إعلاميون: غياب المعلومات يقودنا لـ«التكهنات والتوقعات» ومراجعة «أجهزة الدولة» فى القضايا المهمة ليست عيباً

كتب: حسام حربى

إعلاميون: غياب المعلومات يقودنا لـ«التكهنات والتوقعات» ومراجعة «أجهزة الدولة» فى القضايا المهمة ليست عيباً

إعلاميون: غياب المعلومات يقودنا لـ«التكهنات والتوقعات» ومراجعة «أجهزة الدولة» فى القضايا المهمة ليست عيباً

أكد عدد من الإعلاميين ضرورة توخى الحذر والدقة فيما ينشره الإعلام من معلومات، وما يتناوله من قضايا، وأضافوا أن الإعلام يعانى أزمة تتعلق بحرية تداول المعلومات، التى تعد أهم أدوات العمل الإعلامى والصحفى، وفى حال غيابها تحدث حالة من العبث، خاصة فى القضايا شديدة الحساسية، وأشار بعض الإعلاميين لـ«الوطن»، إلى أنه ليس عيباً مراجعة الأجهزة المعنية فى الدولة فى كافة التفاصيل المهمة، خاصة فيما يتعلق بالملف الأمنى وجرائم الإرهاب.

وقال الإعلامى أسامة كمال إن هناك أزمة بشكل عام فى الدولة، وهى عدم توخى الحذر والدقة فيما يقوم به المواطن من أعمال، أما على المستوى الإعلامى، أحياناً يتم إفساد الطبخ على «شوية ملح وفلفل»، حسب تعبيره، مضيفاً لـ«الوطن»: «للأسف كسل البعض فى البحث عن المعلومة والتدقيق فيها، وبمجرد الحصول عليها تتم إذاعتها ونشرها، دون تدقيق، بحثاً عن السبق أو الانفراد، أمر غير مقبول».

{long_qoute_1}

وأكد «كمال»: «ليست هناك مشكلة بالنسبة لى كإعلامى ألا أكون صاحب سبق، لكن الأزمة الحقيقية ستكون عند إذاعة أو نشر أخبار ومعلومات خاطئة تضطرنى للاعتذار فيما بعد»، موضحاً أن مبدأ الدقة والحذر هو السائد فى البرامج التى يقدمها، ليس فقط فى الأخبار الحيوية التى تتعلق بأى أزمة داخل الدولة إنما هذا يحدث مع كل الأخبار دون استثناء، وتابع قائلاً إنه دائم الحديث مع فريق إعداد برنامجه، على الحرص فيما يتم تناوله من أخبار وأن يكون دائماً الخبر مؤكداً من أكثر من مصدر، مضيفاً أنه يجب أن يكون لدى المجلس الأعلى للإعلام عقوبات مغلظة للحد من نشر الأخبار الكاذبة، وهذا هو حق أصيل للمواطن بألا يحصل على أخبار غير دقيقة، وتابع: «الفيس بوك يجب ألا يكون مصدراً للحصول على خبر أو قضية، لكنه يمكن أن يكون بداية لخيط يبدأ البحث منه والتدقيق حتى ينتهى من القضية أو الخبر برمته»، مشيراً إلى أن بعض أعضاء مجلس النواب يقدمون استجواباتهم بناء على قضية ما تمت إثارتها على موقع التواصل الاجتماعى وهذا أمر مضحك.

{long_qoute_2}

وقالت الإعلامية، رشا نبيل إن البعض دائماً يُحمل الإعلام مسئولية الأزمة، ولكن فى الحقيقة أن الإعلام نفسه يعانى من أزمة، تتعلق بحرية تداول المعلومات، مضيفة لـ«الوطن»: «المعلومة هى أهم أدوات العمل الإعلامى والصحفى، فإذا غابت فُتح الباب للتكهنات وللمصادر المقربة والمطلعة، فتحدث حالة من العبث الشديد، خاصة فى القضايا شديدة الحساسية»، وأشارت «نبيل» إلى أن غياب المعلومة يعطى مساحة لتبادل الآراء السياسية والشخصية وتفتح الباب أمام التوقعات الخاصة، وهذا كلام لا يتطابق مع وظيفة الإعلام الأساسية، مؤكدة أن الدور الرئيسى للإعلامى والصحفى هو البحث عن المعلومة والتدقيق فيها، والبحث عن أكثر من مصدر لتأكيدها، وأوضحت أن الاعتماد على التواصل الاجتماعى كارثة، لأن الإعلام هو الذى يصنع المحتوى الذى تنقله وسائل التواصل الاجتماعى وليس العكس، فبعد أن كان من المفترض أن يذهب الناس إلى السوشيال ميديا لمتابعة ما ينقله عن الإعلام، أصبحت «السوشيال ميديا» هى المصدر بالنسبة لما يقدمه الإعلام.

وقال الإعلامى تامر أمين إن الإعلام تعرض لمشكلات عديدة خاصة خلال السنوات السبع الأخيرة بعد ثورة 25 يناير حتى الآن، لأن بعض الإعلاميين «نافقوا الشعب ونافقوا السوشيال ميديا» على حساب دورهم كإعلاميين، قائلاً: «البعض تخلى عن رسالته ودوره لأنه عايز يقول اللى الناس عايزة تسمعه وده كان جزء من المشكلة أدى لاختلال مفهوم الإعلام ودور الإعلامى»، وأضاف «أمين» أن من أهم الأمور التى ستساهم فى إصلاح المهنة أن كل إعلامى يلتزم بدوره كإعلامى، والسياسى يمارس السياسة فى الحزب والانتخابات، كما شدد على ضرورة التدريب والتأهيل والاستفادة من التجارب الناجحة فى الخارج.

وقال الإعلامى تامر عبدالمنعم إن الإعلام سلاح خطير، يمتلكه الإعلامى الذى يجب أن يتحرى الدقة من الأخبار البسيطة إلى أخطرها، وذلك حتى لا يقدم للمتلقى محتوى فاسداً وقاتلاً كالرصاص، بكل ما تحمله الكلمة من معنى، فالخبر إن لم يكن صحيحاً بنسبة 100%، ومصدره موثق، غير مسموح بأن يتم تصديره للمتلقى، وأضاف أن مصر تمر بظروف خطيرة واستنثائية، وليس عيباً مراجعة الدولة فى كافة التفاصيل خاصة فيما يتعلق بالملف الأمنى وجرائم الإرهاب، مشيراً إلى أن مواجهة الإرهاب والمخاطر التى تحاك ضد الدولة واجب وطنى، وأشرف من خدمة جماعات متطرفة تريد تخريب الدولة.

وطالب «عبدالمنعم» الدولة والأجهزة المعنية بالإعلام بأن يكون هناك من يحل محل وزير الإعلام، أو أن تكون هناك جهة واحدة تصدر عنها الأخبار، مثل وكالة أنباء الشرق الأوسط أو الهيئة العامة للاستعلامات وغيرها، مؤكداً أن صناعة الانفراد ليست صحيحة دائماً، والإعلام المرئى يحتاج إلى وقت كاف للتأكد 100% من الانفراد قبل عرضه، عكس الصحافة التى بها متسع من الوقت للتأكد قبل النشر.


مواضيع متعلقة