أرض الأحلام (معني اسمها ايمارا) أرض شكلت ملاذا لأشخاص من كل الشعوب والثقافات، اضطروا لمغادرة ذويهم والرحيل".

وتابع: "في هذه المنطقة الصحراوية بين البحر وسلسلة جبال الانديس أن بحثهم عن حياة أفضل كانت ترافقه دائما حقائب ظهر محملة بالخوف والشك في المستقبل"، مشيرا إلى أنهم "اضطروا لمغادرة ارضهم لانهم لم يكونوا يملكون الحد الأدنى للعيش فيها".

وتابع: "هذه الأرض هي أرض أحلام وعلينا أن نعمل لتبقى أرضا كريمة"، مؤكدا: "علينا التنبه لكل اوضاع الظلم واشكال الاستغلال الجديدة التي تدفع اخوة لنا الى فقدان فرح العيد".

وحاول البابا في تشيلي احتواء أزمة الثقة العميقة التي تؤثر على كنيسة تنخرها فضائح التعديات الجنسية على الأطفال، ثم توجه هذا المدافع عن الشعوب الأصلية الى منطقة مابوشي التي تبعد 600 كلم جنوب العاصمة.

وعند وصوله إلى ايكوكي دافع البابا عن قس يشتبه بالتزامه الصمت حيال تحرش جنسي من قبل كاهن كبير السن، مؤكدا أنه "افتراء" بلا أدلة. وقال "في اليوم الذي تقدمون فيه دليلا ضد الأسقف (خوان) باروس، ساتحدث إليهم. ليس هناك دليل واحد ضده. أنه افتراء. هل الأمر واضح؟".

وحصلت على هامش هذه المراحل تحركات لجمعيات لضحايا اعتداءات جنسية على الأطفال، وأحرقت كنائس في حوادث اتهمت بها مجموعة مسلحة من سكان مابوشي.

وقد اختار البابا الأرجنتيني الذي لا يكل ولا يمل (81 عاما)، ويولي "الضواحي" عنايته حتى في زياراته للبلدان البعيدة، أن يحتفل الخميس بقداسه الثالث، عند سفح جبال الأنديس في ايكويكي، البعيدة 1500 كلم شمال سانتياغو.

ويشكل المهاجرون واحدا من كل عشرة من سكان هذه المدينة. وقد تحولت تشيلي بلد استضافة، خصوصا في شطرها الشمالي الذي يصله أحيانا بطريقة غير شرعية رعايا من كولومبيا وهايتي وجمهورية الدومينيكان والاكوادور.

ويعيش أكثر من نصف مليون اجنبي في الوقت الراهن في تشيلي بصورة قانونية كما تفيد الأرقام الرسمية، ويشكلون 3% من تعداد شعب يبلغ 17،5 مليون نسمة. لكن الصحف التشيلية تتحدث عن وصول حوالى 105 آلاف هايتي واكثر من مئة الف فنزويلي العام الماضي.

واحتفل البابا بالقداس في بلايا لوبيتو التي تبعد 20 كلم عن ايكويكي بأقصى الشمال، والمطلة على المحيط الهادىء. وفي هذه المناسبة، نقل تمثال لعذراء تيرانا شفيعة تشيلي والتي يخصها سكان الشمال بعبادة مميزة، من كنيستها الكائنة في قرية تيرانا التي يبلغ عدد سكانها ألف نسمة.

وسيعقد البابا لقاء خاصا ايضا مع اثنين من ضحايا بينوشيه الذي لا يزال جرحا مفتوحا في تشيلي.

- توغل في الأمازون -

خلال رحلته التي تستمر 3 أيام في البيرو (حتى الأحد)، سيقوم البابا فرنسيس للمرة الأولى برحلة توغل في الامازون، جنوب شرق البلاد، وهي مرحلة اساسية من زيارته.

وفي المركز الاقتصادي الصغير في بويرتو مالدونادو، سيستقبله حوالى 3500 من سكان البلاد الأصليين، وبعضهم من بوليفيا والبرازيل. وتعبيرا عن الاهتمام الذي يوليه للتهديدات البيئية لهذه المنطقة الخضراء وسكانها الذين استعبدهم مهربون احيانا، دعا البابا الى عقد اجتماع عالمي للأساقفة في 2019 مخصص لشعوب الامازون.

وهو يتوجه إلى بلد غارق في ازمة عميقة منذ العفو الممنوح في عيد الميلاد لرئيس البيرو السابق البرتو فوجيموري المدان بالفساد وجرائم ضد الانسانية. ونجا رئيس الدولة بيدرو بابلو كوتشينسكي، المصرفي السابق في وول ستريت الذي تعرض لانتقادات حادة بسبب هذا القرار، من إقالة بسبب صلاته بشركة اوديبريشت البرازيلية العملاقة للبناء والأشغال العامة.

وقبل أسبوع من الرحلة، أعلن الفاتيكان أنه وضع تحت الوصاية حركة "سوداليتيوم كريستياناي فيتاي" الكاثوليكية البيروفية التي يتعرض مؤسسها لويس فرناندو فيغاري، اللاجئ في روما، لتحقيق بتهمة التعدي الجنسي على الأطفال.


مواضيع متعلقة