سبقت سنها وحاربت يأسها.. "إنجي" مخترعة صغيرة خدت الفضة من قلب كندا

كتب: عبد الحميد جمعة

سبقت سنها وحاربت يأسها.. "إنجي" مخترعة صغيرة خدت الفضة من قلب كندا

سبقت سنها وحاربت يأسها.. "إنجي" مخترعة صغيرة خدت الفضة من قلب كندا

معاناة طويلة عاشتها طالبة لم تتعد العشرين عامًا من عمرها، في أثناء إجرائها بحثًا علميًا بصحبة إحدى زميلاتها، متنقلة من مكان إلى آخر بحثًا عن المنطقة المناسبة لخروجه للنور والاستفادة منه، قلبل أن يكتمل حلمها بفوزها في مسابقة دولية بكندا، ليكلل ذلك الفوز مجهود الليالي الشاقة التي سهرتها، ولكنها لم تكن تعلم ما تخبئه لها الأيام.

فرحة إنجي رضا، طالبة الصف الثالث الثانوي بمدرسة المتفوقين في العلوم والتكنولوجيا بكفر الشيخ، لم تكتمل بعد حصولها على ميدالية فضية وشهادة تقدير في مسابقة ICAN 2017" International invention innovation competition"، عن مشروع استخراج الوقود الحيوي من الطحالب، نظرًا لعدم امتلاكها أموال للسفر إلى كندا لحضور العرض النهائي واستلام الجائرة.

عامين كاملين ظلت تعمل فيهما "إنجي"، وزميلتها في الدراسة نهال فودة، لاستكمال مشروعهما "بدأنا فيه في سنة أولى ثانوي وكنا بنتابع مع دكاترة متخصصين، والبحث كان تكليف علينا في الترم الأول ومن وقتها وإحنا بنحاول نطوره".

وبسبب ما تعاني منه مصر من مشكلة في الاكتفاء الذاتي من الطاقة، فكرت "إنجي" مع رفيقة نجاحها "نهال"، في مشروع جديد لسد احتياجات مصر من الوقود "هدفنا حل مشكلة الطاقة لأن مصر تعتمد على 3 مصادر، وقررنا نستخلص الوقود الحيوي من الطحالب".

بعد بحث ودراسة مناطق عديدة، قررا الطالبتان باختيار الإسكندرية كمكان لتنفيذ تجربتهما نظرًا لاعتدال درجة الحرارة المتمثل في البحر ووجود غاز ثاني أكسيد الكربون من المصانع، الذي يساعد على نمو الطحالب، "حصدنا الطحالب واستخرجنا منها الزيت، حولنا الزيت المستخرج من الطحالب إلى وقود حيوي".

خلال تصفحها الأخبار والأحداث على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، لفت نظر "إنجي"، إعلان عن مسابقة دولية في كندا، لتقرر تلقائيًا ملء الاستمارة وتشرح مشروعها، "دخلت على الصفحة الخاصة بالمسابقة وعرفت عنها أكتر، لقيت أنها مسابقة عالمية وأنها السنة التانية ليها، وهي تعتبر فرصة خاصة لعرض الابتكارات الإبداعية".

بعد أيام قليلة فوجئت طالبة الثانوية العامة بوصول مشروعهما إلى العرض النهائي للمشروعات من خلال رسالة عبر "الإيميل" من قبل الجهة المسؤولة عن المسابقة في كندا، لتسرع في الاتصال بصديقتها "نهال" وأهلها، لإبلاغهم بالصعود للتصفيات النهائية والاستعداد للسفر لحضور العرض "مكنتش مصدقة نفسي، الحمد الله على النجاح".

"كلمونا بعدها وبلغونا أننا فزنا بشهادات تقدير وميداليات فضية"، امتزجت السعادة بالحزن المرير، حينما تذكرت "إنجي" عدم استطاعتهما في السفر إلى كندا لاستلام الجائزة، "مكنش معانا فلوس نسافر".

لم تيأس طالبة الثانوية العامة، وتواصلت مع مسؤولي المسابقة للحصول على الميدالية وشهادة التقدير، ليخبروها أنه يمكنها دفع الاشتراك من خلال البريد لإرسال الجائزة من خلاله "كان نفسي أبقى موجودة علشان استلمها"، وتشعر "إنجي" بالسعادة من جديد بعد استلامها الجائزة.

تحلم صاحبة الـ18 عاما بالالتحاق بكلية الطب البشري في جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا لمساعدة المواطنين، وتطبيق مشروعها على أرض الواقع في مصر للاستفادة منه.  

 

 


مواضيع متعلقة