«إخوان سوريا» يؤسسون حزباً على خطى «إخوان مصر»
![«إخوان سوريا» يؤسسون حزباً على خطى «إخوان مصر»](https://watanimg.elwatannews.com/old_news_images/large/18298_660_579623.jpg)
أعلن إخوان سوريا اعتزامهم تشكيل حزب سياسى يدافع عن رؤية إسلامية للمجتمع السورى، فى خطوة استباقية للاستعداد لمرحلة ما بعد الأسد.
ورغم تغلغل جماعة الإخوان المسلمين بكل قوتها المالية والسياسة فى مفردات الثورة السورية، إلا أن العديد من العوائق تنتظرها وربما تحيل بينها وبين طموحاتها فى حكم إسلامى سنى بدمشق.
ورأت رندا قسيس الناطقة باسم تحالف القوى العلمانية المعارضة فى سوريا، فى تصريحات لـ«الوطن»: «لا فرق بين الجماعة والحزب لأن الغرض واحد، وهو فرض الإخوان أنفسهم على الساحة السياسية، مثلما فعلوا من قبل وحظوا بأعلى نسبة فى المجلس الوطنى». وقالت: «إن الجماعة قد تلجأ لبعض التحالفات مع قوى أخرى ليبرالية أو علمانية لتلميع الواجهة فقط». مؤكدة أن: «ممارساتهم توضح عدم اعترافهم بالآخر». واستبعدت أن: «يشكل الإخوان واجهة سوريا لأن شعبيتهم قليلة فى الداخل». وشددت على أن: «أى إسلام سياسى لن يستطيع أن يسيطر على البلاد لأن سوريا بلد متنوع». ورداً على الدور الإخوانى فى الثورة، قالت قسيس: «الجماعة استغلت ما تمر به سوريا لتترسخ داخل البلاد، وذلك من خلال تقديم معونات إنسانية بالهيمنة على هيئات الإغاثة، وتمويل بعض الفرق المسلحة».
بينما قال بسام إسحاق عضو بالمجلس الوطنى السورى، إن: «المجلس ليس لديه أية مخاوف من الإخوان خاصة أنهم تعهدوا بالمشاركة فى بناء دولة ديمقراطية مدنية». وحول الفرضية التى تقول إن إخوان سوريا أكثر تنويراً وانفتاحاً مقارنة بنظرائهم فى مصر وتونس والمغرب؛ نظراً لإبعادهم القسرى عن البلاد قال إسحاق: «إن قيادات الجماعة بالخارج كان لديهم فرصة للتعرف على الممارسة الديمقراطية فى كثير من الدول المتقدمة، مما يجعلهم يريدون تطبيقها فى بلادهم».
وقال موسى موسى عضو كردى بالمجلس الوطنى: «بتصورى الجماعة تهدف إلى تغيير جلدها والدخول فى مرحلة أكثر اعتدالاً بإنشاء حزب جديد، وذلك لتغيير الصورة الذهنية عنها لدى السوريين حيث لم تكن تتميز بنهج معتدل فى الثمانينات من القرن الماضى». وأضاف أن: «هناك اختلافات فى وجهات النظر وفى الأيديولوجيات مع الجماعة». واعتبر أن الإخوان هم الأكثر تنظيماً لكن خارج سوريا فى مقابل وجود أحزاب كردية قوية، وتابع: «كما أن الجماعة لم تعد التنظيم الإسلامى الأوحد، فهناك قوى إسلامية ناشئة وليست معتدلة». واستبعد أن: «يمثل الإخوان التنظيم الأقوى أو الأوحد وسيضطرون لتوزيع السلطة بين جميع القوى السياسية».
واعتبر الدكتور معن الناصر عضو الأمانة العامة للتيار الشعبى الحر أن «المرحلة الانتقالية فى سوريا ستشهد صراعاً سياسياً قوياً، والإخوان يجهزون ويستعدون له، وكونهم جماعة محظورة وأغلبهم فى الخارج، مكنهم ذلك من التفرغ لترتيب أوضاعهم وتأسيس حزب أكثر من التيارات التى تنشغل بالعمل الثورى الميدانى فى الداخل».
وقال أحمد سيف الإسلام حسن البنا عضو مجلس شورى الإخوان إن «تأسيس إخوان سوريا، حزباً سياسياً، هو خطوة ليكون لهم شكل سياسى بعد أن يسقط الأسد، وإخوان سوريا هم أكثر الفئات تضحية وتصدياً للاستبداد.. طردوا من وطنهم منذ أكثر من 20 عاماً، وتشردوا ورفعوا لواء المعارضة، والآن أصبحوا فى مقدمة الصفوف، ومن حقهم أن يترشحوا فى الانتخابات البرلمانية والرئاسية، بعد تحملهم التعذيب والسجن».