قصة شاب فقد قدميه أسفل عجلات القطار: الحادثة اللى ماتوجعش.. بتقوّى

كتب: مها طايع

قصة شاب فقد قدميه أسفل عجلات القطار: الحادثة اللى ماتوجعش.. بتقوّى

قصة شاب فقد قدميه أسفل عجلات القطار: الحادثة اللى ماتوجعش.. بتقوّى

«إذا ماتت أهدافك، وتمكن اليأس منك، فأنت بالطبع كائن حى منتهى الصلاحية، لكن فى انتظار الموت»، جملة تحفيزية كان الشاب أرميا حبيب، يسمعها فى إحدى دورات التنمية البشرية، لم يكن يعلم أنها ستكون ملجأه الوحيد، فمنذ 11 عاماً، وهو يُردّدها داخله، وكانت الجملة الأقوى التى ساندته لتخطى الصعاب التى تعرّض لها.

بعد إنهاء مرحلة الثانوية، عندما ركض على قدميه فرحاً، للحاق بحلمه وتقديم أوراقه بإحدى الكليات، تعرّض «أرميا» لحادث قطار فى محافظة المنيا، فأثناء جريه للحاق بالقطار الذى ترك الرصيف، انزلقت قدماه أسفل عربات القطار، وتناثرت أوراقه التى اختلطت بدمائه على القضبان.

يبلغ «أرميا» 28 عاماً، ومر على الحادث 12 عاماً، لا يتذكّر منه سوى الـ20 دقيقة الفارقة فى حياته، فعقب الحادث تم نقله إلى أقرب مستشفى، واتّخذ الأطباء قراراً ببتر قدميه: «أكتر حاجة كانت بتوجعنى بعد العملية إنى هاموت وأهرش فى حاجة وجعانى ومش موجودة أصلاً».

كان الشاب العشرينى يعتقد أنه لن يستطيع التحرّك وستتوقف حياته عند ذلك الحادث، لكنه لم يستسلم وسجّل حضوره فى كلية التجارة جامعة بنى سويف: «بابا كان متولى مهمة إنه يجيبنى ويودينى للجامعة بعد ما اختفى شوية من أصحابى فجأة»، بعد تخرّجه عمل من المنزل كمصمم جرافيك، ثم سافر إلى أمريكا، عام 2014: «الموضوع قرار، يا هاكمل حياتى يا هاعيش عاجز، ومن ساعتها عملت كل حاجة ماقدرتش أعملها وأنا على الكرسى من غير رجليا».

خسر «أرميا» وزنه الزائد، الذى أعاق حركته وجعل جسده يسقط تحت عجلات القطار، مارس رياضة كمال أجسام، والكروس فيت، والعقلة، أصبح يتحرّك بسهولة ودون مساعد: «من المواقف المضحكة إن فى ناس كانت بتيجى تحط فى إيدى فلوس، وكأن كل اللى على كرسى شحات». كوّن «أرميا» صداقات جديدة، حظى بشعبية بين أصدقائه وجيرانه فى أمريكا، شارك فى مسابقات للركض بالكرسى: «باجرى وباتنطط وبالعب وباسافر، مفيش حاجة بتوقفنى، باعتبر نفسى أقوى واحد بإرادتى وطموحى».


مواضيع متعلقة